لم تكن انتفاضة الثاني من ديسمبر حدثا عابراً أو حراكاً سياسياً محدودا بقدر ما كانت ترجمةً لإرادة شعبية ودفاعا عن حق اليمنيين في الحرية، وهو ما عبر عنه الرئيس الأسبق صالح في دعوته التي لم يوجهها للأحزاب والتنظيمات السياسية أو للمؤسسة العسكرية، وإنما وجهها للشعب لإيمانه بأن الشعب هو صاحب الحق ومالك السلطة، والقادر على فرض إرادته والاطاحة بكل المشاريع والأجندات التي تستهدف اليمن واليمنيين.
ففي الثاني من ديسمبر من العام 2017 وفيما كانت ميليشيا الكهنوت تدمر مؤسسات الدولة وتستهدف أسس ومبادئ النظام الجمهوري، أشعل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح ثورة شعبية، داعيا كافة أبناء الشعب اليمني إلى الانتفاض ضد مليشيا الحوثي ومشاريعها السلالية التي تسعى لإعادة اليمنيين إلى ما قبل يوم الـ26 من سبتمبر.
أراد لها الرئيس صالح أن تكون شعبية فكانت الانتفاضة الأكبر والأكثر اتساعا وتعبيراً عن رفض اليمنيين للمشروع الكهنوتي وتمسكهم بالمشروع الوطني الجامع ودفاعهم وعدم تنازلهم عن قيم ومبادئ الثورة والجمهورية التي توجوا بها مسيرتهم النضالية في الـ26 من سبتمبر عام 1962.
اليوم واليمنييون يحتفوت بالذكرى السابعة لانتفاضة الثاني من ديسمبر، تتكشف الكثير من الحقائق التي تؤكد أن شعبية الانتفاضة جعلت منها فعلاً ثورياً مستمراً ومشعلاً سبتمبرياً ملهماً يستمد منه اليمنيون العزيمة والإصرار على مواجهة الكهنوتيين الجدد والدفاع عن حقهم في الحياة.
مراقبون أكدوا أن انتفاضة الثاني من ديسمبر أيقظت الشعب اليمني وأحيت فيه روح الثورة وزادته وعياً واصراراً على حماية الأهداف والمبادئ والقيم التي رسختها ثورة الـ26 من سبتمبر، وأعادت المشروع الوطني إلى واجهة المشهد السياسي المحلي والدولي.
وأشاروا إلى أن ما شهدته اليمن في الثاني من ديسمبر تحوًل إلى فعلٍ ثوري لا يتوقف، وحدثٍ يومي تشهده العاصمة صنعاء والكثير المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا، مؤكدين أن انتفاضة ديسمبر أصبحت تمثل رعباً يقظ مضاجع جماعة الكهنوت الحوثي ويحوُّل دون تنفيذ مشاريعها وأجنداتها الطائفية والسلالية.