اخبار محلية

بعد 14 شهرا من الواقعة تفاصيل جديدة في قضية اغتيال اللواء الجرادي

عقدت المحكمة الجزائية المتخصصة بمحافظة مارب صباح الثلاثاء الماضي برئاسة القاضي / مسعد مجيديع رئيس المحكمة الجلسة الاولى لمحاكمة مبخوت صالح علي مبارك الشبواني احد المتهمين بإغتيال اللواء / محمد الجرادي مستشار وزير الدفاع، والذي اغتيل قبل اكثر من عام في مدينة مارب ومعه مرافقه طارق الوالبي.
وفي جلسة المحاكمة وجهت النيابة قرار الاتهام في واقعة الاغتيال واعترافات المتهم للأجهزة الامنية بعملية الاغتيال بالإضافة الى سلسلة من الاعمال المماثلة التي طالت مدنيين وعسكريين من قبل العصابة التي ينتمي لها المتهم، والذي بدوره قال بأن اعترافاته بكل تلك التفاصيل كانت تحت التعذيب والاكراه،.. وهو ما استبعده محامون حضروا الجلسة، باعتبار ان ماورد في الاعترافات من تفاصيل دقيقة لمختلف الجرائم المرتكبة المعترف بها تنفي ادعاء الاكراه وطبيعة النتائج المترتبة عنه ،وبإخضاعها للقياس العقلي والقانوني والمادي، فإنها لم تكن ناجمة عن اكراه او تعذيب.

ما الذي حدث؟
سؤال لا يزال عالق في حناجر اسرة الشهيد..
صبيحة 2023/11/8 اتجه اللواء الجرادي لحضور ندوة في فندق بلقيس دعاه اليها رئيس الاركان السابق طاهر العقيلي، وبحسب المعلومات فقد كان الشهيد احد المشاركين في الندوة.. وبطبيعته فقد كان حريصا على المواعيد، وبنشاط لملم اشياؤه وانطلق برفقة سائقه حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا، لكنه عاد الى المنزل الساعة 8 و 11 دقيقة لاخذ الهاتف الذي نساه لينطلق الساعة 8 و20 دقيقة لحضور الندوة التي كان مقرر عقدها الساعة التاسعة من ذلك اليوم، هذا كل ماتعرفه اسرته عن برنامجه ذلك اليوم.
وفي الساعة العاشرة من صباح نفس اليوم ابلغت الاجهزة الامنية بعملية الاغتيال ..
جثتان ملقيتان في سائلة عطران خارج مايسمى الحزام الامني وعلى مسافة تصل الى حوالي 300 متر من منزله احداهما للعميد / الجرادي علي يمين الطريق، والاخرى لمرافقه طارق الوالبي على يسار الطريق.

وكانت مارب هي السباقة في ادخال كاميرا المراقبة لتشمل كل شوارع ومداخل ومخارج واحياء المدينة، وهذه الشبكة كافية لرصد حركة الجرادي يوم الاغتيال، وبالتالي الاجابة عن اسئلة اسرته التي لم تقف على طريقة الاغتيال، ولم تحصل على المعلومات الموضحة لطريقة الاغتيال بحسب اكثر من بيان اصدرته بهذا الخصوص، خاصة في ظل تصاعد الروايات في كونه اغتيل في مكان آخر، وتعرض للتعذيب قبل الاغتيال، وفي حال صدقت مثل هذه الرواية، فالعملية كبيرة وتؤكد تورط اطراف لابد من كشفها ودوافعها.

عقب انتشار خبر الاغتيال ظهرت منشورات للعديد من الشخصيات مدنية وعسكرية على منصات التواصل الاجتماعي بعضها توجه الاتهام للحوثي، واخرى لعصابة تقطع.. ما أثار الريبة حول براءة هذه المنشورات التي حددت مصادر الاغتيال قبل الشروع في التحقيق..

لماذا اغتيل الجرادي؟
السؤال البديهي الذي يفتح الباب على مصراعيه للإحتمالات والتحليلات

الشيخ سعد الجرادي شقيق الشهيد يستبعد ما يتررد عن اسباب الاغتيال ودوافعه وحصره على عصابة نهب سيارات.. معتبرا هذا التفسير جزءا من سيناريو اعد قبل الاغتيال المخطط بغرض مواراة طبيعة الاغتيال ودوافعه والواقفين خلفه.

وقال الشيخ :” طيلة 14 شهرا ونحن نطالب الجهات الامنية بملف القضية والاستدلالات التي استندت عليها جهات الامن من كاميرات وشهود الخ..
الا انها للاسف لم تمكنا من هذا الحق، وكل ماحصلنا عليه لا يتجاوز بعض الاوراق ولاسباب لا نعلمها “.

واضاف الشيخ الجرادي : ” المماطلة في القيام بالدور الجاد ازاء القتلة من قبل الجهات المعنية.. تحبطنا كثيرا، وتجعلنا نشك في براءة هذا السلوك الذي يصنع مبررات كافية لأتهامات تطال اطراف لا ارغب في تسميتها حاليا “.
وقال الشيخ الجرادي : ” التهاون الذي نراه ونعيشه مع واقعة اغتيال شخصية وطنية بحجم اللواء / محمد الجرادي يحمل اكثر من معنى وله دلالات كثيرة لا اود الافصاح عنها على الاقل في الوقت الراهن “.
واضاف : اؤكد ان الظروف المحيطة بي ومن ضمنها الصحية سيتم تجاوزها، ودم الجرادي لن يذهب هدرا، ولابد من كشف دوافع القتل وتقديم القتلة للعدالة، ولن نتراجع عن هذا الحق مهما كان الثمن “.

لم يكن للجرادي خصومات شخصية او صراعات مصالح، فقد عرف بتسامحه وعلاقاته الطيبة مع الجميع، كما عرف بالنزاهة ففي عام 2017 استلم الجرادي مرتبات اللواء 81 مشاة الذي كان قائده اسوة ببقية الالوية، وعند الانتهاء من عملية الصرف تبين وجود مبلغ 60 مليون ريال فائض، كان بإمكان الجرادي الاستئثار به، ولم ينجح زملاء له في اقناعه بالاستفادة من المبلغ في اصلاح وضعه ومعالجة بعض الاشكاليات في اللواء، فقد اعاد المبلغ الى الحكومة ممثلة بالجهة التي كانت تتولى مهمة الصرف للوحدات العسكرية والتي كان يرأسها عبدالعزيز جباري، مؤمنا بأن استعادة الدولة وانهاء الانقلاب الحوثي لابد ان تمضي على اسس من النزاهة وعدم القبول بأي شكل من اشكال الفساد ومهما كانت المبررات والذرائع، وهذا هو شعاره الذي كان يردده دائما.
وتعقد جزائية مارب الاربعاء القادم جلسة اخرى لمحاكمة المتهم بعد ان اقرت في الجلسة الاولى اعلان المتهمين الرئيسيين الذين يشكلون عصابة برئاسة عبدالله بن مبارك الشبواني والمتهم بتنفيذ عدد من الجرائم ومعه بقبة افراد العصابة ومن ضمنها اغتيال اللواء / محمد الجرادي – مستشار وزير الدفاع.

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى