*مأرب: محورية الشرعية اليمنية في مواجهة الحوثي وتعزيز التماسك الاجتماعي*
البلاد الآن -تحليل | محمد العياشي
زيارة رئيس الحكومة اليمنية، الدكتور أحمد عوض مبارك، إلى محافظة مأرب تُبرز دور المحافظة كمركز رئيسي للمقاومة ضد جماعة الحوثي، مما يجعلها منطقة مهمة سياسياً واجتماعياً. تأتي الزيارة في إطار تعزيز الشرعية التي تحتاج إلى تقوية حضورها في المناطق المحررة، مما يساهم في بناء صورة إيجابية لمؤسسات الدولة ويظهر التزام الحكومة بالمشاركة الفعلية مع المواطنين.
الزيارة تمثل أيضاً تأكيدًا على النموذج الناجح الذي تقدمه مأرب في الحفاظ على هيبة الدولة، حيث يتم تسليط الضوء على الجهود الأمنية والنموذج الإداري الفعّال. يعكس هذا التحفيز لبقية المحافظات المحررة، مُشجّعاً إياها على تطبيق خطط مماثلة في إطار مواجهة الحوثيين. كما يُظهر التركيز على الأمن والاستقرار قدرة الحكومة على حماية المواطنين والممتلكات رغم التوترات المستمرة.
اجتماعياً، تُعتبر مأرب مثالاً على التضامن من خلال احتضان النازحين من مناطق النزاع، مما يُبرز روح التكافل والقدرة على التعايش في ظل الصراعات. الاحتفال بالذكرى 62 لثورة 26 سبتمبر يعكس ارتباط المواطنين بالتاريخ اليمني وتطلعاتهم للحفاظ على الهوية الوطنية في وجه التحديات الراهنة.
الجانب التنموي أيضًا مُعزز بفتح مشاريع جديدة لتحسين الخدمات الأساسية، مما يُظهر الجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية لتحقيق التنمية المستدامة رغم الظروف الصعبة. إن هذه المشاريع تعكس استجابة الحكومة للاحتياجات الملحة للمواطنين وتؤكد على أهمية الاقتصاد المحلي.
من حيث استشراف المستقبل، تسعى الحكومة إلى تعزيز التعايش الاجتماعي والأمن كأساس لاستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار وبناء الثقة مع المواطنين. بالرغم من النجاحات الحالية، هناك تحديات متزايدة تتعلق بقدرة هذا النموذج على الاستمرار في ظل الظروف العسكرية والسياسية المتغيرة، خاصة إذا كانت هناك أي مكاسب للحوثيين في مناطق أخرى.
زيارة بن مبارك لمأرب تجسد خطوات عملية برؤى متعددة الأبعاد تهدف لتعزيز وجود الحكومة وموثوقيتها أمام المواطنين، في إطار السعي لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.