الباحث الجريح محمد جعدان… لا إعاقة مع الإرادة
القاهرة: توفيق الفلاح
من سجن الإعاقة إلى عالم الإنتاج، حصل الباحث / محمد جعدان أحد جرحى الحرب اليمنية، على درجة الماجستير بتقدير ممتاز من المعهد الدراسات والبحوث العربية التابع لجامعة الدول العربية تخصص علوم سياسية، خلال فترة تلقيه العلاج بجمهورية مصر العربية، وبلفتة إنسانية ووطنية كرمت الملحقية الثقافية بسفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة الباحث الجريح.
الجدير بالذكر: أن هذا الإنجاز العلمي الذي حققة الباحث محمد جعدان من متحدى الإعاقة، تعتبر رسالة، بأهمية العلم باعتباره كنزا ومالا وجمالاً للجميع ومن خلاله نستطيع أن نتحدى الصعاب، وذلك بهدف تنمية قدرات ذوي الاعاقة وتشجعيهم علي مواصلة الابداع والكفاح حتي يرتقي المجتمع اليمني بجهود كافة أبناءه.
إن الدين الإسلامى وضح بأن ذوى الاحتياجات ليسوا اقل من غيرهم، وأن النصر والرزق يأتى بسبب هؤلاء المكافحين، كما أن الإعاقة ليست عقبة حتى يصل الانسان لما يريد و لنأ نماذج منهم الصحابي الجليل عبد الله بن ابى مكتوب الذى اخلفه الرسول على المدينة رغم انه كان ضريرا وكذلك الإمام الترميذى الذى ضريرا ووصل الى ما وصل اليه من علم.
وخلال التكريم ذكرالمستشار الثقافي/ محمد أحمد العبادي لموقع “اخبارالعالم الآن “أن الجرحى أبطال في الحرب والسلم والعلم والعمل، وأن مصفوفة الدعم التعليمي عندما انطلقت لم يكن الهدف منها تحصيل الجرحى للشهادات العلمية فقط بل الهدف الأعمق هو امتلاكهم الأدوات المناسبة والاختصاص العلمي الذي يؤهلهم للإنتاج والعمل في المجتمع وبالتالي يكون العلم بوابتهم لمستقبل أفضل”.
وأشأر د. ناصر كباس -المستشارالثقافي المساعد للشئون الأكاديمية، إن الهدف من التكريم هو تحفيز بقية الجرحى على متابعة تعليمهم، فالسبل مفتوحة أمام إرادتهم وقدرتهم في مسيرة تحصيلهم العلمي.
من جانبة أثنى الأستاذ/ هاشم دبوان -المستشارالمساعد للشئون المالية،على نجاح الباحث وتفوقة، ودعى إلى توفير التسهيلات اللازمة لعملية اندماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع والعمل على تطوير بنية تحتية خاصة قادرة على التعامل مع أفراد هذه الشريحة ودعم الابتكارات التي تساعدهم على التغلب على مشكلاتهم.
ودعى الإعلامي توفيق الفلاح الحكومة اليمنية أن تولي عناية كبيرة لأصحاب الهمم، وتعتبر بلادنا من الدول التي تحتاج إلى زيادة الدعم والاهتمام في العمل الاجتماعي بوجه عام، خاصة فى مجال رعاية وتأهيل الأشخاص أصحاب الهمم، وذلك لما لهم من خبرات لا يستهان بها، وتجارب رائدة في هذا الشأن، وذلك للإقتناع والإيمان التام بأن الأشخاص أصحاب الهمم، بما لديهم من قدرات وإمكانيات، إذا ما توفرت لهم الخدمات التدريبية والتأهيلية الملائمة، والرعائية والفرص المتكافئة، سيتمكنون من المشاركة بفاعلية جنباً إلى جنب مع باقي أفراد المجتمع. هذا بالإضافة إلى الإيمان الكامل أيضاً بأن قضية الإعاقة قضية مجتمعية، يلزم مواجهتها بتكافل جهود الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأشخاص أصحاب الهمم .
كما يشارك الباحث والجريح/محمد جعدان في مصر في العديد من المنتديات الثقافية والساسية مع زملائة الباحثين من كافة الجنسيات، وكذلك أثبتت أفعاله ووقفته الإنسانية الراقية الصادقة في الدعم المعنوي لجرحي الحرب من أبناء الجالية اليمنية في مصر، وإلتزامه في الحس الوطني الإنساني كمواطن يمني اصيل في تعامله معهم وسعيه لعمل الخير من دون انتظار مكافأة أو تكريم من اي جهة، فهو من أصحاب الأيادي البيضاء لايتغير عليه الأمر من أن يكمل مسيرته العلمية والإنسانية مهما كانت الظروف حوله وقد أظهر وقوفه بقوة مع أبناء الجالية وتخطى التحديات بمساعدة اخوانه من المرضى، كونه يمتلك روح المسؤلية الوطنية والإنسانية متمني له التقدم والتوفيق في حياته وسيظل دائما ملهما للشباب اليمنيين فالجريح محمد جعدان عنوان للنجاح والعطاء والوطنية.
وفي الآخير شكر الباحث جعدان كل من بادر بتشجيعة وتحفيزةً: الشيخ أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم والملحقية الثقافية بسفارة اليمن، معتبراً التكريم بادرة جيدة وحافزاً لبذل المزيد من الجهد والتعب في ظل ظروف الحياة الصعبة، وأن الإصابة الجسدية ليست عائقاً أمام الفكر والعقل مؤكداً حرصه على المساهمة مع أبناء الوطن لإعادة إعمار اليمن، وأن إصابته التي تعرض لها وأدت إلى بتر رجله قبل عامين في ميادين الشرف والبطولة أعطته دفعاً نحو الأمام في الدفاع اعن وطنة.