تعز: خاص
أكدت أوراق العمل والمداخلات التي قُدّمت في منتدى المقاومة الأسبوعي، أهمية تكامل الأدوار بين السلطة المحلية والمجتمع، باعتباره ركيزة أساسية لإنجاح معركة التحرير واستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب المليشيا الحوثية.
حيث قدّم الدكتور يوسف عبدالجليل مدير عام مديرية شرعب الرونة، خلال منتدى المقاومة الأسبوعي الرابع، ورقة حملت عنوان “السلطة المحلية في تعز.. الإنجازات والتحديات”، أكد فيها على أن السلطة المحلية في المحافظة بدأت من الصفر، جراء التدمير الحوثي لكافة المؤسسات في تعز، وللحياة بشكل عام.
وأوضح عبدالجليل أن الأمن هو الركيزة الأولى للسلطة المحلية، حيث حرصت على تعزيزه، كما عملت على تطبيع الأوضاع في المحافظة. مضيفًا أن الخدمات هي الركيزة الثانية للسلطة المحلية، ورغم أنها ليست بالشكل المطلوب، بفعل الأوضاع والحصار، إلا أن السلطة المحلية تقوم بما هو متاح وتسعى لتحقيق المزيد.
وبخصوص الصعوبات، أكد عبدالجليل أن ضعف الإمكانات وشحة الموارد والحصار المفروض على المدينة هو أكثر ما يعيق السلطة المحلية، لافتًا إلى أن معظم موارد تعز تقع في الجزء الواقع تحت سيطرة المليشيا الحوثية. مشددًا على وجوب توحيد الصفوف لاستكمال تحرير المحافظة.
من جانبه، أشار مختار المريري، مستشار محافظ تعز لشؤون الثقافة، في ورقته، إلى مدى ضعف الإيرادات في تعز، وعدم وجود إيرادات سيادية للمحافظة، لافتًا إلى أن كل إيرادات تعز لا تستطيع تغطية جهازين تنفيذيين، كـ الجهاز الأمني وجهاز التربية والتعليم.
وأكد المريري أن أعداء الوطن، منذ بدء معركة تحرير تعز، راهنوا على عدم عودة الأجهزة التنفيذية للسلطة المحلية، لكنها عادت للعمل وفقًا للمتاح، وراهنوا على عدم إعادة المؤسسة للأمنية، لكنها عادت وحققت نجاحات كبيرة، وراهنوا على عدم إعادة مؤسسات التعليم، ومع ذلك عادت وبصورة فاعلة، لافتًا في الوقت ذاته إلى فضاء الحرية الذي تعيشه المحافظة وتمتاز به عن بقية المحافظات.
ولفت إلى أنه رغم كل الجهود المبذولة من السلطة المحلية، إلا أن واقع المحافظة يستدعي مضاعفة الجهود والأداء، بما يتناسب مع التحديات التي تعيشها تعز.
أمّا الدكتور محمد طاهر التبالي، ذكر في ورقته التي حملت عنوان “دور المجتمع في إنجاح معركة التحرير.. مسؤولية وتحديات”، العديد من الوسائل التي تحقق أهداف النصر، موضحًا أن الوقوف خلف المقاومة والجيش الوطني يستدعي التحلي بروح المسؤولية من قبل المواطنين وعلى رأسهم النخب والوجهاء وبقية المجتمع باستمرار دعم الكفاح المسلح من كل فئات المجتمع وتطويره باستخدام جميع الوسائل التي تحقق أهداف النصر.
وأكد التبالي على أهمية وجود لجنة التنسيق والدعم الشعبي، تنعقد بصورة دورية، وتكون همزة الوصل بين المواطنين والجهات المسؤولة، في سبيل إنجاح معركة التحرير، مشددًا على ضرورة التلاحم الشعبي كالذي حصل في 2015-2016-2017 في معارك تحرير تعز.
وذكر الدكتور التبالي العديد من الوسائل التي من شأنها أن تحقق نجاحاً واسعاً في إنجاح معركة التحرير، من خلال الإسناد الاقتصادي والتوعوي والمعلوماتي والإعلامي والاجتماعي، وفي مختلف المجالات.
فيما أكد شكري الزعيم، القيادي في مجلس مقاومة تعز، أن قضايا تعز تحتاج إلى تظافر جهود كافة سلطات المحافظة إضافة إلى الحكومة والرئاسة والبرلمان، موضحًا أن هناك العديد من القضايا على السلطة المحلية أن تحلها، وأبرزها إسناد الأمن والجبهات، فيما هناك قضايا على الحكومة أن تحلها، وقضايا أخرى تحتاج لجهود مجلس النواب.
وشدد الزعيم على ضرورة استكمال تحرير تعز، والذي يأتي من خلال إسناد المعركة الوطنية، وباستكمال التحرير سيكون علاج العديد من قضايا المحافظة أكثر سهولة.
من جانبهم، قدم الحاضرون والمشاركون في المنتدى مداخلات متعددة، أكدت في مجملها على ضرورة مضاعفة السلطة المحلية جهودها في البحث عن حلول جادة لتوفير الخدمات الأساسية لأبناء المحافظة، وفي مقدمتها الكهرباء والماء، والعمل على وضع معالجات فاعلة لقضية الإيجارات التي تؤرق الأُسر في المدينة، مشددين على مضاعفة إسناد الجيش في الجبهات ودعم المؤسسة الأمنية لتحقيق الاستقرار، معتبرين أن هذا الدعم والإسناد يعدّ مقياسًا لمدى نجاح السلطة المحلية في تلبية تطلعات أبناء المحافظة.