بأسفٍ بالغ، تابعت وزارة الشباب والرياضة الحملة الجائرة التي أطلقها الاتحاد العام لكرة القدم عبر موقعه الرسمي وتصريحات شخصياته الاعتبارية، والتي تضمنت اتهامات باطلة وأكاذيب تُخالف الواقع، وافتراءات ليس لها أساس من الصحة، بشكل غير مسؤول أو عقلاني، ولا يعبر عن مؤسسة رسمية يفترض أن تتحلى إدارتها بالحكمة والمسؤولية والموضوعية والاتزان.
إن حملة الاتهامات الجائرة هذه تأتي ضمن سلسلة متلاحقة من حملات التشويه التي اعتادت عليها قيادة الاتحاد، وهي التي كان من المفترض أن تنأى بنفسها عن مثل هذه الأمور، باعتبارها مؤسسة رياضية رسمية، حيث أن “الرياضة أخلاق وتسامي” على كل الخلافات، ومن المعيب أن يتم تحويلها إلى وسيلة لإطلاق التهم وقلب الحقائق ومحاولات التكسب والإساءة لقيادات الدولة العليا وقيادة الحكومة والوزارة والمنظومة الرياضية بشكل عام.
لقد حرصت وزارة الشباب والرياضة من واقع مسؤولياتها الكبيرة ومهامها الوطنية على التجاوز المستمر لكل الإساءات التي طالتها من قبل الاتحاد ومسؤوليه، والتي تفتقر إلى المصداقية والواقعية، وتحاول من خلالها قيادة الاتحاد تغطية فشلها المتكرر وصراعاتها المستمرة وحالة السخط العام التي طالتها، وقد استمرت الوزارة في التجاوز حرصًا منها على ضرورة الحفاظ على المنظومة الرياضية بشكل عام، بعيدًا عن كل ما يعكر صفو أجواءها ورسالتها السامية المفترضة.
وفي هذا السياق، يعلم الجميع من خلال الوثائق الرسمية والتعاملات المالية والسندات والأرقام الموثقة، بالإضافة إلى المتابعات الإعلامية والتغطيات المستمرة والانجازات الرياضية التي تحققت خلال الأعوام الأخيرة، أن الوزارة دعمت ورعت غالبية معسكرات المنتخبات الوطنية لكرة القدم التي أقيمت في المحافظات المحررة، من ميزانية الوزارة وأموال صندوق رعاية النشء والشباب، وساهمت في دعم وتأهيل مدربي كرة القدم والحكام، وإقامة الدورات التدريبية وعلاج اللاعبين والكوادر الرياضية، ودعم البطولات المحلية في المحافظات التي أفرزت منتخب الناشئين الحالي، كما حرصت على تهيئة الملاعب والبنى التحتية وتهيئة الظروف الملائمة في الوقت الذي كان فيه اتحاد القدم بعيدًا عن كل ذلك، فضلًا عن دعم جميع المشاركات الخارجية للاتحادات العامة..
كما حرصت على الحضور اليمني في مختلف المحافل العربية والقارية وتحقيق النجاحات المتصاعدة، وبناء الملاعب والصالات، وجميع هذه الأمور شواهد واضحة على ما قدمته الوزارة وما تحقق، بعيدًا عن المزايدات والأقاويل الباطلة.
وقد قدمت الوزارة ولا زالت كل الجهود بإمكانات متواضعة في ظل صعوبة الأوضاع التي تحيط بالبلد في مختلف المجالات، وكان من المفترض أن يتشارك الجميع في حمل الأمانة والمسؤولية، خاصة أن الاتحاد الذي يتحصل بشكل دوري على مبالغ كـ (عُهد) مالية توضحها وثائق وبيانات وزارتي الشباب والرياضة والمالية، وتؤكدها السندات البنكية الرسمية، إضافة إلى مبالغ أخرى من صندوق النشء والشباب، لكن قيادة الاتحاد ترفض منذ العام ٢٠١٩ حتى ٢٠٢٣ – بحسب الوثائق – ترفض تصفية العهد المالية، والكشف عن كيفية إنفاق تلك المبالغ، فضلاً عن الدعم الرسمي الذي يتلقاه الاتحاد بملايين الدولارات من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ سنوات طويلة، ولا يعرف عنه أحد شيئا باستثناء رأس الاتحاد ومن بجانبه.
ومن المؤسف أيضاً أن تلجأ قيادة الاتحاد -مؤخرا – إلى الزج بالرياضة في أتون الصراع السياسي والمماحكات، واستغلال فرحة انتصار منتخبنا الوطني للناشئين باللقب الثاني لبطولة كأس غرب آسيا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وتسخير واستخدام المنابر الإعلامية الرسمية للاتحاد وتصريحات قيادته لحرف الحقائق وتزوير الواقع، وهو ما تستنكره الوزارة وتستهجنه، وتؤكد على تحركها العاجل لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بهذا الخصوص، وموافاة الرأي العام بكل التفاصيل والأرقام بعد استكمال الإجراءات القانونية الرسمية.