غادر الدكتور والأكاديمي حاتم اللهبي العاصمة المؤقتة عدن يوم أمس الأول، فجأة متوجهًا إلى القاهرة، وذلك إثر تلقيه معلومات تفيد بصدور توجيهات صريحة بإلقاء القبض عليه وإيداعه السجن من قبل جهة رسمية على خلفية اتهامه بالإساءة إلى المعتقدات الدينية.
ووفقًا لمصادر مقربة من الدكتور اللهبي، فإنه وعقب تلقيه تلك المعلومات سارع إلى حزم حقائبه وغادر العاصمة المؤقتة عدن فورًا، والتي كان قد قدم إليها قبل قرابة نصف شهر، بغرض البحث عن فرصة عمل لدى أي مؤسسة من مؤسسات الدولة الواقعة تحت سلطة الحكومة الشرعية.
وحسب المصادر فإن صدور التوجيهات باعتقال الأكاديمي اللهبي جاء تحت مبرر قيامه بنشر مقالات ومنشورات مختلفة في مواقع التواصل الاجتماعي تمس المعتقدات الدينية، وتشكك في الأحكام الإسلامية.
وأكدت المصادر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الدكتور اللهبي للملاحقات والتهديدات، بل سبق له ونتيجةً لآرائه المناهضة للحرب والرافضة لممارسات الجماعات الدينية المتطرفة – أن تلقى العديد من التهديدات منذ بداية الانقلاب الذي نفذته مليشيا الحوثي على الشرعية، حيث اتُهم بالكفر، وتلقى على إثر ذلك العديد من التهديدات بالقتل هو وأسرته، الأمر الذي اضطره للفرار هو وأسرته إلى جمهورية مصر العربية.
ووفقًا لأخبار سابقة نشرت في عدد من المواقع الإخبارية، فإن عملية استهدافه من قبل تلك الجماعات الإرهابية لم تتوقف عند ذلك الحد، بل بلغ بها الأمر حد ملاحقته إلى مقر إقامته في مصر، وذلك من خلال مواصلة تهديده برسائل واتصالات عبر العديد من حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي توعدته فيها بتأديبه وتطبيق حدود الشريعة الإسلامية عليه حال عودته إلى أرض الوطن.
الجدير بالذكر أن الدكتور والأكاديمي حاتم اللهبي ليس وحده من يواجه هكذا انتهاكات وتهديدات وملاحقات، وتكفير وشيطنة، بل إنه ليس سوى واحدًا من مئات الأكاديميين والإعلاميين والناشطين اليمنيين الذين باتوا هدفًا لكل المليشيات والجماعات الدينية المتطرفة منذ العام 2011م، والذي تعرض العشرات منهم للاعتقال والسجن، والاعتداءات، والفصل من وظائفهم، ومصادرة ممتلكاتهم، وغير ذلك من الممارسات غير القانونية، وهو الأمر الذي اضطر الكثيرين منهم إلى مغادرة اليمن هم وأسرهم واللجوء إلى عدد من دول العالم.