جماعة نداء السلام تجدد مناشدتها للعالم للالتفات الى معاناة اليمنيين وهي تلج عامها الثامن للحرب المشؤمة

البلاد الآن – خاص:
جددت جماعة نداء السلام، في بيانها الصادر اليوم مناشدتها لليمنيين، ولكل ذي ضمير حي في هذا العالم الواسع الصامت الأعمى، للالتفات إلى معاناة اليمنيين، والتحرك لمساعدتهم، حتى يتمكنوا من تجاوز هذه المأساة الرهيبة، التي تطوي الآن عامها السابع، وتستقبل عامها الثامن ، والعالم أصم أعمى، لا يسمع ولا يرى، ولا يتحرك ضميره لهذه الكارثة الإنسانية، التي تصفها دوائره المختلفة، بأنها أسوأ كارثة إنسانية على وجه الأرض.

فيما يلي نص بيان نداء السلام يعيد نشره التغيير برس:

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن جماعة نداء السلام لى اعتاب العام الثامن للحرب المشؤمة

سبع سنوات انقضت على اندلاع الحرب، التي خلفت مئات الآلاف من الضحايا رجالاً ونساءً وأطفالاً، وسببت دماراً شاملاً، طال كل جوانب حياة اليمنيين في كل شبر من أرض اليمن، وحصاراً مطبقاً، في البر والبحر والجو، أسفر عن كارثة إنسانية، لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.

لقد بلغت معاناة اليمنيين جميعهم دون استثناء، خلال سنوات الحرب السبع المنصرمة، حداً لا يطاق، في إقامتهم وأسفارهم ومرضهم وغذائهم وتعليمهم وأمنهم، ودخل الموت والإعاقات والتشرد والجوع كل بيت من بيوتهم. كل هذا والعالم أصم أعمى، لا يسمع ولا يرى، ولا يتحرك ضميره لهذه الكارثة الإنسانية، التي تصفها دوائره المختلفة، بأنها أسوأ كارثة إنسانية على وجه الأرض.

ولأن جماعة نداء السلام، تدرك معنى الحرب وكوارثها ونتائجها، فقد بادرت، ممثلة بأحد مكوناتها (التجمع الوطني لمناضلي الثورة اليمنية)، بادرت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب بإصدار بيان، مؤرخ في 28 مارس 2015م، طالبت فيه بوقفها والعودة للحوار السياسي بين اليمنيين، الهادف إلى طي صفحة الحرب بشكل نهائي وبناء اليمن الجديد، يمن الحب والإخاء والتعايش والبناء والعدل والسلام. ثم أصدرت مبادرتها للسلام في 15 مايو 2015م للغرض نفسه، ووضعت فيها خارطة طريق متوازنة، للخروج من هذه المحنة. وتوالت بعد ذلك، وعلى مدى سنوات الحرب السبع المنصرمة، توالت بياناتها الداعية إلى إحلال السلام بين اليمنيين، وواصلت محاولاتها للفت انتباه العالم إلى مأساة الشعب اليمني، وتحريك ضميره، الذي يبدو أن المناشدات الإنسانية لا تحركه، بقدر ما تحركه القوى المهيمنة والإعلام المضلل.

وقد بذلت بعض القوى السياسية، وعلى رأسها الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري، وبمشاركة فاعلة من جماعة نداء السلام، ممثلة بأحد مكوناتها (التجمع الوطني لمناضلي الثورة اليمنية)، بذلت جهوداً، في الأشهر الأولى للحرب، للتوصل إلى مشروع للسلام، تم التوافق عليه فيما بينها، في منتصف العام 2015م. وبناءً عليه شُكلت عدة لجان، أوكلت إليها مهام مختلفة، في سياق العمل لتحويل ذلك المشروع إلى واقع ملموس. ولكن تلك الجهود توقفت، إما بسبب سفر بعض قيادات تلك القوى إلى الخارج، أو بسبب تباين في اجتهاداتها ومواقفها.

وفي 21 فبراير 2017م، أطلق التجمع الوطني لمناضلي الثورة، بالتعاون مع لجنة تنسيق الجهود الساعية إلى إيقاف الحرب وإحلال السلام، أطلق نداءً شارك فيه ما يقارب 500 شخصية يمنية، من كبار الأكاديميين والأدباء والكتاب والمثقفين والسياسيين والناشطين الحقوقيين، وجهته إلى ملوك ورؤساء وأمراء البلاد العربية والجوار المسلم، وإلى رؤساء الولايات المتحدة والدول الأوروبية وروسيا الاتحادية والأمين العام للأمم المتحدة، ناشدتهم فيه العمل على إيقاف الحرب وإحلال السلام في اليمن. وأضحى نداء السلام ذاك اسماً لجماعة جديدة (جماعة نداء السلام)، ضمت عدداً من المكونات الداعية إلى إيقاف الحرب وإحلال السلام، وحملت على عاتقها مهمة الدعوة إلى إحلال السلام، بين اليمنيين أولاً، وبينهم وبين محيطهم الإقليمي ثانياً. واستمرت الجماعة، دون كلل أو ملل، في هذه المهمة، وواصلت اتصالاتها ومناشداتها لليمنيين، بالتوقف عن إراقة دمائهم، والامتناع عن توفير الغطاء للقوى الخارجية للتدخل في شؤون اليمن الداخلية. وقد لقيت الجماعة عنتاً وتحاملاً كبيرين، من قبل بعض من راهنوا على الحرب وعلى الحصار، وتوهموا بأن الحسم العسكري قريب المنال. وهو ما دأبت الجماعة على تأكيد استحالته، من منطلق إدراكها المبكر لتعقيدات المشهد السياسي الإقليمي والدولي، وتعقيدات المشهد العسكري داخل اليمن، ونظرتها إلى الطبيعة اليمنية، إنساناً وجغرافيا، القادرة على الصبر والتحمل والمقاومة، مستمدة هذه النظرة من وقائع التاريخ اليمني الطويل.

إن جماعة نداء السلام وهي تستقبل العام الثامن للحرب المشؤومة، التي أزهقت الأرواح وأسالت الدماء ودمرت مقومات الحياة الطبيعية في اليمن، لاتزال متمسكة بثوابتها، التي عبرت عنها منذ الساعات الأولى لانفجار الحرب، ولم تزدها الأيام والشهور والسنين إلا اقتناعاً بصحتها وتمسكاً بها. وإصراراً على الاستمرار في الدعوة إليها: وهي ثوابت تمثلت بالدعوة إلى إحلال السلام، بدءًا بإيقاف الحرب والتوجه نحو الحوار الجاد الصادق، للتوافق على بناء الدولة اليمنية، دولة الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة، عبر صناديق الانتخابات، كأساس متين ومنطلق سليم، لبناء اليمن الجديد.

ولتحقيق هذه الثوابت، لا بد من أن يمسك اليمنيون قضيتهم بأيديهم ويحلوا خلافاتهم فيما بينهم، وينهوا ارتباطاتهم وولاءاتهم للقوى الخارجية المتصارعة، بمختلف عناوينها وأجنداتها، سواءً منها القوى الإقليمية، أو القوى الدولية.

فليستيقظ اليمنيون ويثوبوا إلى رشدهم ويتنادوا إلى كلمة سواء، تحقن دماءهم وتحافظ على ما تبقى من أمل في نفوسهم بإمكانية التوصل إلى وقف نهائي للحرب ورفع شامل للحصار والعودة إلى طاولة الحوار للخروج بتصور محدد وواضح لتشخيص الأسباب التي أدت إلى هذه الكارثة، ومعالجتها، ووضع الأسس الكفيلة بتجاوز آثارها وضمان عدم تكرارها، والتوافق على بناء الدولة اليمنية، التي ينعم اليمنيون جمعهم في ظلها بحق الحياة الحرة الكريمة، في وطن مستقل، آمن ومستقر، تنتفي فيه أسباب الصراع على السلطة والثروة وتتوفر لجميع أبنائه المساواة والفرص المتكافئة والعيش الكريم في بيئة خلاقة، تتفتح فيها قدراتهم وطاقاتهم المبدعة، بعيداً عن القلق والخوف وذل الحاجة والإحساس بالظلم.

إن جماعة نداء السلام، وهي تجدد مناشدتها لليمنيين، لينهجوا هذا النهج ويمضوا في هذا الطريق، تكرر في الوقت نفسه نداءها لكل ذي ضمير حي في هذا العالم الواسع الصامت الأعمى، للالتفات إلى معاناة اليمنيين، والتحرك لمساعدتهم، حتى يتمكنوا من تجاوز هذه المأساة الرهيبة، التي تطوي الآن عامها السابع، وتلج عامها الثامن، دون أن يظهر في الأفق بصيص أمل بتحرك جاد، من قبل القوى الممسكة بقضايا الحرب والسلام في العالم.

جماعة نداء السلام
26 مارس 2022

تعليقات الفيس بوك
Exit mobile version