مقالات رأي

الموميا وبداية التحنيط .. القرار السياسي مثال

بقلم ياسر الصيوعي
مستشار وزارة السياحة

من يعلم متى بدأ الإعداد والتخطيط لتجميد القرار السياسي اليمني وعليه متى تم التحنيط ..

أصبح القرار السياسي اليوم في حكم الموميا المحنطه التي حيرت أكثر المهتمين والمتابعين للشأن اليمني وهل تم تجميده لفترة معينة أم هي مسيرة عمل على إماتته وترك اليمن في مواجهة مصيره المجهول .؟

الحقيقة: أن القرار اليمني قد تم تحنيطه منذ عشر سنواتٍ ونيف.

أما متى تم الإعداد والعمل على تجميده فـ للقادة ومكوناتهم السياسية آراء متفاوته ربما طبيعة التبني وحقيقة التبعية هي التي تلزمهم تحديد متى وكيف بحسب الدفاع عن مكونهم ونقد المنافس لهم.
ولسنا هنا بمن يملك القوة التي نستطيع من خلالها تصويب كبد الحقيقة ونؤكد ما نخفي في صدورنا وبه على يقين .
فهناك ماس وخطوط التماس تلزمنا الصمت والتظاهر بالجهل .
.
عندما نقف على ما يهمنا وهو معرفة واقع القرار السياسي اليمني ونكتفي بتلك المعرفة .
يعفينا ذلك عن الرجوع إلى الخلف والاصتدام بقوى ومكونات ولاعبين أساسيين في تنفيذ جميع الأسباب لتجميد القرار السياسي وتبادل الإتهام.

وعليه فإن دور المهتم أو الناشط والمحلل السياسي يلزمه أن يتوقف هنا ويكتفي بتذكير أرباب القرار تلك المعرفة التي لا يجهلونها والأهم تذكيرهم بخطر ذلك الجمود السياسي على مسيرة وتقدم وطن وانعكاس ذلك سلبياً على واقع ووضع المواطن ومؤسسات الدولة على السواء. والذي نعاني اليوم تبعاته ويدفع شعبنا اليمني ضريبته وبسببه يواجه المشقه ويكابد معاناته.
فـــ/ تلك هي القدرة الفعلية لذلك الناشط أو الكاتب أو المهتم وما فوقها فهي خطوط ساخنة قد تؤذيه وتعرض حياته أو مستقبله السياسي للسقم. والحليم بالإشارة يفهم.

بعد ذلك يبدأ دور القيادة السياسية التي دائماً ما يتمنى الوطن والمواطن بلسان حاله أن يكون لهم الدور الكبير والمشرف في معالجة ذلك الجمود والإنتقال إلى مرحلة الحراك السياسي المستقل عن التبعية والمتجرد عن الحزبية والمرتبط بالمصلحة اليمنية ..
ولن يتم ذلك ما لم يعترف الجميع أمام أنفسهم أنهم يدركون متى وكيف تم تجميد قرارانا السياسي وسلب إرادة شعب من حقه في اتخاذ قراره .
وبكل مسؤولية ووطنية يجب أن يقدم كل عضو من أعضاء القيادة السياسية حلولاً ناجعة مرتبطة بواقع الحال مستمدة من الولاء الصادق للوطن وتغليب مصلحته على كل المصالح الأخرى.
حلولاً بعيدة كل البعد عن التخبيط والتحنيط والتخدير التي نغالط بها أنفسنا و ما إن نصدق أنفسنا أنها نافعة نسعى إلى إقناع اطياف شعبنا بتصديقها والسكون والسكوت عنّا عبر الماكينة الإعلامية الموجهة والتي أصبحت سبباً من أسباب تسلل الفشل إلى إداراتنا ومؤسساتنا الحكومية بدلاً من أن تكون سبباً لتصحيح وتصويب مسار شرعيتنا . وتناسينا أمانة المسؤولية ولعنة التاريخ وسوء النهاية .

عندما تقرر القيادة السياسية ورؤساء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية الوقوف مع واقع المرحلة ومعالجة القضية بكل مصداقية والإعتراف من باب جلد الذات بأخطاء المرحلة السابقة والتكفير عن تلكم الأخطاء التي كان أكبر أسبابها النزاع على المكاسب وتغليب المصلحة الدونية على المصلحة العليا والخاصة على العامة .
ستبدأ مرحلة الإصلاح وتصحيح المسار وتفعيل القرار بكل سهولة وسينعم الوطن والمواطن بالإستقرار .. ولن ترى الدنيا على أرضي وصيا …

حفظ الله اليمن قيادةً وشعباً وأرضاً.

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى