- أخبار هامةاخبار محلية

وزير الخارجية في حوار لـ الشرق القطرية:قطر واليمن تجمعهما علاقات أخوية متجذرة ومشاورات منتظمة

تحدث معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع محسن الزنداني في حوار خاص مع صحيفة الشرق القطرية عن اليمن وأزمته الداخلية وعلاقته بمحيطه الخليجي والإقليمي واكد أن دولة قطر واليمن تجمعهما علاقات اخوية متجذرة ومشاورات سياسية منتظمة، موضحا أن قطر تنفذ عدد من المشاريع التنموية لصالح الشعب اليمني وأخرى سترى النور قريباً، وان دور الاشقاء في قطر مهم جداً بالنسبة لليمن في ظل هذه الظروف الاستثنائية.

وشدد معاليه في الحوار على أن جميع دول الخليج معنية باستقرار اليمن لان أمنه يخص المنطقة ويؤثر عليها. وقال معاليه إن الأزمة اليمنية معقدة لا تحلها العقلية العسكرية وان اليمن بعد 10 سنوات من الحرب لم يحقق سوى المزيد من الدمار، ورأى أن الحوثيين لا يؤمنون بالحوار وليسوا شركاء من اجل حل سياسي.

وشدد على أن الحوثيين انقلابيين يعتقدون بأن حكم اليمن حق إلهي، موضحا ان تدمير حزب الله سينعكس عليهم وان التدخل الايراني ساهم في اطالة معاناة اليمن الازمة وطهران وفرت لهم الدعم.

ولفت معالي الوزير الزنداني إلى أن هناك فرق بين وضع اليمن ولبنان وموقعه وارتباطه بالمنطقة يجعل الحل اكثر صعوبة مشددا على أن حل الازمة في اليمن تتطلب جهد موحد من كل القوى المؤثرة لإجبار الحوثيين على التراجع على الميدان وتسليم سلاحهم فإلى تفاصيل الحوار:ـ

* نرحب بكم في بلدكم و بين أهلكم في قطر، زيارتكم للدوحة شملت عدد من اللقاءات بدأت مع رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين وانتهت مع عدد من المؤسسات والمنظمات لو تضعنا في إطار أهداف هذه الزيارة ؟

– زيارتنا لدولة قطر تأتي في إطارالعلاقات المتميزة بين البلدين.. تربطنا مع قطر وشعبها علاقات أخوية تاريخية ومتجذرة. وطبعاً في مثل هذه الزيارة نبحث عن تطوير أفاق هذه العلاقات بشكل عام. كان لقاءنا مع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي وبقية المؤسسات القطرية الأخرى مثمرة وإيجابية تداولنا فيها عدد من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية وأيضاً بالعديد من المشروعات التي تقدمها قطر للشعب اليمني في مختلف المجالات.

*هل هناك تصور لديكم لنقل العلاقات التاريخية مع قطر إلى أفاق أوسع سواء على الصعيد السياسي أو فيما يخص الحضور القطري في موضوع الدعم الإنساني بأشكاله المختلفة

بسبب المتغيرات التي حصلت في المنطقة والظروف الراهنة ربما ضعف التواصل بعض الشيء.. لكننا نركز الآن على أهمية إجراء المشاورات بصورة منتظمة بين البلدين وخاصة على مستوى السياسي، هذه المشاورات مفيدة ومهمة للطرفين. وأيضاً دور قطر مهم جدا بالنسبة لنا في اليمن خاصة في ظل الظروف الإستثنائية والحرب الموجودة التي خلقت مجموعة من التحديات على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لهذا أعتقد أن تجديد هذه الاتصالات وتحقيق المشاورات يؤثر إيجابا على صعيد العلاقات بين البلدين.

الوضع معقد

* من المؤكد أن ملف حل الأزمة في اليمن كان مطروح بينكم وبين المسؤولين القطرين. هل هناك جديد في هذا الصعيد؟

الأزمة اليمنية معقدة حقيقةً ومشكلتنا أننا نحاول أن نجد مقاربات دون حل حقيقي، لدينا قرارات من مجلس الأمن الدولي ودعم دولي كبير وأيضاً لدينا مرجعيات وطنية كثيرة. لكن المشكلة في اليمن لا تتعلق بالحل السياسي بمفهوم السياسة نفسها، لأن الطرف الحوثي الإنقلابي ليس لديه أي مشروع وطني أومشروع سياسي يمكن أن يبحث فيه عن شراكة وطنية معنا كحكومة. لديهم مشروع خاص يعتقدون أن لهم حق إلهي في الحكم وبقية الشعب اليمني يكون عبارة عن أتباع، إضافة إلى ذلك الحوثيون هم ذراع إيران في اليمن. وبالتالي إذ ما لم يتم مراجعة هذا الموقف من الصعب أن نتحدث عن تحقيق حل سياسي في المستقبل القريب.

*الأزمة اليمنية تراوح مكانها رغم هذه السنوات التي مضت ورغم كل التضحيات التي قدمت ماهي الاسباب؟
أولاً كان هناك قرارات من المجتمع الدولي ومن مجلس الأمن وخاصة قرار 2216 هذا القرار تقريباً معظم أجزائه لم تطبق رغم أنه موجود تحت الفصل السابع. وقد حاولنا أن نجرب أكثر من مسار لأجل إيجاد الحل. طبعاً هناك من يطرح أن الأزمة في اليمن بحاجة إلى حل سياسي وأنه لا يمكن أن يكون حل عسكري. إذن هنا الإشكال هو أنه عندما تغلق كافة الطرق والسبل لتحقيق حل سياسي.. وعندما يكون هذا الطرف متعنت ولا يفكر فقط بعقلية عسكرية. فبالتالي هذا يدفع إلى أن الحل قد يكون ضمن الخيار الآخر وهو الخيار العسكري.

*في موضوع المساعدات التي تقدمها القطر إلى الشقيقة اليمن خلال الفترة الماضية كان هناك عدد من المشاريع. هل هناك طرح لمشاريع جديدة في قطاعات مختلفة مستقبلا ؟
هناك العديد من المشروعات قيد التنفيذ في اليمن ومشروعات أخرى أيضاً سيتم تنفيذها في المرحلة المقبلة أعتقد أن هناك مصفوفة من المشروعات الممكن تنفيذها على مستويات مختلفة سواء في الجانب التنموي أوالخدماتي في قطاع الصحة أو الكهرباء وفي مجالات أخرى.

الوساطة القطرية

* قطر برزت خلال السنوات الماضية في موضوع الوساطة والعدوان على غزة شكل أيضاً مرحلة جديدة للوساطة القطرية. هل لدى الأخوة في اليمن رؤية عن إمكانية الاستفادة من التجربة القطرية لإيجاد حل للوضع في اليمن؟

بالنسبة لنا في اليمن طبيعي أن نرحب بأي جهود من قبل الأشقاء للمساعدة في ايجاد حل للأزمة اليمنية. وكما تحدثت من قبل كان هناك وساطة من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية ووصلنا إلى خارطة الطريق. نحن نعتقد أن جميع الدول الخليجية العربية هي محيطنا الطبيعي وأمن وإستقرار اليمن يمثل أمنها وسلامها. أعتقد أن جميع الدول معنية بما فيها الأشقاء في قطر بالوصول إلى حل للأزمة اليمنية.
*كما أشرت أن جميع الدول الخليجية معنية بإيجاد استقرار وأمن وسلام لأهل اليمن. كيف هي العلاقة اليوم الخليجية مع الأشقاء في اليمن؟ نعرف أن هناك مبادرة خليجية هل لازالت قائمة بجهود من المملكة وسلطنة عمان؟ أين وصلت هذه الجهود؟

بالنسبة للمبادرة الخليجية كان هذا إجماع من قبل الدول مجلس التعاون عليها، وأعتقد أننا بالنسبة لنا كحكومة علاقتنا الجيدة مع جميع دول مجلس التعاون تتفاوت قضية الدعم من بلد إلى آخر وأيضاً مجالات هذا الدعم.

بالنسبة لخريطة الطريقة تم الاتفاق عليها مع الحوثيين بواسطة المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، هذه الخارطة تجمدت بسبب التصعيد الذي قام بالحوثيين في البحر الأحمرلأنه كان خارجا عن الاتفاق الموجود وكان هناك خروقات للهدنة مما انعكس بشكل سلبي على الإتفاق.
حل أزمة اليمن

*اذ أردنا إيجاد حل للأزمة في اليمن من أين يبدأ الحل ؟

أولاً يجب أن نبحث عن أسباب الأزمة، لأن زوالها سيؤدي إلى الحل. الأساس هو أن نتحدث عن حكومة وسلطة شرعية وعن انقلابيين، هذا التفسير الصحيح هو الذي يمكن أن يساعد على الحل. متى اقتنع الانقلابيون أن يكونوا موجودين في إطار الدولة وتخلوا عن السلاح وتوقفوا على أن يكونوا أذرعا لإيران وقتها سيتحقق الحل في اليمن.

*هل تعتقدون أن هناك إمكانية لتخلي الحوثيين عن السلاح والسلطة وانقطاع الدعم الإيراني هل هناك مؤشرات على قرب هذا الاحتمال ؟

هناك من يرى أنه فعلاً وفقاً للمعطيات التي حصلت أخيراً والتطورات في لبنان في سوريا وأيضاً انعكاساتها على إيران، وموقف إيران بشكل عام، أن هناك احتمالات لإضعاف الحوثيين، ولكن مطلوب خطوات جدية بمنع وصول الأسلحة إلى الحوثيين وفرض آليات تفتيش الى جانب إحياء بعض بنود قرارات مجلس الأمن الدولي. وبالتالي نحن نفكر دائماً أننا نحن بحاجة إلى تدابير جماعية على سبيل المثال أن يكون هناك موقف موحد لدول مجلس التعاون الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية في اتباع سياسات تجبرالحوثيين على القبول بالحل السياسي.

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى