تقارير

شحة المياه النظيفة تزيد معاناة النازحين في مأرب

نجم ابوراس – مأرب

مسافات طويلة تصل إلى خمس كليو مترات تقريبا تقطعها عشرات الأسر النازحة في محافظة مأرب كل يوم من أجل الحصول على مياه الشرب في مشهد يعكس حجم المعاناة التي تعيشها الاسر داخل مخيمات النزوح.

ناجي محسن أحمد عيسى يسكن مخيم جو النسيم الغربي شمال شرق محافظة مأرب يقول …إن مهمة الحصول على الماء باتت صعبة جراء تردي الأوضاع المعيشية التي تعيشها أغلب الأسر الفقيرة، والتي تضطر إلى الاستيقاظ قبل طلوع الشمس و الاصطفاف في طوابير طويلة حول ‘بئر للمياه النظيفة’ والتي تبعد عن المخيم ألاف الأمتار أملاً في الحصول على مايرون به عطشهم نتيجة عجزهم المادي عن دفع تكاليف شراء الماء، إلى جانب صعوبة توفير متطلبات الحياة اليومية.

وأضاف إن منظمة اليونيسف قامت بوضع خزانات بلاستيكية كبيرة وملئها بالمياه الصالحة للشرب من أجل تخفيف معاناة النازحين، لكن المشروع لم يستمر سوى فترة قصيرة لا تتجاوز شهر واحد فقط دون ذكر أسباب الانقطاع .

وفي لقاء مع مسؤول المخيم الاستاذ “عبدالرب قايد حليف” أكد أنهم وبجهود ذاتية استطاعوا إقناع أحد فاعلي الخير بالتنازل عن أرضية لحفر بئر مجاورة للمخيم، ومحاولة تجهيزها بالمضخات من أجل رفع المياه، لكن تكاليف المعدات باهضة التكلفة، وقد قمنا بالتقديم لعدد من المنظمات الإنسانية من أجل تمويل المشروع دون أي استجابة تذكر .

** تدهور الإقتصاد الوطني وارتفاع الأسعار**

في ظل الانهيار الاقتصادي التي تعيشه البلاد وتدهور العملة الوطنية في المحافظات المحررة تعيش أغلب الأسر النازحة أوضاعا معيشية صعبة جراء ارتفاع أسعار المواد الضرورية وصعوبة توفيرها .
ومع استمرار الأزمه الإقتصادية فإن غالبية الأسر تعجز عن شراء الماء نتيجة ارتفاع الأسعار مقارنة بدخل المواطن اليومي .
ويقول سكان المخيم إن تكلفة صهريج المياه العادي تصل الى 16000 ريال اي ما يعادل 9 دولار أمريكي وخاصة في الأماكن البعيدة عن المدينه .

** دور المؤسسات الحكومية وغياب المنظمات الإنسانية.**
أرغمت الحرب في اليمن آلاف الأسر على ترك مساكنهم والنزوح الى أماكن آمنه لكن مئات الأسر لم تستطع أن توفر مساكن مهيأة للعيش بسبب ظروفهم المعيشية الصعبه وغلاء الايجارات ، واضطرت أن تسكن في مخيمات النزوح الذي كانت مناطق خالية وغير صالحة للعيش قبل اندلاع الحرب
ويرجع غياب شبكات المياه الحكومية عن مخيمات النازحين كونها لم تكن آهلة بالسكان قبل تصاعد الأحداث في اليمن .
وفي لقاء مع مدير المؤسسة العامة للمياه ” فرع مأرب
أ/حسين أحمد جلال ” أكد انهم وبالتنسيق مع بعض المنظمات الانسانية قاموا بتمديد خطوط وعمل نقاط للمياه ل35 مخيم في مديريتي الوادي والمدينة ، وقمنا بتشكيل لجان مجتمعية من داخل المخيمات و تدريبهم على كيفيه التعامل مع هذه النقاط وتزويدهم بحقائق الصيانة وتسليمهم المشروع كاملاً.

وبحسب نشره التدخلات والإحتياجات الإنسانية في قطاع المياه الذي نشرته الوحده التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين – مأرب. ‘ يناير – يونيو2024 ‘
والذي جاء فيه:
“خلال النصف الأول من العام 2024 ونظرا لما يعانيه النازحين في مخيمات النزوح في مأرب من صعوبة الحصول على مياه الشرب و الوصول إليها، وبلغ عدد المواقع التي لا يتوفر فيها مياه صالحة للشرب 148 موقع للنازحين، لذا عملت الوحدة التنفيذية بالمحافظة والمكاتب الحكوميه المختصة بالتعاون مع شركاء العمل الإنساني بالبحث عن تمويلات لتغطية الاحتياج في خدمات المياه ، والمتمثلة في (خزانات برجية -صيانه وتأهيل خزانات و آبار مياه – وصيانة وإنشاء شبكة مياه – ونقاط توزيع مياه ومناهل – وتوزيع خزانات أسرية ) حيث بلغ عدد المستفيدين” 10,256″ أسرة في عموم المحافظة..

لذا تظل مشكلة المياه هم يؤرق السكان في المخيمات، ومن جانبه يضع العاملين في الجانب الحكومي والإنساني في مقام المسؤولية التي لابد من حلول جذرية لها، فلقمة الأكل وشربة الماء الصالح للشرب هي أقل القليل مما يجب تقديمه للمواطن اليمني في مخيمات النزوح فضلا عن خدمات الصحة والتعليم ونحوها.

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى