الحروب ومستثمري السياسة في البلدان
ياسر الصيوعي
ربما كان عنواناً عريضاً للمدخل إلى حال الشعوب مع المستثمرين في حدائقهم الوطنية من أرباب السياسة وأطرافها الداخلية والخارجية في زمن الصراعات والحروب ..
هي في الحقيقة إستثمارات يمارسها أغلب اللاعبين أكثر من أنها حقيقة صراعات .
اليوم والعالم أصبح شبه ملتهب بحروب وخلق وترحيل أزمات كأوراق سياسية يلعبها اللاعبون الحقيقيون بما يبطنونه من خبث ولئامة بشرية ويسمونها سياسة ومشاريع مستقبلية كذباً على الشعوب.
أصبح أغلب المتصدرين للمشهد السياسي يبحثون عن فرصٍ استثمارية أكثر مما يسعون إلى حلولٍ سياسية كما يظهرون .
وما تلك الحلول التي يتشدقون بها واللقاءات والطاولات المستديرة إلا غطاءً لتمرير مشاريعهم الذاتية.
الأوطان الغير مستقرة اليوم تعاني من ثلاثة أنواعٍ من المستثمرين لصراعاتهم والمغذين لها بغية ألا تنتهي تلك الصراعات .
أما النوع الأول منهم فهم اللاعبين من خارج الوطن سواءً أنظمة سياسية أو فصائل طائفية أو عصابات عالمية في ثوب حكومات ودول عالمية ولا يخفى على شعوب الأوطان أثرهم وحقيقتهم مع أول وهلة من تغذية صراعهم ودعم طرفٍ على طرف..
ليسو هم وحسب فهناك من يهنى بإطالة الصراع من داخل الوطن ليطول أمد التكسب والإستثمار ولا يأبه بما يحل بشعبه ووطنه من هلاكٍ ودمار .
تتجدد صورة مستثمري الحروب في مصالحهم لتجد النافذين من المسؤولين عديمي الضمائر ورؤوساء وقادة المكونات والأحزاب السياسية ومهما تشدقوا بالإصلاحات فما هي إلا غطاء لتبرير حضورهم على الساحة وفي المشهد وتقاسم حصصهم المعتادة بالملايين من الدولارات التي استثمروا بها أوطانهم وتوابعهم أعضاء أحزابهم البسطاء ….
ما يجب أن يدركه الجميع أننا أمام ذئاب بشرية في صورة إنسان ولسنا أمام جنس ملائكي حتى نضمن عدم تدني أنفسهم وسقوط مقامهم وموت ضمائرهم وغياب خوفهم من الجبار عندما تُعرض أمام أعينهم وبين آياديهم مثل تلك المليارات والملايين…
فقد سال لعابهم وسقطت نفوسهم وباعوا أوطانهم وشعوبهم ..
المستثمرون في زمن الحروب هم أهلك الناس واسوأهم وأكثر منهم لؤماً من يبيعون أوطانهم قبيل لعاعٍ من المال ونوعاً من المصالح المستهلكة.
الوطن الكبير اليوم أصبح صغير أمام الغريب وتقزم في نظر الآخرين بسبب هؤلاء الأقزام.
لن يتوقف الحرب ولا تنتهي الأزمات والصراع ما بقيت تلك الأذناب والمسؤولين الفسدة أمام المشهد السياسي الذي اتخذوه غطاءً استثماري لإشباع رغباتهم وتدنيس تاريخهم وتلطيخ أياديهم بدماء ومعاناة شعوبهم .
ولن يرحل هؤلاء ما لم يقف جميع المواطنيين الشرفاء وقفة رجل واحد وبعبارة واحدة
(لا للمتاجرة بمقدرات وطن ومعاناة شعب)
حتى الخارج سيبادر إلى احتواء الواقفين بصرامة إن أثمرت وقفتهم وعليه يقع على عاتق الشرفاء ألا يقعون في مصيدة الخارج التي أوقعت من سبقهم وأن يعصبوا على بطونهم ويسعوا نحو تحقيق أهدافهم العامة والسامية ويستفيدون من الخارج فقط في إيقاف دعمه ونشاطه تجاه تلك الثعالب البشرية وترسيخ فكرة أن الأوطان تلفظ كل جيفة ولا يبقى عليها إلا من عرفوا لها ولأنفسهم مكانتهم .
خلاصة الأمر الوطن ومقدراته وأبنائه أمانة في رقاب قادته وسلطاته الثلاث والله سائل كل ذي مسؤولية عما أستولاه ..
ومن الجبن والحقارة أن تسعى نحو مصالحك الذاتية وتتناسى مصالح وطنك العامة والسامية .