إشمام الأنام لأهمية الوحدة وخطر الإنقسام
ياسر الصيوعي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) والصلاة والسلام على رسولنا ونبينا محمد القائل (إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم ثلاثا : قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ). أما بعد :- فإن وحدة صف المسلمين على المستوى العام ( الأمة) والخاص ( الجماعة والعصبة) أمرٌ مطلوبٌ والمحافظة عليه سعيٌ مشكور لا سيما في ظل تداعي الأمم وتكالبها على المسلمين . فإن في الوحدة قوة للمسلمين وعزة ومنعة وهي من أهم أسباب النصر على الأعداء والتمكين في الأرض ولهذا فإنها سببٌ لغايةٍ عظيمة ومقاصد من المقاصد الشرعية وهي حفظ الدين والنفس والمال والعرض ولا يتأتى ذلك إلا بالقوة والإعتصام ووحدة الصف والكلمة من أهم أسباب القوة إن لم تكن أهمها. لذلك فإن ما تمر به اليمن اليوم من تكالب خارجي وتحارب داخلي وضعفٍ وهوانٍ وتشرد أبناء الوطن الواحد وتمزق رقعة البلاد بين حكومةٍ شرعية وجماعاتٍ متمردة يحتم على الجميع التوحد والاصطفاف خلف قيادة وحكومة اليمن الشرعية نحو إتمام وحدة اليمن تحت مظلة الشرعية والخروج به من تلك المحنة والحروب التي أكلت الأخضر واليابس .كما يجب على تلك القيادة أن تتحمل تلك الأمانة بكل صدقٍ ومسؤولية وأن تولي كل قضية بحسب الأولوية الملحة وكل قرار القوة والإقتدار وأن تسعى في حل مشاكل الجميع المتعثرة العمل اليوم بهمة الإدارة الطارئة فالوضع صعب والمرحلة لا تحتمل التباطئ والتأخير وما تراه من إشكال سيؤدي إلى نفور أبناء جهه ولهم في ذلك من النظر وجهه . أن تعاجله وتعالجه حتى يستقر الوضع وتستتب الأمور ويشتد البأس ويكسر من الخصم الرأس ويحضوا بالولاء من الشعب وكل ذي حقٍ وجد حقه. ومما يجب أيضاً على كل أبناء الوطن الشرفاء المريدين الخير لوطنهم وشعبه من إخوانهم هو البقاء على مواقفهم الثابته والمعروفة منذ إصابة جسد اليمن بداء الفتنة والإنقلاب وألا ينزلقوا في منعطفاتٍ خطيرة تؤدي باليمن عامة إلى إنفراط العقد أكثر وإنفراج الفجوة أكبر. ولقد أرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم إلى أهمية أمر التناصح فيما بين الجماعة الواحدة والرفقة الصاحبة فيما حديث ومنها (مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا) وما اعوزنا اليوم واحوجنا إلى الأخذ بذلك الحديث كأبناء دولة واحدة من شمال اليمن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه والأخذ على يد المعاجل إلى حقه الخاص قبل الوصول إلى الغاية العامة التي تهم الجميع وهي المخرج من الدمار وارساء سفينة النجاة على بر الأمن والإستقرار .مع تصويب مسار القيادة بالنصح والحكمة في حال شابها الريب أو ظلت الصواب ويكون النصح للبناء والإنتقاد لا للهدم والإنتقام. في هذا اليوم الخالد في قلوب اليمنيين نسأل الله العلي القدير أن يكون بداية صلاح وتصالح ولم شمل لأبناء اليمن والسير جميعاً نحو الأمن والأمان والمحبة والسلام والبناء والإستقرار. كما نتمنى من القيادة السياسية ممثلةً برئاسة مجلس القيادة الرئاسي والسلطة التشريعية والتنفيذية الصدق مع الله ثم مع الوطن والوقوف عند المسؤلية التي أولاهم إياها الله عز وجل على ذلك الشعب والوطن المكلوم والنظر بعين الحكمة والعمل بكل أمانة وإخلاص والتوفيق من الله. ومن أبناء الشعب اليمني قاطبة تحمل جزء من المسؤولية تجاه وطنهم وأهاليهم والعمل بروح الجسد الواحد وتحت شعار الجميع مسؤول . وإلى موظفي الدولة المدنيين والعسكريين تذكروا أنها أمانه وهي يوم القيامة حسرة وندامة . حفظ الله اليمن من كل سوءٍ ومكروه وأيد بالنصر والتمكين قيادتنا الرشيدة وسدد على طريق الخير خطاهم . ياسر الصيوعي مستشار وزير الإعلام والثقافة والسياحة