مصير الغواصة الغرق
________
ياسر الصيوعي
______
مالم يتوقعه أرباب الفساد الغارقون في غب فسادهم أن لهم أعمارٌ هي أقصر من أصحاب الحقوق ومثال النزاهة .
بالأمس كائن صغير يختبئ تحت ظل السفارة الفلانية واليوم هامور قرش يقتات من فتات لقيماته عدة أسماك الريمورا .
قلت لكم أن هناك من غاص دون حساب ولا رقابة في غب بحر الفساد حتى ترااى إلى ذاته أنه غواصة كبيرة تخوض المحيطات والبحار من الهادي إلى الأطلس وبين القطبين ولا يأبه لأي مواجهة أو محطة تفتيش .
لكن الحقيقة أن عمره الافتراضي يتناقص ولا يدري .
وما تسبب به من نهبٍ وتعطيل مؤسسات وأضرار ممتلكات وحقوق عامة لن تُغتفر وإن رأى أنه قد انتصر .. والحقيقة أنه يحتضر .
الشعوب المغلوبة على أمرها لا تجد أمام تلك الأشخاص إلا الصمت بعجب وقهر ولن ينصفها سوى العزيز الجبار من تلك الأفاعي السامة.
كانت الشعوب في الماضي القريب جداً تلتجئ إلى القضاء والرقابة والمحاسبة في حال تعثرت العجلة من غير قصد .
أما في حال تمادى الفسدة وتجاوزا وقف الوطن بجميع مكوناته القيادة والشعب ضد ذلك الصلف الجائر .
أما اليوم فإلى من تشكو من البشر في ظل غياب دولة النظام وسيادة القانون وكل يوم يزداد الفساد حتى أصبح مباح كزواج المتعة الذي كان يوماً من الأيام محرم شرعاً ومن أنواع الفحش و……..
واليوم يراه الكثير من المباحات بل ومن الموضة المباهات به
هكذا هو التسابق على الفساد والإكثار منه .
وصاحب الهيمنة والهيبة هو أكثر اللاعبين فساداً مالياً وإدارياً.
ولك أن تنظر إلى من يقفون على المسرح وتتأكد من تلك الحقيقة المرة .
تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما بعث أبا عبيدة لجمع مال الصدقة من البحرين ثم ما لاح على وجيه بعض الصحابة رضوان الله عليهم ورد النبي صلى الله عليه وسلم عليهم
: أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم..
هذا وهو يحذرهم النبي صلى الله عليه وسلم من الزيادة في المال الحلال فما بالك بمن يتنافسون اليوم على المال الحرام من أموال الشعوب ومصالحها ..؟
ألا فتوبةً صادقة عل الله أن ينقذكم من مغبة بحار فسادكم ومضلة الأيام المقبلة..