الدكتور الزنداني.. أربعون عامًا من الدبلوماسية اللآمعة
عماد جسار
الدبلوماسي ذو الخلق الرفيع والأسلوب الراقي الذي يحوي من خلاله الجميع، خبير سياسي، يتمتع بصفات قلّما نجدها لدى شخصيات أخرى، يتفق الجميع على شخصيته لما يمتلك من كاريزما وخلفية دبلوماسية وسياسية تتراكم منذ أربعين عاما.
الوزير الدكتور شايع محسن الزنداني، مثال للمسؤول والدبلوماسي والإداري اليمني الناجح، شغل العديد من المناصب الرفيعة في السلك الدبلوماسي منذ عام 1981م، ظهر صيته أكثر عندما تم تعيينه سفيرًا لدى المملكة العربية السعودية، وعرفه المواطنون بشكل أكبر نتيجة النقلة النوعية التي أحدثها في السفارة، حيث عمل على إدخال الخدمات الإلكترونية وأتمتة العمل الدبلوماسي، الأمر الذي سهل للمغترب اليمني الحصول على خدماته والوصول إليها بكل سهولة ويسر، فقد اقترب للناس أكثر، وأنهى مشكلة الطوابير، وصنع في نفوسهم الأثر.
أخبرني أحد الأصدقاء الموظفين في السفارة: إن دوام السفير يبدأ من السابعة صباحًا، يصل قبل الموظفين ويغادر أخرهم، وأثناء الدوام يمر على جميع المكاتب متابعًا آلية العمل وكيف يتم التعامل مع المواطن اثناء مراجعته للسفارة.
رجل متقن ومدرك لأهمية وجوده على رأس السفارة، يستشعر مدى أهمية خدمة المواطن، نسج علاقة وطيدة بينه وبين المغترب في السعودية، جعل الجميع اصدقاءً وأبناءً له، استوعب الناس وهموهم وعمل على حل المشكلات التي تواجههم، يستقبل الناس جميعاً بلا تمييز، وهذا ما يزيد من رصيد المسؤول ليتربع في مناصب أعلى.
سياسيًا يلم الرجل بكل المراحل التي مر بها الوطن، لديه رؤية عميقة لحلحلة أي قضية للصالح العام، عندما تجلس معه لبرهة من الوقت، ينقلك إلى الأحداث التي مرت بها اليمن وكيف كان يفترض أن يبدو الحل لمشكلة ما، لكيلا يصل الوطن إلى مأزق، يخبرك عن الأخطاء التي ارتُكبت ويبتكر الحلول.
البارحة أصدر فخامة الرئيسٍ الدكتور / رشاد العليمي قرارًا يقضي بتعيين الدكتور/ شايع الزنداني وزيرًا للخارجية وشؤون المغتربين، أشاد الجميع بهذا القرار محليًا، وعلى المستوى الدبلوماسي العالمي، اجماع كبير على هذه الشخصية الدبلوماسية الفذة من قبل الأحزاب والمكونات السياسية، لم تشهد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المحلية والعربية احتفاءً بأي قرار كما هو حال هذا القرار.
يواجه الدبلوماسي والوزير الدكتور/ شايع الزنداني مهام ومسؤوليات كبيرة، لكن خبرته المتراكمة منذ عقود، قادرة على صناعة تحول كبير ونقلة نوعية في وزارة الخارجية على المستوى الإداري وعلى الصعيد الدبلوماسي في خدمة اليمن واليمنيين، وهذا ليس بغريب على من خبر دهاليز الدبلوماسية والسياسة في آن واحد لأكثر من أربعين عام.