ضمائر مغشوسة و أحلام مدمرة
**صالح المنصوب
كلما أستبشرنا بحلول واتفاقات تفاؤلية وقلنا أن حال المواطن سيتحسن اذا بنا نجد من يعمل على تعكير معيشة حال الناس وتحويلها إلى ظلام نتج عنه واقع اقتصادي وأمني وسياسي لا يبشر سوى بالقهر والمعاناة حينها ستطول رحلة العذاب للشعب ولن تنتهي .
في هذا الزمن المجنون أصبح البشر يفتقرون للقيم الفاضلة التي تعمر وتبني وتصون و فقراء للصدق والأخلاق والأمانة والشفقة ولهذا تزيد المأسي بعد التجرد منها.
وتتوسع المعاناة وتكبر وتتعاظم الاحزان في ظل التسلح بضمائر مغشوشة فهي خطر يقودنا جميعاً الى رحلة ضياع لا تنتهي وقادم قاتم إذا لم تتم المراجعة والتقييم لذاتنا وضمائرنا .
لم يعد هناك من هم وحلم للمواطن سوى البحث عن لقمة عيش بكرامة وهذا حلمه الأول الذي أصبح الوصول اليها ملغوم بفعل الغلاء وتدني الرواتب للموظف وغياب فرص العمل للأخرين .
كان هناك حلم بوطن ومؤسسات تقوده نحو الأفضل لكنها دمرت بفعل الحرب كل تلك الاحلام الفقيرة حتى الضمائر والقيم دمرت أيضاً و بحاجة إلى ترميم .
لم يعد يفكر المواطن سوى كيف يعيش وكل همه رغيف الخبز و ايجار المنزل والكهرباء ومتطلبات العيش .
يبدو أن الأحلام أصبحت مدمرة و الضمير دفن واهيل عليه التراب ، مواطن جائع يبحث عن قوت لأولادة لاتجد من قيادة البلد من يفكر في حل مشاكله منها التحسن الاقتصادي والأمني وكذا سوق عمل في بلد فيه اطول ساحل في العالم وارض وماء ونفط وغاز و بحر في بلاد الله الجميلة البلده الطيبة .
لا تجد سوى موظف يبكي حاله من راتبه البسيط الذي لا يكفيه شخصياً لأسبوع فيما آخر يعبث ويبذخ ويتجول في بقاع الأرض من دولة لأخرى دون التفكير بهؤلاء الجائعين الذين أصيب بعضهم بحالات نفسيه من هول الصدمات اليومية بسبب عدم قدرتهم على الوفاء بالالتزامات لأسرهم.
أمنيات الناس واحلامهم الكبيرة ذابت وسط الوجع والقهر من صناعة الحلول بعد أن خذلهم الجميع واصبحوا منكسرين في ظل استمرار التشظي الذي يبعدنا عن الأنتصار .
ولأن الضمائر باتت مغشوسة إن لم أقل ميتة فأننا نسير إلى قادم مجهول فمن مات ضميره في الالتفات إلى معاناة الفقراء والمرضى والكادحين مستحيل صعب جداً أن يكون هو الأمل وقد ذبح الأبتسامة وقتل ما بقي في الناس من أمل وصب على الجرح الوجع .
نحن بحاجة إلى ترميم الذات والقيم و كذا غرس الشفقة والرحمة وتمكين من له ضمير يفكر في الناس ويعالج همومهم لا من يريد أن يكون الناس متسولون في الشوارع ومتعبين يبحثون عن ما يسد جوعهم ويروي عطشهم ويروي جراحهم .
وختاماً قيل من لا يؤدبه الضمير .. تؤدبه الحياة حين تدور .. واتقوا الله في الغلاباء من الشعب.