مارب برس
القى زعيم ميليشيا الحوثي الانقلابية، عبدالمك الحوثي، خطاباً بمناسبة ما يسمونه “الذكرى السنوية للشهيد القائد”، وهي ذكرى مصرع مؤسس الميليشيا حسين الحوثي الذي قتل على يد القوات الحكومية في ما عرف بحرب صعدة الأولى.
وتحدث الحوثي مطولاً عن ما أسماه “المشروع القرآني” الذي تحمله جماعته، وقال إنه “مشروع لكل المجتمع وليس خاصاً بفئة معينة، أو بمذهب معين.. مشروع قرآني، وخطوات عملية ميسرة، بدأت بالهتاف بالشعار”.
واضاف ان هذا المشروع “أزعج الأعداء جداً، فتحركوا لتفادي ذلك، ولتثبيت سيطرتهم بشكلٍ كامل على بلدان أمتنا وفق مخططٍ شيطانيي يحقق لهم جملةً من الأهداف”.
وخصص الحوثي نحو ثلثي خطابه “الطويل جداً” حول تلك الأهداف، والاستهداف الأمريكي “لبلدنا” معدداً أنواع ذلك الاستهداف.
وقال ان الامريكي حرص على جعلنا نستورد كل شيء من الخارج بما في ذلك “الملاخيخ والصلصة”، وصولاً إلى المأكولات والمشروبات والملابس والاحتياجات المنزلية.
وأضاف انهم عملوا على “نشر المخدرات والترويج لها، ولا يزالون يفعلون ذلك”.
وقال إنهم “حولوا الزكاة إلى الموارد العامة، وأدخلوها في الموارد العامة والميزانيات العامة بعيداً عن مصارفها الشرعية”.
وتابع ان الزكاة “ركن عظيم من أركان الإسلام، وله أهداف مهمة ومقدسة عظيمة، ومصارف محددة شرعاً”.
وقال إن “من ضمن ما سعى له الأمريكيون في الاستهداف لهذا البلد ولهذا الشعب، ويفعلون ذلك على مستوى الأمة الإسلامية بكلها: السعي لنشر الفساد الأخلاقي والرذيلة؛ بهدف ضرب الروح المعنوية والأخلاق، وتمييع وإفساد الشباب والسيطرة عليهم، والتدمير للنسيج الاجتماعي الذي بنيته الأساسية هي الأسرة، في هذا الاتجاه أنشأوا وشغَّلوا شبكات واسعة للدعارة بالآلاف، أنشأوا وشجَّعوا على إنشاء ملاهي ليلية للفساد، بدأت آنذاك في تلك المراحل بدأت في صنعاء، وبدأت في عدن، وبدأت في بعض المحافظات، وكانت إلى ازدياد مستمر، أوعزوا حتى إلى الفنادق بالتغاضي عن كل حالات الفساد”.
واستطرد انهم سعوا من خلال ذلك أيضاً إلى نشر الإيدز، وروَّجوا لذلك، وأصبح مرض الإيدز وهذا العنوان من العناوين المنتشرة والشائعة، وأنشأوا لذلك منظمات موازية، وجمعيات موازية لينتشر الفساد وينتشر معه الإيدز؛ لتدمير صحة الشباب، ولنشر الأوبئة والأمراض.
وقال: حرصوا أيضاً على الاستهداف الصحي، من ضمن ذلك: الاستهداف بالإيدز؛ وأيضاً كانوا يعملون على توزيع مواد غذائية وطبية، ومواد طبية أيضاً، ومعدات طبية ملوثة، بعضها ملوث لنشر الإيدز، بعضها ملوث لنشر السرطان، بعضها ملوث لنشر فيروس الكبد… وأمراض أخرى، أمراض وأوبئة أخرى.
وتابع انهم قاموا بإنشاء وتفريخ منظمات كثيرة بعنوان منظمات المجتمع المدني، والبعض منها ذات أدوار سلبية، وعناوين وأنشطة ذات تأثير سلبي في الواقع المجتمعي الأخلاقي والإيماني والاجتماعي، وتؤثر على الاستقرار المجتمعي، ثم تسييس ذلك، وعندما تأتي الحوارات السياسية والعملية السياسية، يقولون: [يجب إشراك منظمات المجتمع المدني]، ألم تكونوا أنشأتم تلك المنظمات باسم أنها ذات مهام غير سياسية؟ فلماذا يصبح دورها سياسياً عند الحوارات السياسية؟! لماذا؟ لأن الهدف بعثرة المجتمع إلى تقسيم المجتمع وفرزه وبعثرته، وتفريخ مكونات كثيرة، وبعثرة، وتشتيت عجيب جداً، لو أمكن لهم أن يشتتوا كل أسرة لفعلوا، وحصل فعلاً، بعض الأسر تشتتت.
وعلى المستوى التثقيفي، قال ان مما حاربوه “الزي اليمني هذا: الثوب والكوت والشال، وشجَّعوا جداً الطلاب، النخب، السياسيين على أن يلبسوا البنطلون والزي الغربي، لماذا؟ لكي يتركوا لبس الخنجر اليمني؛ لأنه ما بيناسب يلبسه على البنطلون، قال: [خلاص يعني، البس لكل بنطلون لا عاد تلبس…]، حتى الخنجر كانوا قلقين منه، وشنوا عليه حملات دعائية، الجنبية! حتى أنا مما اطلعت عليه آنذاك في بعض الصحف: حملات دعائية وتتجه إلى أنه حتى الصميل لا ينبغي أن يقتنيه الإنسان اليمني، الصميل: نوع من العصي الكبيرة المعروفة شعبياً، بمعنى: لا تقتني بندقاً كلاشنكوف أو غيره، لا تقتني سلاحاً متوسطاً، لا تقتني الخنجر، لا تقتني حتى الصميل، كن متجرداً من كل وسيلة للدفاع عن نفسك وللحماية، ونشطوا في هذا”.
وخلص الحوثي إلى أن مشروعهم “المشروع القرآني” جاء لينقذ البلد من كل ذلك، وقال: لو استمر كل هذا النشاط، كل هذا التحرك في كل هذه المجالات، بدون أي عائق، الباقين: إما ساكتين، وإما جزء من أدوات تنفيذ هذه المشاريع والمخططات، لكانت المسألة خطيرة جداً؛ لأن الأمريكي يتحرك بما يمتلكه من إمكانات هائلة، وقدرات ضخمة، وخبرات عالية، والإسرائيلي كذلك، لإفساد هذا الشعب وتدميره، واستهدافه في كل هذه المجالات، لو استمر كل هذا التحرك مع العصا والسوط، والضربات العسكرية، والاغتيالات، وكسب الولاءات، وتزييف الثقافات، لو استمر كل هذا التحرك الشامل من دون أي عائق، هل كان سيبقى اليمن يمن الإيمان والحكمة؟ لكان لليمن شكلٌ آخر ووجهٌ آخر، ولكانت المحصلة لكل هذا النشاط في كل هذه المجالات: هي الوصول بهذا البلد، الوصول بهذا الشعب إلى الانهيار في كل شيء.
واستطرد : في إطار هذه الحملة وهذه الهجمة وهذا الاستهداف الشامل أتى المشروع القرآني، تحرك السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” في وقتٍ مبكر، قبل أن يستفحل الخطر ويتعاظم جداً، قبل أن تصل الأمور إلى مستوى الانهيار، كان البعض يقترحون آنذاك أن: [انتظروا حتى يكتمل كل شيء، ثم تحركوا، لا تتحركوا الآن، لا تقولوا من الآن: الموت لأمريكا، خلوا الأمريكي يبدع يدخل إلى البلد، ويحتل كل مكان، ويسيطر سيطرة كاملة، ويفسد هذا الشعب، وينفذ كل تلك المؤامرات، فإذا أكمل]، (أكمل) يعني ودا كل شيء، [فأتوا لتتحركوا]، أي منطق هذا، أي منطق! يعني: هذا كان من مظاهر الضياع، مظاهر الضياع منطق كهذا.
واختتم الحوثي حديثه عن ما وصفها بـ”مميزات عظيمة” لمشروعهم، وعن الهتاف بالشعار الذي “حصن الساحة الداخلية”.
وقال إنهم “بذلوا كل جهد في التقليل من أهميته، ولا يزالون يغضبون منه جداً، ويتألمون جداً، بعضهم يصاب بالدوار والصداع، والبعض بالغضب والانفعال الشديد عندما يسمعه… مع أن عباراته كلها عبارات ممتازة وجميلة، وليس فيها إساءة إلى أحد من أبناء الأمة الإسلامية، ومنطقية، ومعبرة، ومفيدة، وهادفة”.
وهاجم الحوثي من وصفه بـ”المعتوه بومبيو” الذي صنف جماعته منظمة إرهابية، وقال ان “انصار الله ليسوا منظمة بل أمة”.
واضاف إن اسم “الحوثيين، هو ليس تسمية نطلقها على أنفسنا وليست منا، هذه تسمية يسمينا بها البعض من الأعداء والبعض من الأصدقاء، لا نريدها؛ لأنها نسبة إلى مدينة حوث، هذه مسيرة قرآنية، ليست محصورة لا على مدينة حوث، ولا على أي مدينة، حتى سكان مدينة حوث ليسوا كلهم ينتمون إلى هذا المشروع القرآني والمسيرة”.
وقال انهم سيواصلوا “المشوار في المسيرة” وتحدث عن القتال في مارب قائلاً إنهم يقاتلون فيها ” للتصدي للعدوان”، مضيفا ان “الأعداء صوروا الوضع في مأرب انه كان هادئاً مستقراً، وكانت مأرب مجرد واحة للنازحين من اليمن، وتضم ثلاثة مليون إنسان في المخيمات، ولكن جاء الجيش واللجان وفتحوا مشكلة، وحولوها إلى ساحة مشتغلة”.
وقال انه لا يوجد ملايين النازحين في مارب وانما عدد من مخيمات النازحين حالهم كحال النازحين في بقية البلد.
وتجاهل الحوثي الحديث عن المعارك في تعز، كما تجاهل الحديث عن المحرقة التي ارتكبتها جماعته بحق المهاجرين في مركز احتجاز في صنعاء.