مع خطاب فخامته.. أحد عشر رسالة
د. ثابت الأحمدي
لن أكونَ مبالغًا إذا قلتُ أنّ خطاب فخامة رئيس المجلس القيادة الرئاسي بمناسبة عيد الفطر المبارك من الخطاباتِ التاريخيّة بمضامينه السّياسيّة الكبيرة التي مثلت طمأنة للشعب اليمني في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به.
أحد عشر فكرة مركزية توقف فخامته عليها، كل واحدة منها ركيزة سياسية بمفردها، وجدت كل شرائح المجتمع نفسها فيها.
1ــ الإيمان بالشعب. كانت الفكرة الأولى رهانه على الشّعب اليمني العظيم كله، وهي الضمانة الكبرى لقضيتنا التاريخية. بل والعقيدة الراسخة في قلوب المناضلين الأحرار، كما يقول أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري:
وآمنت بالشعبِ حتى وقد رآه الورى جثة هامدة
نعم.. الشعب اليمني الذي عُرف عبر التاريخ بمقارعته لهذه السلالة الخبيثة التي قوضت ماضيه وحاضره. فالثقافة اليمنية بطبيعتها ثقافة مقاومة عبر التاريخ.
2ــ أشار فخامته في خطابه إلى أن المستقبل أفضل، ولا شك أن إشارته هذه تأتي من موقعه كخبير بمجريات الأمور وتفاصيلها الدقيقة. وأن ثمة تحضيراتٍ جارية على قدم وسابق لتجاوز العثرات والعقبات التي تسببت فيها مليشيا الحوثي الإرهابية.
3ــ وللنساء نصيب. توقف فخامة رئيس الجمهورية عند الدور النضالي التاريخي للمرأة اليمنية التي عانت بدورها من همجية الإمامة وصلفها، وناضلت إلى جانب أخيها الرجل جنبا إلى جنب، ولا تزال أيضا في قلب المعركة الوطنية.
4ــ شباب اليمن. احتل الشباب أهمية في خطاب فخامته، كون الشباب رهان النجاح، وهم اليوم من يدافعون عن الوطن في مختلف جبهات النضال.
5ــ رجال الثقافة والإعلام. باعتبار الثقافة والإعلام اليوم جبهة مستقلة بذاتها، لا تقل أهمية عن الجبهة العسكرية، وقد صمد رجال هذه الجبهة رغم الظروف الصعبة لهم، مدافعين عن قضيتهم الوطنية، فاضحين لحقيقة وعنصرية الإمامة وتاريخها الوحشي البغيض.
6ــ المكونات والقوى السياسية. أشاد فخامته بالدور الوطني الإيجابي للمكونات السياسية المنضوية في إطار الشرعية، والتي تقف ضد الحوثي، مشيرًا إلى أن ثمة نجاحات كبيرة قطعتها هذه المكونات حتى الآن، وهي الآن ماضية في استكمال مشوارها حتى تحقيق كامل أهدافها، المتمثلة في التوافق السياسي، وصناعة السلام، وبناء مؤسسات الدولة.
7ــ القوات المسلحة والأمن والتشكيلات العسكرية. حيّا فخامته هذه الجبهة، وهي رهان النجاح الأول، بما تحمله من عقيدة قتالية وطنية صحيحة، وبما يُناط بها من دور كبير، باعتبارها صمام أمان الوطن.
8ــ تحالف دعم الشرعية. نظرًا للدور الأخوي الكبير الذي بذله الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وكذلك الإخوة في الإمارات العربية المتحدة فقد أشاد فخامته بهذا الدور، مقدرا للإخوة الأشقاء حضورهم التاريخي الذي لن ينساه اليمنيون، وخاصة دور المملكة العربية السعودية التي لا غنى لليمن عنها. ولا يزال دورها مستمرا إلى اليوم.
9ــ الشهداء والجرحى. يحتل الشهداء والجرحى في تاريخ الأوطان قيمة رمزية كبيرة، باعتبارهم النموذج الأصدق والأكمل الذي قدم روحه أو جسده فداء لوطنه، وقد تعهد فخامته مضي الأحرار اليوم على درب الشهداء والأحرار، متعهدا برعاية ذويهم، وكذلك الاهتمام بجرحى الحرب الأوفياء.
10ــ المعتقلين والمختطفين والمخفيين قسرا. كان لالتفاتة فخامته إلى المعتقلين في أقبية الحوثي لمسة خاصة، أعادت الأمل في الثقة بقيادتنا السياسية، وكادت تُفقد في الفترة الماضية، ولعل أبرز ملمح لتقدير المناضلين واحترام مواقفهم هو إعلان فخامته منح وسام 26 سبتمبر من الدرجة الأولى للمناضلين الأحرار: الأستاذ محمد قحطان، واللواء الركن محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي، واللواء فيصل رجب، وترقيتهم إلى رتبة فريق. هذا إعلان كبير من رجل كبير تجاه موقف كبير، نال فخامته احترام الشعب اليمني وتقديره.
1ــ فلسطين. القضية الفلسطينية حاضرة في الذهنية اليمنية من عقود طويلة، على المستوى الشعبي والرسمي معا، وقد أكد فخامته أن الشعب اليمني متضامن على الدوام مع قضية العرب الأولى، بدون مزايدة، أو ضجيج.
وأخيرًا التحية والتقدير لفخامته على هذا الخطاب الذي بث روح الأمل في الشعب، وأعاد ثقة المواطن بقيادته السياسية.