الاصطفاف اليمني الذي تفرضه المرحلة
عادل الأحمدي
من أكبر الأخطاء التي تطيل معاناة الشعب وتغري العدو بالتمادي، أن أطرافاً في الصف الوطني يؤجّلون مواجهة العدو ويعجّلون مقارعة المنافس السياسي. وهو منحى عدمي من الواجب الإقلاع عنه، وإعادة ترتيب الأولويات على الطاولة بروح تغمرها المسؤولية أمام الله والتاريخ.
لم تعد الخلافات داخل الصف الوطني بتلك الحدة ولا بذلك التأثير، فمنذ مشاورات الرياض ابريل 2022 صار التوافق سيد الموقف، لكن ما ينقصنا هو نقل التوافق لمرحلة الاصطفاف المدروس الذي يختصر المسافة للنصر.
الاصطفاف الذي تفرضه المرحلة له بُعدان لا ينفصلان:
– بعد داخلي بالوقوف مع مجلس القيادة الرئاسي لاستعادة العاصمة واسقاط كهنوت السلالة.
– بعد خارجي بالاصطفاف مع تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في مواجهة المد الصفوي باليمن والمنطقة.
ومجددا نؤكد:
في التوحد خير.. والله لو توحدت دموع اليمنيين التي تسكب كل يوم وكل عام، لشكلت طوفانا هادرا يجرف هذه العصابة الإرهابية العنصرية إلى حيث لا حيث، فما بالك لو توحدت السواعد والبنادق والأصوات والقلوب.
الاصطفاف إلى جانب مجلس القيادة برئاسة الدكتور رشاد العليمي ليس خياراً ضمن خيارات عديدة، بل هو الخيار الوحيد لكل القوى الوطنية الحريصة على إنقاذ اليمن، والمؤكد ان كل القوى الوطنية، جنوبا وشمالا، حريصة على إنقاذ اليمن وإن اختلفت أجندات الحرص وأولوياته.
***
نتسامح ونصطف مع أي يمني أيا كانت منطقته أو حزبه أو ماضيه، فالكل ضحايا، ولن نتسامح أو نتساهل مع كهنوت السلالة الذي غرر على الجميع وأشعل الخلافات بين الجميع.
مهمة وحدة الصف الوطني ليست مسؤولية الأطراف السياسية المعنية فحسب. ثمة مسؤولية ملقاة على عاتق الجمهور، هذه المسؤولية تتطلب التأفف عن مواطن التنابز، ومقاطعة أعواد الكبريت.
التصفيق للتحريض خطيئة لا تغتفر. والكل مطالب بفضح منابر الوقيعة.
مؤشر البداية الصحيحة لصنع الانتصارات وإسقاط الكهنوت، الوقوف صفا واحدا مع قيادتنا السياسية برئاسة الدكتور رشاد محمد العليمي ومجلس القيادة الرئاسي.
الجمهورية أرضيتنا والوحدة سقفنا وصنعاء وجهتنا، ومشروع الكهنوت غريمنا الوحيد.
***
الاختلاف وارد والخلاف مرفوض. ونحن في اليمن علينا أن نتعلم كيف نختلف قبل أن نتعلم كيف نأتلف، لأننا إن أرسينا قواعد الاختلاف وآدابه وضوابطه، سهل علينا صناعة الاصطفاف، والاصطفاف طريق النصر.
سيكتب التاريخ أن أكثر القوى الوطنية نبلاً ووفاء مع هذا الشعب، هو الطرف الذي يطوي ملف الخلافات مع رفاقه في خندق النضال الوطني، مهما كانت جراحه.
اليمنيون يواجهون خطرا تهون معه كل التنازلات التي يقدمونها لبعضهم.
***
صناعة النصر حرفة لها شروطها ومقتضياتها وأسبابها.. وبدون الأخذ بالأسباب يتأخر النصر أو يتعذر.
لا تنقصنا القوة بمعناها الشامل، ينقصنا الروح الجماعية التي تتعالى على خلافات الماضي وأطماع الحاضر وتتفرغ بعدها لإدارة القوة وتفعيلها في المسار المؤدي إلى النصر.
– ثريد تغريدات بتويتر