يا عيد اعتذر لك .. فمأسي الحرب قضت على الفرحة !
صالح المنصوب
يتوقف الصوت شاحباً و تخنق الكلمات عندما تسمع صوت الحزن لمن غرس حبهم في قلبك وانينهم ووجعهم وأنت لا تستطيع الوصول إليهم فقد حرمت من مصافحتهم سنوات وهذا الحال نموذج يتكرر و يمر به الكثير ممن يحلمون برؤية الأب أو الأم أو الأخ والأخت والصديق في هذه المناسبة.
هذا هو حال الألاف من اليمنيين الغارقون في أحزانهم في أرض الشتات مع أطفالهم لن يكن عيدهم سوى استعادة الذكريات التي تضيف احزن إلى أحزانهم .
يحاول من دمرت الحرب سعادتهم وتركوا منازلهم بما فيها مع كل الذكريات أن يكونوا سعداء لكن لا يستطيعون ذلك فعيونهم تفيض بالدموع وقلوبهم تجلدها المعاناة ، فالحزن وإلى جانبه أوجاع ومأسي الحياة المعيشية الصعبة تجعل بؤسهم ومعاناتهم لا تتوقف و حديث ابنائهم عن عيد المنزل وعيد الشتات يجعلهم يغرقون بالمأساة .
فالحقيقة التي لا هروب منها أن القادة السياسيين والعسكريين لايجيدون سوى الرقص على أوجاع ومعاناة اليمنيين ولا يفكرون أبداً بطريقة إنقاذ لهم أو أقل ما يمكن فعله سلام دائم وإعادة من شردتهم الحرب إلى منازلهم ، فبعضهم فارق الحياة قهراً تاركاً حلم العودة لمنزلة لمن هم على قيد الحياة ، حتى جثته تم دفنها بعيداً عن أرضه والديار ..
يعتقد الكثيرون أن الحرب صارت بلا وجهه واضحة وتحولت إلى مشروع ثراء واستثمار لمن دفنوا القيم والمبادىء العظيمة ومعها الضمير من لايتمنون غير استمرارها و كيف تطول هذه الحرب مع مطبليهم وعينهم واضحه على المال لا التقدم والإنتصار ومن يدفع ثمنها الصادقون المخلصون وهم ضحايا فيها.
أيه العيد فلا حضور للفرحة لمن هم في الشتات غير التنهيدات وأوجاع لا حصر لها ، بلا مأوى ولا أهل الموزعون على مناطق متفرقه ، كلاً يبحث عن طريقة ليعيش حياة بسيطة لاتزيد عن كسرة خبز و كأس ماء ، أما الأطفال عندما تلفت لهم يسألونك عن البرع والفرح ومن ملامحهم ترى أن العالم دفن الإنسانية والرحمة الذي يتحدث عنه فهؤلاء لا يريدون غير العودة إلى ديارهم التي دمرت لبنائها ومزارعهم التي أتلفت ليعيدوا زراعتها .. فقد أعلنوا اليأس من تجار الحروب أن يصنعوا شيئاً.
يا عيد أعتذر لك عن الفرحة وغياب الأهل الذي تعود الناس أن تجمعهم في هذه المناسبة فثمان سنوات مضت والمعاناة والحزن يتجدد بعد ان خسر اليمنيين في الحرب الوطن و الثروة والقيم والسمعة وضاع المستقبل واجهضت كل احلامنا ودفنت كل حقوق الإنسان.
فهل آن للحرب في اليمن أن تتوقف وأن نبدأ بزراعة بذور السلام والمصالحة واعادة احياء كل طقوس العيد.