عادل الأحمدي.. أيقونة النضال
فيصل الشبيبي
نجومٌ يمانية كثيرة، بزغت في سماء الإعلام والأدب والشعر والتأليف والنضال وغيرها خلال العقود الأخيرة، أحد هؤلاء النجوم الزميل العزيز الأستاذ / عادل الأحمدي، الذي يستحق أن نكتب عنه، إنصافاً لنضاله وقول كلمة حق يستحقها عن جدارة، بعد أن عرفه الجميع مُتصدراً ساحة النضال والدفاع عن الثورة والجمهورية لحوالي عقدين من الزمن دون كللٍ أو ملل، ومن باب إذا لم ننصفهم وهم في غمرة نضالهم، فمتى سننصفهم؟
الأستاذ القدير والإعلامي والباحث والكاتب الصحفي والسياسي الأستاذ / عادل الأحمدي، أحد أبرز الكُتّاب اليمنيين خلال العقدين الأخيرين استطاع أن يكسب قلوب الكثيرين من مختلف ألوان الطيف السياسي بمصداقيته وحرصه الكبير على توحيد الصفوف وتوجيه السهام نحو العدو الذي يُهلك الحرث والنسل ويُحرِّف المعتقدات ويصادر الحقوق والحريات.
الأستاذ / عادل، امتدادٌ للحركة الوطنية اليمنية، لذلك تجده منافحاً عن الثورة والجمهورية والحرية والديمقراطية، يبغض الاستبداد بكافة أشكاله وصوره، ويحرص دائماً على توعية الناس بخطر الإمامة وحقدها الدفين، حيث تنبَّه لهذا الخطر مبكراً وأصدر كتابه (الزهر والحجر) أثناء حروب صعدة، ولقي هذا الكتاب اهتماماً كبيراً في صفوف النخبة وكل من يريد أن يعرف حقيقة هذا الخطر الداهم الذي جاء لتحريف المعتقدات ونهب مقدرات الدولة والمواطنين والسيطرة على رقاب الناس.
يكفيه أنه تشرَّب الحرية منذ نعومة أظافره، وها هو اليوم يناضل في سبيلها، موصِلاً ليله بنهاره في تأليف الكُتب وتنقيحها وإصدارها بدون أي مقابل سوى خدمة للقضية التي يؤمن بها، كي يستعيد الشعب حريته ويعيش بشموخ وإباء وكرامة.
الأستاذ عادل، اللُغوي القدير، والشاعر والأديب، الصحفي المُتمرِّس، يرأس مركز نشوان الحِمْيَري للدراسات والبحوث، حيث أصدر عشرات الكتب والأبحاث والدراسات ومئات المقالات التي تخدم الوطن والثقافة والمعرفة، وللأسف الشديد أنه يُنفق على المركز من ماله الخاص دون أي التفاتة من الدولة أو من رجال الأعمال، الذين من المفترض مبادرتهم لتبنّي مثل هذه المراكز، إلى درجة أنه كان يعمل مراسلاً لإحدى الصحف الكبرى، وسخّر كل ما يملك لخدمة مركز نشوان للدراسات وإصداراته الوطنية والمعرفية.
تعرض قبل فترة لبداية ذبحة صدرية نتيجة الإرهاق الشديد بسبب ضغط العمل، ورغم نصيحة الأطباء له بالابتعاد عن التوتر والتخفيف من العمل، إلاّ أنه عاد إلى سيرته الأولى في البحث والدراسة والتحليل خدمةً لقضيته الوطنية الكبرى.
عادل الأحمدي، كريمٌ لا يخشى الفقر، واجتماعيٌ إلى حد أن بيته قد أصبح مزاراً لكل الجمهوريين والمثقفين الذين يستأنسون بأفكاره وآرائه وتشعر للوهلة الأولى عند زيارته أن منزله منزلك لما تلقاه من ترحاب وتقدير واهتمام منه ومن أولاده الكرام.
حتى في خلافه وخصوماته، لا يفجر على الإطلاق، مُهذبٌ في ردوده على المتعصبين المُستفزّين والجهلة في وسائل التواصل الاجتماعي، يقارع الحُجة بالحجة، ويُقنع الكثيرين بمشروعية نضاله الوحيد.
تحيةً لك أيها العادل في قوله، الصادق فيما يخطه قلمه،، تحيةً لك أيها الجمهوري العتيد والمناضل الفريد.