صدور النسخة الإنجليزية من كتاب «الجريمة المُركّبة.. أصول التجويع العنصري في اليمن»
صدر حديثاً عن مجلة الأدب العربي والترجمة في لندن، النسخة الإنجليزية من كتاب «الجريمة المُركّبة.. أصول التجويع العنصري في اليمن» للصحافي والباحث الحقوقي اليمني، همدان العليي.. وتأتي النسخة الإنجليزية، بعد صدور طبعته الأولى باللغة العربية مطلع 2023 الماضي.
وحول الإصدار قال الدكتور حاتم الشماع، وهو ناقد وأكاديمي يمني زائر سابقاً في جامعة ريدينغ، إن تقديم مثل هذا العمل الاستقصائي البارز إلى الجمهور الناطق باللغة الإنجليزية له أهمية كبيرة. وأضاف: “إن البحث الدقيق الذي أجراه العليي يسلط الضوء على واحدة من أخطر الجرائم ضد الإنسانية، ألا وهي جريمة تجويع شعب بأكمله وإرغامه على الاستسلام”. لافتا إلى أن الكتاب “استطاع توثيق هذه الجرائم التي ارتكبتها جماعة الحوثي مستخدما الأدلة الدامغة والتحليل العميق، وبهذا العمل يؤدي المؤلف واجبًا أخلاقيًا تجاه الشعب اليمني والإنسانية جمعاء. وليس لدي أدنى شك في أن الأجيال القادمة ستخلد جهوده”.
ويتيح صدور الكتاب باللغة الإنجليزية إطلاع جمهور أوسع في العالم على جذور الحرب في اليمن، والأسباب الحقيقة التي أدت إلى معاناة اليمنيين من خلال سرد أشكال سياسة التجويع العنصرية التي مارستها جماعة الحوثي الإرهابية ضد الشعب اليمني خلال السنوات الماضية.
وجاء كتاب “الجريمة المركبة” باللغة الإنجليزية في 536 صفحة، موزعاً على أربعة فصول، وأربعة ملاحق صور ووثائق.
ناقش الفصل الأول جذور الحرب في اليمن وبُعدها التاريخي والعنصرية باعتبارها السبب الأول لهذه الحروب، بالإضافة إلى سياسة التجويع العنصري التي ينتهجها الحوثيون اليوم على نهج أسلافهم الأئمة في الماضي، إضافة إلى جريمة الإبادة الثقافية وطمس الهوية الوطنية لليمنيين.
وتتبع الفصل الثاني أساليب التجويع المباشرة التي مورست بحق المجتمع اليمني، فيما خصص الفصل الثالث لتناول جرائم التهجير، وسرقة المساعدات، وانهيار الوضع الصحي، ومخاطر الألغام التي تفرد الحوثيون بزراعتها، إضافة إلى حصار المدن والمناطق الآهلة بالسكان وكيف كانت هذه الممارسات سببا في ظهور المجاعة.
وتناول الفصل الرابع الأضرار التي لحقت بالعملية التنموية في اليمن جراء الممارسات الحوثية، وما لحق بالإنسان اليمني واقتصادة جراء سياسة التجويع.
وحرص المؤلف على توثيق شهادات ودراسات دولية وعربية تؤكد جريمة التجويع وتتناول الموقف القانوني من بعض جوانبها، فيما ضمّت الملاحق صوراً ووثائق تثبت جريمة التجويع، بعضها تنشر للمرّة الأوّلى.
ويهدف الكتاب –بحسب مقدمة الكاتب- إلى توثيق هذه الجريمة بوصفها واحدة من أبشع الجرائم المعاصرة التي ما كانت لتحدث لولا التمييز العنصري واعتقاد فئة في اليمن أنها مميزة عن غيرها، وأن الله اختارها لحكم اليمنيين وامتلاك رقابهم ولو بالقوة، ما جعلها ترتكب جريمة متعددة الأوجه والأبعاد في وقت واحد، وهو ما يجسّد عنوان الكتاب “الجريمة المُركّبة”.