تزامنًا مع استعداد هيئة البريد لإطلاق نظامها الجديد.. اقتحام مبنى بريد الحصب يثير جدلاً في تعز
في ظل توجيهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، بضرورة إخلاء المؤسسات المدنية من المظاهر المسلحة، بما في ذلك المعهد الفني ونادي الصقر بمدينة تعز، شهدت المدينة صباح اليوم حدثًا مثيرًا للجدل، حيث اقتحمت السلطة المحلية، برفقة الأجهزة الأمنية، مبنى البريد في منطقة الحصب، وتمكنت قوات شرطة النجدة من السيطرة عليه، محولةً إياه إلى مقر لها.
على مدار الأشهر الماضية، أبدت الهيئة العامة للبريد معارضتها لمحاولات متكررة للاستيلاء على المبنى التابع لها، وأكدت الهيئة أنها تمتلك خطة شاملة لإعادة تأهيل وصيانة المباني والمكاتب التابعة لها، بهدف إعادة تفعيل نشاطها، وتقديم الخدمات البريدية بشكل فعّال للمواطنين.
في هذا السياق، كشفت وثائق رسمية عن خلافات حادة داخل الأوساط الحكومية، على خلفية توجيهات سابقة أصدرها محافظ تعز نبيل شمسان، والتي قضت بمنح قوات شرطة النجدة مبنى تابعًا للهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي.
إحدى هذه الوثائق أوضحت أن المحافظ شمسان وجه في أواخر يناير 2024م، خطابًا إلى مدير الأمن وقائد المحور، أمر فيه بنقل مقر قوات شرطة النجدة من نادي الصقر الرياضي، الذي تسيطر عليه منذ عام 2015، إلى مبنى بريد الحصب.
وأشار المحافظ في خطابه إلى أن هذا الإجراء يأتي بصورة مؤقتة، استجابةً لمطالبات نادي الصقر ومكتب الشباب والرياضة في تعز بإخلاء النادي، لتمكينه من استئناف أنشطته الرياضية والشبابية.
من جانبه، أعرب رئيس الهيئة العامة للبريد، سامي صالح البرطي، في رسالة وجهها إلى وزير التخطيط والقائم بأعمال وزير الاتصالات، واعد باذيب، عن اعتراضه الشديد على هذه التوجيهات.
واصفًا إياها بـ”السابقة الخطيرة” ومخالفة صريحة للقوانين واللوائح المنظمة، نظرًا لأن المبنى يُعتبر من أصول الهيئة.. مؤكداً بأن الهيئة بصدد إطلاق نظام وشبكة بريدية جديدة، وهي بحاجة إلى ربط جميع مكاتبها لضمان تقديم خدمات البريد بشكل مثالي.
بناءً على هذه التطورات، دعا الوزير باذيب إلى تدخل فوري لوقف تنفيذ توجيهات المحافظ شمسان، وخاطب وزير الداخلية، اللواء الركن إبراهيم علي حيدان، مطالبًا إياه بإصدار توجيهات عاجلة لوقف أي إجراءات تهدف إلى الاستيلاء على مبنى البريد.
هذه الخطوة أثارت استياء العديد من المصادر المطلعة، التي عبرت عن استغرابها من تمكين قوات النجدة من السيطرة على مبنى حكومي تابع لهيئة مدنية مستقلة، في الوقت الذي تم تجاهل مقترح بنقل هذه القوات إلى مقر الدفاع المدني المجاور لمبنى الأمن، وهو ما يعتبر خيارًا أكثر منطقية وأمنية.
وفي هذا السياق، ناشد عدد من موظفي الهيئة العامة للبريد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، للتدخل والتوجيه إلى الجهات المعنية لإخراج قوات شرطة النجدة ومنع أي محاولات للاستيلاء على مباني ومكاتب الهيئة.