قصف ميناء المخأ.. حرب الحوثيين الأشد فتكاً بالمدنيين
محمود عبدالله الشرعبي
عقدان الا ثلاث سنوات، والحوثيون الذين تدعمهم إيران يرفعون شعار “الموت لإسرائيل وأمريكا، والنصر للإسلام”، لكن خلال 17 عاماً، لم تقتل الميليشيات الطائفية، لم تقتل سوى اليمنيين الذين أصبحوا يفرون في هجرة داخلية خشية من قذائف الحوثيين وصواريخهم وطائراتهم المسيرة.. فالسؤال الذي يطرحه اليمنيون.. ماذا تريد ميليشيات الحوثي منا، ولماذا تريد قتلنا بالصواريخ والحصار.
من ميناء المخأ وحتى قرب مطار الحديدة اليمنية، تواصل الحرب الحوثية والالغام الأرضية حصد أرواح اليمنيين التهاميين، فالفارون من القذائف التي تمطر من السماء تفتك بهم العبوات والالغام المزروعة في الأرض.
يقول مواطنو تهامة إن ارضهم أصبحت تهدد حياتهم بعد ان استبدل الحوثيون الزرع بالعبوات الناسفة والالغام الأرضية (إيرانية ومحلية الصنع)، ناهيك عن ان المنازل التي بعثها مبنية من “سعف النخيل”، قد دمرت واحرقت.
لم تبق الحرب هذه أي شيء لليمنيين في تهامة، حرب جماعة دمرت الحرث والنسل، وزرعت الموت لعشرات السنين في باطن الأرض، فالتهامي يخشى من الموت مع كل خطوة يخطوها طلبا للحياة وبحثا عن مصادر رزق في البر والبحر الذي أصبح شبكة الغام ارضية.
ويؤكد يمنيون أن حرب الحوثيين لم تكن عسكريا ضد جيش احترافي يخوض معركة وفق قواعد الاشتباك الحقيقية بعيدا عن المدنيين، فالحرب التي تخوضها الاذرع الإيرانية تقتصر فقط على قتل المدنيين والتنكيل بهم ومحاصرتهم بالجوع حتى الموت، وهو ما فهم أخيرا من هجوم ميناء المخأ.
وبينت بنتائج التحقيقات في جريمة اعتداء مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على ميناء المخا استخدام الصواريخ الباليستية والطيران المسير.
وقال العميد صادق دويد عضو قيادة القوات المشتركة في مؤتمر صحفي “إن عصابة الحوثي الإيرانية أقدمت يوم السبت الموافق 11 سبتمبر 2021، على استهداف ميناء المخا بقصف كثيف طال تقريباً كافة منشآت الميناء ورصيفه ومخازنه ومكاتب موظفيه والمراكب التجارية الراسية فيه وذلك في ذروة الدوام الوظيفي.
وأكد العميد صادق دويد تحييد معظم أهداف هذه الجريمة، منوها في الوقت نفسه بخطة الإخلاء الناجحة للعمال المدنيين وسكان المناطق المحيطة بالميناء المتزامنة مع دفاعات تمكنت من إسقاط بعض السلاح المهاجم وتدميره.
وكشف في معرض إدلائه بنتائج التحقيقات عن استخدام العصابة الإيرانية صاروخين بالستيين، وست طائرات مسيرة إيرانية الصنع، تمكنت دفاعاتنا الجوية من إسقاط نصفها.
وعن نتائج الاعتداء، قال إن سلاح الهمجية الإيرانية دمر عدداً من مخازن الميناء بينها مخازن لبضائع تجار ومخزن لوحدة الأعمال الإنسانية يحوي كميات كبيرة من المواد الغذائية مقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي وجاهزة للتوزيع، كما دمر عدداً من مكاتب الميناء وألحق أضراراً برصيفه.
وأوضح العميد دويد أن الميناء كان قد بدأ تدريجياً العودة إلى عمله بعد التدشين بحضور ممثل للأمم المتحدة السيد ديفيد غريسلي باعتباره ميناء مدنيا خاضعا للمدونة الدولية الـ(ISPS CODE) ومشرَفاً عليه من قبل المنظمة البحرية الدولية (IMO) عبر هيئة الشئون البحرية ولديه شهادة امتثال دولية.
ولم يمض أكثر من أسبوع على الاستهداف حتى عاد الميناء للعمل مجدداً لتوجه وزارة النقل في حكومة المناصفة تأكيدات على ان الميناء لن يتوقف العمل فيه لما يمثل من أهمية إنسانية للسكان في تهامة وتعز ومدن اليمن الشمالية الأخرى.