تحل علينا الذكرى الستون لثورة الرابع عشر من أكتوبر1963، التي انطلقت من جبال ردفان الأبية بقيادة الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة، لتطهير شطراليمن الجنوبي من المحتل البريطاني البغيض، وتوحيد الوطن والقضاء على أدوات الاستعمار من سلاطين ومشايخ وأمراء ممن خانوا الوطن وحولوه إلى كيانات ممزقة، شارك في هذه الثورة كل أحرار اليمن جنوبه وشماله، وكان البعثيون في مقدمة الصفوف ، حيث كانت الوحدة الوطنية هي أبرز أهداف ثورة 14 أكتوبر، فقد توحدت ثلاثة وعشرون سلطنة ومشيخة في جنوب اليمن، وكانت الثورة نتيجة طبيعية لتطور حركة التحرر الوطنية في جنوب الوطن وشماله، واستمرارا للنمو المتلاحق للثورة العربية الشاملة ، الموجهة ضد الاستعمارفي كل الأقطار العربية، والذي سعى لخلق هويات وكيانات صغيرة، فدعمَ حكم السلطنات المشيخية التي كانت القائم بأعمال الاحتلال، معززة بالمال والقوة الخارجية، وهذا ما يعيشه جنوب الوطن الآن من تشكيلات ومسميات تعزز الانتماءات المناطقية وتعيد الصراعات والاقتتال الداخلي إلى الواجهة بذات المعطيات التي استخدمها الاستعمار.
تأتي الذكرى الستون لثورة 14 من أكتوبر التي اقتلعت جذور الاستعمار، ودفنت معه حقبة تاريخية مظلمة من تاريخ شعبنا في الجنوب، بغية الانطلاق نحو الحرية والتنمية، وما يميز هذه الذكرى لهذا العام هو تزامنها مع انتصارٍ أكتوبريٍ جديدٍ سطره أبناء شعبنا الفلسطيني المقاوم في عملية طوفان القدس التي مرغت أنف العدوالصهيوني ، وأفقدته توازنة وقزمته، وأعادت القيمة المعنوية للأمة، وجعلت الشعب العربي يثق بقدراته ، وكانت مرهما للجروح والمأسي التي تعيشها الأمة العربية بشكل عام ، والشعب اليمني بشكل خاص.
تقوم هذه الأيام قوات الاحتلال الصهيوني الإرهابية بشن حرب عدوانية ضد شعبنا الفلسطيني، تمخضت عنها مجازرا إرهابية، وهدم متعمد للمنازل المدنية والبنى التحتية، وقطع الغذا والماء والكهرباء والانترنت، واستخدمت فيها الأسلحة الفسفورية المحرمة أمام مرأى ومسمع الأنظمة العربية وأنظمة العالم أجمع ، ومع كل ذلك فإن صمود ومقاومة شعبنا العربي التي يجسدها أبطال المقاومة الفلسطينة بمختلف الوسائل، تشكل مصدر ثقة وأمل بحتمية التحرير.
قيادة قطر اليمن المؤقتة.
صادر في الرابع عشر من أكتوبر2023م.