الإشتراكي حزب أم فرد؟!
بقلم: د. محمد عوض هرورة
الحزب الذي يختزل في شخصية فرد، ويتحول فيه هذا الفرد إلى شخصية أسطورية مينتورية بقدرات خارقة خارج نطاق الطبيعة البشرية بديلة عن الحزب، وبقية القطيع مهامها النضالية اليومية مرسومة مسبقاً ومحددة في تحوير الزمان والمكان في ممارسة طقوس العبادة للإله المشخص المتمثلة في إقامة الإحتفالات بمناسبة يوم ولادته، ويوم ختانه، ويوم إحساسه فجاءة بالرجولة ويوم زواجه ويوم استقباله أول مولود، وتحويل تلك الأحداث إلى مناسبات وطنية يطوع القطيع إلى الإحتفال بها، مرددين للشعارات والمقولات التي تجاوزها الواقع، لهو حزب لا زال فيه الأموات ممسكيين بجلابيب الأحياء وبعقولهم، لا يرجى منه القدرة على إحداث فعل في تغيير الواقع والعبور إلى المستقبل.
حزب لا يختلف عن من ينتظرون شخصية منقذة تبعث من سراديب الموتى، أو من العالم السفلي، ثم تقدم حلولآ للواقع وللمشكلات التي عجز العقل البشري من انجاز حلولآ لها كما كان يحدث في الأساطير السومرية والأكدية، شخصية على غرار زيوسيدرا، أو اتراحاسيس، أو اوتانابشتم، أوديمييرانكيا.
وهو لا يختلف عن أولئك الذي يرددون كلمات البناء وقطب والمودودي أو أبن تيمية أو الزنداني والقرضاوي كما تردد الببغاوات.