الكويت إخاء صادق
أحمد عبدالملك المقرمي
يحمل اليمنيون لدولة الكويت وشعبها الشقيق كل الود، والتقدير، وقد انتزعت الكويت هذا الحب والود والتقدير لدى اليمن واليمنيين لأياديها البيضاء، ومواقفها التي تستعصي على النسيان، أو التنكر لها.
إهداء دولة الكويت لليمن طائرات ثلاث ومحركين، ليس هذا الموقف فقط من يشعل وفاء اليمنيين تجاه الكويت، فأيادي الكويت التنموية سابقة في اليمن كلها، و تمثلت في مشاريع تنموية كبـيرة، لاتزال ماثلة للعيان في كل محافظة، ومديرية، بل وفي كل مدينة، وقرية.
ما تميزت به الكويت، منذ اعترافها بالنظام الجمهوري عقب ثورة السادس والعشرين من سبتمر 1962م، هو أنها تعطي بلا مَنٍّ ، وتُقدم الدعم و المساندة بلا انتظار لثمن، وتعطي بلا شروط أو استعلاء.
القيادة الكويتية لم تتعامل مع اليمن يوماً بردود فعل ضارة، أو سلبية، كما يحدث أحياناً في علاقات الدول مع بعضها، حيث تحول بعض الدول مواقفها، من موقف مبدئي، إلى مواقف ردود الفعل الذي يضرب بالقيم والمبادئ عرض الحائط، ولا تترفع عن أن تنتقل من الموقف المبدئي إلى الموقف المضاد بشراسة و قوة ونِدّية، حتى لو كان السبب في غاية البساطة.
ردود الأفعال الساذجة هذة، تتحكم في علاقات كثير من الدول والحكومات، ولا تبرأ منه كثير من الدول العربية، ما لم نقل جميعها؛ لكن من الإنصاف القول أن دولة الكويت بريئة من هذا الحمق، ومن ردود الأفعال الساذجة، إذ تبقى البوصلة محافظة في اتجاهها نحو المبدأ، ولا تنحرف باتجاه تصفية الحساب، والاختلاق.
تُرٰفض المبادئ، والأخلاق، والعروبة، والدين، والمصير المشترك عند كثير من الحكومات؛ لمجرد خلاف بسيط، لايستدعي أحياناً حتى همسة في أذن سفير معتمد: لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب، ولا ينال العلا من طبعه الغضب، كل التقدير والعرفان لدولة الكويت و شعبها لمواقفها الأصيلة مع اليمن عبر كل تاريخ العلاقة الأخوية بين البلدين.