أكد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن المملكة العربية السعودية بذلت جهودًا كبيرة لإقرار السلام في اليمن خلال السنتين الماضيتين وحتى قبل ذلك.. مؤكدًا أن المملكة حاولت إقناع (الميليشيات الحوثية) بالانخراط في عملية السلام مع الحكومة.
وقال فخامة الرئيس العليمي في حوارًا صحفيًا أجرته معه الإعلامية فتحية الدخاخني من صحيفة (الشرق الأوسط) إن الرياض كانت دائماً تدعم مصلحة اليمنيين، مستشهداً بدور المملكة في تسوية الصراع في اليمن إبان ستينات القرن الماضي والتي أسفرت عن اتفاق المصالحة الوطنية بين الجمهوريين والملكيين عام 1970.
وأوضح فخامة الرئيس أن لدى المملكة العربية السعودية تجربة وخبرة تراكمية، “نعوّل عليها وعلى رؤية السعودية لما فيه صالح اليمن واليمنيين”.مُعربًا عن شكره وتقديره لجهود السعودية في مختلف الأصعدة والمجالات باليمن.
وأشار فخامته إلى أن المملكة ناقشت نقاطاً عدة مع الجماعة والحكومة، وبعد جدل ومفاوضات خلصت إلى مادة تشكل أساساً يمكن البناء عليه لعملية سلام.. أملًا أن تدفع خريطة الطريق السعودية نحو عملية سلام شاملة، مستندةً إلى المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قرار مجلس الأمن رقم 2216.
وبيّن الرئيس أن “اليمن تأثر بالحرب في غزة”، مشدداً على أن “إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في إطار حل وفقاً لمبادرة السلام العربية، هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، بعيداً عن خلط الأوراق”. مشيرًا إلى أن “هناك مشروعين في المنطقة؛ الأول تنمية ونهضة تقوده السعودية ومصر والإمارات، والآخر تدميري فوضوي تنفّذه ميليشيات مسلحة”، لافتاً إلى أن “أحد أوجه هذا الصراع تسبب في تشريد نحو 5 ملايين شخص داخل وخارج اليمن”.
وأكد الرئيس أن الحوثيون يحاولون “الهروب” من التزاماتهم الدولية والأممية، بداعي “مناصرة غزة”.. مخاطبًا إياهم قائلًا: “الهروب لن يفيد… ارفعوا الحصار عن اليمنيين أولاً”.. موضحًا أن “هجمات الحوثيين على السفن أدت إلى عسكرة البحر الأحمر، وتشكلت تحالفات واسعة لصد تلك الهجمات، مما تسبب في تراجع معيشة المواطن اليمني، وارتفاع الأسعار، تزامناً مع زيادة تكاليف الشحن نحو ست مرات”.
وأضاف: “نؤمن بأن الحل النهائي لن يكون بالضربات الجوية”، مشيرًا إلى أن التهديد يأتي من البر، وهو تحت سيطرة الميليشيات، ولمواجهته لا بد من استعادة سلطة الدولة وفرض سيطرتها على المناطق كلها، بدعم المجتمع الدولي. هذا هو السبيل الوحيد لتأمين البحر الأحمر.. مؤكدًا أن “السلام مصلحة يمنية… لكن شريطة أن يستعيد الدولة ومؤسساتها، ويحتكر السلاح في يدها وينفّذ قرار مجلس الأمن”، مستدركًا “قرارات مجلس الأمن خريطة طريق تتضمن حلاً سياسياً وعسكرياً وأمنياً للمسألة اليمنية، ولو نفّذه المجتمع الدولي سيحقق السلام”.
وأكد الرئيس عزم مجلس القيادة الرئاسي على مواجهة إعلان الحوثيين سك عملة معدنية من فئة 100 ريال يمني، مشيراً إلى أن “صندوق النقد الدولي والبنك الدولي تواصلا مع الحكومة الشرعية، وستكون هناك اجتماعات لبحث الإجراءات التي سيتخذها المجتمع الدولي لدعم البنك المركزي في عدن”.