متابعات
عاش الحوثيون والايرانيون في الاسبوعين الاخيرين اياما عصيبة بسبب اخفاقاتهم وهزائمهم في اكثر من جبهة في اليمن ، على رأسها مأرب التي عاودوا الهجوم عليها بعد انكسارات متعددة ، وكذلك محافظة تعز والآن ” حجة ” التي داهمها الجيش الوطني بمساندة من طيران التحالف العربي .
وللتذكير ، فقد شن الحوثيون هجوما واسعا على مأرب تزامن مع الغاء بايدن اسمهم عن قائمة الأرهاب ، ما شجعهم – كما يبدو – على المضي قدما في عملياتهم العسكرية واعتداءاتهم على السعودية بأوامر ايرانية صرفة ، في نفس الوقت الذي كان فيه المبعوث الأميركي الى اليمن تيموثي ليندركينغ يجوب المنطقة ويعقد مباحثات مع مختلف الأطراف وايضا مع وفد الحوثي الذي التقاه في مسقط نهاية شباط فبراير الماضي برئاسة المدعو محمد عبد السلام .
ومن دون شك ، فإن مشاهد اسقاط الطائرات المسيرة الايرانية – الحوثية – التي هاجمت المنطقة الشرقية في السعودية وتصوير ذلك بالفيديو و وبثه على الملأ ، بما فيه تصوير اسقاط الصواريخ الباليستية ، هذه المشاهد ضربت سمعة السلاح الايراني – الحوثي في مقتل ، إذا اخذنا في الاعتبار ان تلك الصواريخ والطائرات التي أطلقت وتطلق على السعودية وعلى الجبهات اليمنية هي صواريخ ايرانية يتم تغيير اسمائها بعد تهريبها الى اليمن من قبل الحرس الثوري .
وللدلالة على هزيمة الحوثي وايران في معركة مأرب ، فقد تم صد كل الهجمات الواسعة حتى الآن على هذه المحافظة النفطية ما نتج عنه فتح الجيش الوطني لجبهات أخرى وتحرير مناطق مهمة في تعز وفك الحصار عن مناطق محاصرة فيها ، وها هو الجيش يشن في هذه الاثناء هجوما لتحرير كامل المحافظة بعد أن أعلن محافظ تعز نبيل شمسان النفير العام .
واللافت في حرب اليمن الآن، هو أن المبعوث الامريكي الخاص غادر الى واشنطن ومن هناك أعلن عن خطة جديدة لوقف اطلاق النار قدمها للحوثيين وينتظر ردهم عليها ، معترفا بأنه تم ارسالها لهم قبل ايام من اطلاق تصريحه ” الجمعة ” في مركز المجلس الأطلسي في العاصمة الامريكية ، إلا أن الحوثيين اعلنوا رفضها بأوامر ايرانية . .
ونعتقد جازمين ، بأن ليندركينغ الذي يرغب بتحقيق اي تقدم مع الحوثي حتى لو تطلب الأمر عقد مباحثات سرية كما فعل في مسقط ( هو في الحقيقة فتح بابا لمغازلة ايران كمقدمة لحوارات الملف النووي ) سيصدم مرة اخرى ، عندما يدرك بأن هذه الجماعة الارهابية التي ساوى ثقلها التفاوضي بالولايات المتحدة وجعلها ندا للدولة الأعظم في التاريخ ، لا تملك قرارها وبأن هذا القرار بيد الايرانيين الذين يهيمنون على هذه الجماعة التي تنطلق في حربها من عقيدة دينية تقول بأن اليمن يجب ان يخضع كله أو نصفه الشمالي على الاقل للإمام عبد الملك الحوثي قدس الله سره الذي يستمد قداسته من بركات مرشد إيران ،بعد تحوله من الزيدية الى الاثني عشرية، وهو ما سيصعب بل سيجعل من المستحيل قبول الحوثي لأية خطة لوقف القتال او السلام وإن قبلوا بأي منها فإن الأمر منوط بتقدم يستجد في اتصالات واشنطن مع طهران أو بكسر ظهرهم في الجبهات .
خطة السلام الامريكية ستفشل لا محالة ، وعقلية بايدن في التعامل مع هؤلاء قاصرة وغبية ومنطلقة من تدوير المصالح في تقاسم المنطقة بين طهران وواشنطن واسرائيل على حساب العرب ..
نؤكد وستبدي الأيام القادمة ما نقول : إن الحل التفاوضي في اليمن لن ينجح ، ولن يكون مجديا إلا إذا تمت هزيمة هذه العصابة وقطع دابرها .
لن تقبل إيران إلا بحزب الله جديد في اليمن ، هذا هو المشروع وهذا هو الهدف ، وبدونه لا سلام إلا باستئصال عصابتها والابقاء عليهم حزبا سياسيا يمنيا فقط ، له ما لليمنيين وعليه ما عليهم وبغير ذلك فإن كل هذه المساعي ستكون قبض الريح .
مقالة للكاتب “قطين البداد”
جى بي سي نيوز