نظمت السفارة اليمنية في الرياض اليوم ندوة سياسية ثقافية بعنوان: “النظام الاتحادى خطوة لبناء الدولة اليمنية الحديثة” برعاية سعادة السفير الدكتور شائع محسن الزندانى، كان المتحدث الرئيسي فيها الاستاذ الدكتور حمود العودي أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء.
وفي الندوة التي أدارها الدكتور عارف ابوحاتم المستشار الإعلامي في السفارة رحب السفير الزنداني بضيف الندوة وقال إن الدكتور حمود العودي كان حراً في آراءه وأفكاره ومواقفه ودفع ثمناً باهضاً للحرية التي أعتنقها وآمن بها.
ودعا السفير الزنداني إلى ضرورة تصحيح كثير من الملابسات التي رافقت مفهوم بناء الدولة وفقاً للنظام الاتحادي بمضامينه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حتى لا يتغلب الواقع السياسي على الاجتماعي والاقتصادي والقانوني.
كما دعا إلى ضرورة تقديم فكرة بناء مؤسسات الدولة على أي مشاريع جانبية حتى تكون هذه المؤسسات هي الركيزة الأولى التي يمكن البناء عليها والاحتماء بها.
من جانبه قال الدكتور حمود العودي سأضع نفسي اليوم شاهداً وليس طرفاً سياسياً وسأتحدث بلغة الأكاديمي الباحث عن الحقيقة، فقضية النظام الاتحادي من أولويات القضايا الشائكة التي يجب أن نتوقف عندها، فهي ليست مؤامرة ضد أحد ولا تنزيل لقيمة الوحدة، لكن هناك من يعتقد أن النظام الاتحاد سيقاوم جشعه ونهمه المختبئ وراء الشعارات الطائفية والمذهبية.
وأضاف في كل البلدان التي صنعت نظاماً إتحادياً نجحت في تحقيق تنمية مستدامة من خلال البناء على أسس تشاركية وإعطاء الفرص المتساوية للجميع وبمضامين دستورية تضمن حقوقهم وواجباتهم، ويمكن قيادة الدولة من التفرغ للناء والتنمية، مشيراً إلى أن الوضع الاستثنائي لليمن انتجته ظروف معقدة أهمها أن اليمن بيئة تنتج موارد قليلة بجهود كبيرة، فيما كانت كل فترات الاستقرار تقوم على الشراكة بين المركز والأطراف بما يحقق فكرة المسئولية الاجتماعية للجميع، وهي شراكة ترتكز على المشاركة في الثروة والسلطة والقرار، وعلى النقيض منها كانت الصراعات نتيجة عدم التوافق بين المركز والأطراف.
وقال الدكتور العودي إن المشروع الوطني عمره أكثر من 50 سنة ولا يستطيع أن يتجاوز حقيقته أحد، رغم تعرضه لهزات كبيرة من قبل أصحاب المشاريع التي لا تنتمي إلى المنبت الوطني، وكل الذين راهنوا على المناطقية والعنصرية والسلالية والتبعية سقطت رهاناتهم، وهم الآن مجبرين على العودة إلى الأساس الأول في تكوين الدولة الكافلة للجميع.
موضحاً أن اليمن تعيش اليوم على مفترق طرق وأمام خيارات صعبة، وأفضل المخارج أمامها هو التمسك بمخرجات الحوار الوطني والذهاب نحو دولة اتحادية، كما فعلت عدد من دول العالم أهمها الولايات المتحدة وألمانيا وأندونيسيا.
وقدمت في الندوة عدد من المداخلات الفكرية والسياسية قدمها عدد من الباحثين والسياسيين بينهم الدكتور متعب مبارك بازياد نائب مدير مكتب رئاسة الوزراء والدكتور طه حسين هديل المستشار الثقافي في السفارة اليمنية في الرياض، والإعلامي فيصل العواضي.