الصحفي: تتحدث عن معين كأنه شخصية مريبة، لكن ألا تعتقد أن لديك نوعًا من تضارب المصالح؟ ما أعنيه هنا، هل أحمد العيسي شيخ، تاجر نفط، نائب مدير مكتب رئيس الجمهورية، رياضي (العيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم)، أم زعيم حزب سياسي؟
– العيسي: النظام اليمني لا يحظر على رجال الأعمال الانخراط في السياسة، لقد فُرضت علينا السياسة – لم ننتقل من كوننا سياسيين إلى رجال أعمال، انما في الواقع العكس بالعكس، وهذا بسبب الظروف الاستثنائية.
السياسيون الذين تصدروا المشهد لم ينجحوا في إخراج البلد مما حدث وللأسف كانوا هم المشكلة. بعد أن غادرنا الحديدة بسبب المعارك عام 2015م ووصلنا إلى عدن، لم يكن هناك أي سياسي أو مسؤول، فقد غاب الجميع.. لا أدري هل كانوا وكلاء عن الحوثي؟ هل ضعفوا؟ هل هربوا؟ لم أكن أعرف في ذلك الوقت، وبالتالي فقد كان الواجب والقضية الوطنية تتطلب أن ننخرط في العمل السياسي… وانا هنا لا أقوم حالياً بعمل رسمي ولا أصدر أي توجيهات في ديوان الرئاسة.
الصحفي: لكن لديك عمل رسمي!
– العيسي: انا لا أقوم بإصدار توجيهات أو اتخاذ قرارات، انا كنت اساعد الحكومة في البداية عندما وصلت إلى عدن، تعاونا معها وأعددنا كل شيء، أعدنا تجهيز مؤسسات الدولة، وأصلحنا ما دمرته الحرب، وساعدنا في تزويد الجيش بالطعام والخدمات اللوجستية الأخرى، وقد قدمت المال للحكومة وهم مدينون لنا بالمال حتى يومنا هذا، ولم تدفع الحكومة ما تدين لي به حتى يومنا هذا، واذا كنت تلمح اني استفدت من الحكومة فانا لم أستفد منها ولم أستغل منصبي، إنهم مدينون لي حتى يومنا هذا.
الصحفي: يقال انك تشارك حتى في صياغة وتصميم المناقصات التي تتقدم لها أيضًا؟
– العيسي: هناك سبع جهات تتولى صياغة العطاءات وهي شركة النفط ومصافي عدن ووزارة المالية والجهاز المركزي للرقابة والتدقيق ووزارة الكهرباء … فكيف لي ان أشارك في صياغة وتصميم المناقصات، هذا هراء!
الصحفي: ما رأيك في السفير السعودي محمد ال جابر ودوره؟
– العيسي: السفير محمد ال جابر يعمل لمصلحة بلاده ووجد موظفين يمنيين مطيعين. اعتقد أنه كان ناجحًا في ذلك والمشكلة ليست فيه، المشكلة فينا نحن كيمنيين، المسؤولون اليمنيون لا يحملون هموم الوطن ولا يعكسون قضاياه، المسؤولون اليمنيون يخدمون مصالحهم، يريدون العيش والحصول على راتب مضمون، والحفاظ على مناصبهم وتحسين علاقاتهم مع السعوديين والإماراتيين وحتى الصينيين. إنهم لا يريدون حدوث مشاكل مع أي شخص، إنهم يريدون فقط إرضاء الجميع.
الصحفي: اسمحوا لي أن أسأل شيئا آخر: دخول الفترة الرئاسية لعبد ربه منصور هادي عامها التاسع، كان من المفترض أن تكون مدتها سنتان فقط، أليست الصيغة التي استخدمتها لوصف السياسيين اليمنيين تنطبق عليه أيضا؟ فهو يحمي أيضا دائرته أو منصبه، حتى لو كان خارج البلاد؟
– العيسي: وماذا يفعل؟ فهو لا يحظى بدعم الأحزاب، ولا جيش يحميه، ولا قوة اقتصادية بيده، إنه في موقف صعب، وليس هناك شك في أن هناك تقصير. ففي النهاية، هو المسؤول ولكن لديه ظروفه، وانا هنا لا ادافع عنه.
الصحفي: إذا طلبت منك ترتيبهم فمن هم أعداؤك؟ الإمارات أم الحوثيون أم معين أم الانتقالي؟
– العيسي: بصراحة لا أعتقد أن معين يستحق أن يوصف بالعدو… فمعين شخص يفترض انه يمثل الحكومة ولا يفترض أن يتعامل مع الأمور بشخصنة، هو يعمل من أجل مصالحه وأغراضه التجارية، بالتالي فإن خلافي معه متعلق بالأعمال التجارية، وأنا أعتبره منافسًا في مجال الأعمال.. وبعد ذلك يوجه الاتهامات لي عبر وسائل الإعلام. معين أقال وزير النقل صالح الجبواني، وأصدر ويصدر القرارات التي يريدها.. فهل يصعب عليه إثبات فسادي كما يدعي؟ لماذا لا يثبت ذلك.. معين يعزز المصالح التجارية التي يرتبط بها ويتجاهل المصلحة العامة، إنه يركز على القضايا غير المهمة، وهنا نسأل اليس معين هو المخول بتنفيذ اتفاق الرياض؟ أليس كذلك؟ هل تحدث عن الجوانب الأمنية والعسكرية لاتفاق الرياض؟ هل حاول حل المشاكل في ميناء عدن ومطارها؟ يواجه الناس ورجال الأعمال الكثير من الصعوبات في ميناء عدن، فهل حقق الأمن؟ كان يجب عليه أن يمضي قدما ويفعل ذلك. ما هو موقفه من موضوع البنك المركزي؟… لقد كشف الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عن المخالفات التي ارتكبت في البنك وحدد من هي الجهات التي استفادت من فساد البنك فلماذا منع القضية من ان تصل للقضاء… لماذا لم يتم التعامل مع حالة الفساد الواضحة التي عرضها الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والتي اشارت الي ان هناك فساد عند التعامل مع الوديعة السعودية، فلماذا عرقل معين وصول القضية للقضاء.
أما بخصوص علاقتي مع الإمارات والحوثيين فعند الحديث عن الحوثيين مؤكد انهم أكثر خطورة، فمشكلة الحوثيين مع البلد كله وأنا جزء من هذا البلد ومن المكون الوطني… ونحن نعترف جميعا بأن الحوثيين عدو سرق ممتلكاتنا ومنعنا من دخول بلادنا… اما الإمارات فإنها تستهدفني شخصياً بينما الحوثيون في وضع محدد فهم ضد الدولة، ليست هناك حاجة للحديث عن هذا.
الصحفي: سؤال أخير.. لنفترض أن هناك عملية انتقالية بعد عام فلو شيء ما -لا قدر الله- حدث لهادي وتسبب في مغادرته للسلطة فمن هو مرشحك لرئاسة الجمهورية من القيادات الموجودة على الساحة السياسية والتي تتصدر المشهد، قل لي اسم من هو مرشحك للرئاسة؟
– العيسي: للأسف من يتصدرون المشهد السياسي جميعهم لا يصلحون للرئاسة، واذا كنت تريد ان أقول انني الأفضل بين كل الموجودين في الساحة فهذا نوع من المزاح.