مقالات رأي

كلمات في رحيل ماجد الإنسان !

 

كتب / فواز عبدان :

في الساعة 02:00 فجراً ، من يوم الخميس الموافق 13 فبراير 2025م ، كنّا على موعد رحيل إنسان نبيل ومثالي ، عاش حياته بقلب طيب وصافي ، وضمير نقي ، أنه  صديقي وجاري الطيب ،  ماجد عبدالله التام .

رحل صديقي ماجد  الى جوار الرب الرحيم ، بحادث مروري تصادم  بعد أن عاش حياته محبا للخير عونا للفقراء وسنداً لكل من احتاجه .

عرفت ماجد أثناء انتقالي للسكن في مدينة قعطبة ، حيث كان يسكن في العمارة المجاورة لي ، وطوال معرفتي به لم أرى منه الا التعامل الطيب وحسن الخلق والهمة في العمل، ولم تكن الابتسامة تفارق محياه ، حيث كان مبتسم دائماً.

 

كل من يعرف ماجد سيجده إنسان يكتنفه الوقار والحلم ، وحتى في أحلك الأزمات تجده باسم المحيا هادئ الطبع لا يثور ولا يشتط ويشع أملا واثقاً بنفسه وبمن حوله ، ولا يكل أو يمل ولا يتوانا عن تلبية أي طلب من صديق أو غريب .

 

وفي كل مرة ألتقي فيها بماجد ، حيث كنت معتاداً أن ألتقيه  كل صباح جالساً أمام بقالة ابو حامد أنعم ، وفي بعض الأوقات في مكتب ابو صدام حسين الحبيشي للمقاولات والعقارات الواقع  في الدائري الغربي بمدينة قعطبة ، وفي كل لقاء ألتقيه أشعر بالطمأنينة والراحة والحديث له شغف معه وابتسامته جميلة ، لايوجد فيه الكائبه والضجر ، كان له وجه جميل ومبتسم كان يناقش باسلوب مرن وهو يضحك، يبحث على السلم في المجتمع ، لم اسمع يوم واحد ، ان ماجد تشاجر او عمل مشكلة مع أي شخص ، كان يحب السلام ، وحديثه لنا اثناء التخزينة يشرح على طموحه المستقبلي الذي يحلم فيه.

 

كان صديقي ماجد يحرص دائماً على العمل الذي يشتغل فيه حراج القات ، لكل أصدقائه من ، مريس، وقعطبة، وشخب، وحمرات، والقفلة، والفاخر ، والعود، وحجر،  وهذا يدل على معاملته وأخلاقه العالية ، ووفاء مع أصدقائه موردين القات ، ومجابرة القات الى سوق سناح ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حسن تربية أهله، ونقول لوالده: ونعم التربية ياحاج عبدالله التام .

 

لست وحدي من خسرت ماجد بعد وفاته، إذ أن رحيله كان خسارة على قطاع كبير من أبناء المجتمع ، وهذا ماشاهدته عندما قمت بنقل أسرة ماجد عند حوالي الساعة 03:30 فجراً ، أي بعد وفاته بأقل من ساعتين ، وكان والده إلى جانبي ، وعند وصولنا قرية شخب التي لم أزرها من قبل ، وعند معرفة نساء القرية بوفاة ماجد ، لم أسمع إلا صراخهن وبكائهن ، حتى شعرت بألم وغصه في قلبي ، وكنّ النساء ينادن من الذي سيجيب لنا ولاولادنا الايتام واحنا لايوجد معانا من يساعدنا إلا  ماجد.

وكنت  اسمع كلام النساء وهن يصرخن من الذي بيجيب لاولادنا بعد موتك ياماجد ، وكان قلبي يقطر دم على كلمات النساء الكبيرات بالسن والنساء الأرامل، الذي لديهن اولاد أيتام ، يقول أحد أصدقاء ماجد إن ماجد كان يعطي لهذه الأسر الايتام والنساء كبيرات السن، مصروفهم الشهري ولفتره طويله ، وقال أيضاً إنه كان يصرف على 6 أسر أيتام في قرية شخب ، وان   ماجد كان رجل خير وعطاء يقوم بمساعدة المحتاجين وأسر الايتام ولم يقصر مع أي أسرة محتاجه يعلم بها .

 

وفي الأخير لا يسعني إلا الدعاء لروح صديقي ماجد ، سائلاً المولى تعالى أن يتغمده بواسع الرحمة وعظيم المغفرة ، وأن يتقبله مع الشهداء والصديقين والأنبياء.

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى