يومان يمنيان في بروكسل
محمد جميح
خلال اليومين الماضيين، وفي العاصمة البلجيكية بروكسل نُظمت فعاليات تدشين المرحلة الثانية من مشروع “النقد مقابل العمل” المخصص لحماية وترميم آثار بلادنا، والذي بدأت مرحلته الأولى فعلياً عام 2020.
المشروع مقدم بدعم من الاتحاد الأوروبي وبإشراف اليونسكو، وتنفيذ كل من الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة.
وبعد نهاية المرحلة الأولى من المشروع الذي ركز على حماية وترميم مباني كل من صنعاء القديمة وزبيد وشبام حضرموت ومواقع في عدن، وبتكلفة قدرها عشرة مليون يورو، تم تدشين المرحلة الثانية، وبدعم من الاتحاد الأوروبي كذلك، وبشكل أوسع ليشمل محافظات أخرى بالإضافة إلى المدن التاريخية الثلاث وعدن.
كنت قبل فترة قد تشرفت مع السيدة أنا باوليني المديرة السابقة لمكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن بلقاء السيد ديدير لينوار سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليونسكو، وناقشنا معه أهمية المشروع لقطاع التراث في اليمن، وأهمية الاستمرارية فيه في مراحل لاحقة.
وفي يونيو من العام الماضي عقد مؤتمر دولي افتراضي لتسليط الضوء على معاناة التراث الثقافي في اليمن، وخلال المؤتمر سلطت الأضواء على الحاجة لاستمرار جهود حماية هذا التراث، وبجهود من اليونسكو وأصدقاء اليمن المخلصين تم تمديد مشروع “النقد مقابل العمل” لأربع سنوات أخرى، وبتكلفة عشرين مليون يورو، في مرحلته الثانية التي تم تدشينها في بروكسل، مصحوبة بفعاليات فنية وحلقات نقاش استمرت ليومي الأربعاء والخميس الماضيين.
استهدفت المرحلة الأولى كلاً من صنعاء القديمة وشبام حضرموت وزبيد وعدن، وتمت الموافقة على توسعة النطاق الجغرافي في المرحلة الثانية لتشمل مواقع أثرية من غير تلك المسجلة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في تعز وحضرموت وعدن وصعدة ومحافظات أخرى يمكن أن تحدد لاحقاً.
أسهم المشروع – في مرحلته الأولى – في أعمال الحماية والترميم، بالإضافة إلى دعم تدريب كوادر يمنية على أعمال الترميم والحماية، وكانوا هم من قام بتلك الأعمال، ليكون لدينا مستقبلاً فريق وطني متكامل من المختصين على تلك الأعمال.
أسهم المشروع كذلك في دعم عدد من العاملين في المجال الثقافي والفني، وقدم دعماً لعدد من المنظمات اليمنية العاملة في مجالات التراث الثقافي.
ومع تدشين المرحلة الثالثة تنعقد الآمال على توسع أعمال الترميم وتدريب الكوادر، والاستمرار في تقديم الدعم للمنظمات الثقافية اليمنية.
سيتم الاستمرار في تدريب شباب من أبناء المدن المستهدفة من الفئة العمرية الواقعة بين 18 و35 سنة، وذلك عبر الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة ومكاتبهما في الجمهورية.
شكراً للسيد أرنستو أوتون راميريز المدير العام المساعد لليونسكو على تفاعله مع جهود حماية التراث اليمني، والشكر موصول للاتحاد الأوروبي، وللسفير غابرييل مونويرا فينالس سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، والشكر موصول للدكتور صلاح الدين زكي خالد مدير مكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن في الدوحة وفريقه الذي عمل على إنجاح فعاليات التدشين، وعلى أمل استمرار تقديم الدعم لقطاع الثقافة في اليمن، وعلى وجه الخصوص حماية الممتلكات الثقافية من الإهمال والتخريب والتهريب، دون أن ننسى شكر جهود أنا باوليني المديرة السابقة لمكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن، على كل ما قامت به لخدمة التراث والثقافة في اليمن.
شكراً لسعادة السفير محمد طه مصطفى سفير اليمن لدى بلجيكا، ونائب السفير أوس الإرياني والقنصل لؤي الأسودي الذين كان لهم حضور فاعل في الفعاليات.
شكراً لرفيق الرحلة من باريس إلى بروكسل نوفل الصويل.
أخيراً، شكراً جزيلاً لحضور الأخ وزير الثقافة معمر الإرياني الذي مثل الحكومة في تدشين تلك الفعاليات، والذي يبدي التعاون في تذليل الكثير من صعوبات العمل، لخدمة قطاع الثقافة.
والشكر لله أولاً وأخيراً…