مقالات رأي

الإشتراكي .. وفناء التاريخ..!!

بقلم: د. محمد عوض هرورة

«الإنسان المعاصر يعتبر نفسه حصيلة التاريخ، بينما إنسان العصور القديمة يعتبر نفسه حصيلة أحداث أسطورية معينة حسب رأي عالم الأديان مرسيياإلياد».

والحزب الإشتراكي اليمني وقيادة هذا الحزب ينطلقون في فهمهم للواقع وتفسيرهم للظواهر الطبيعة، والإجتماعية والحضارية، وكذلك حركة التاريخ من منطق يختلف تمام الاختلاف عن منطق الإنسان المعاصر.

فقد ربط حاضره بسلسلة أحداث صنعتها في اعتقاده قوى خارقة، أو شخصيه خارقة أكثر في البدء بصفتها قوة تكشف عن نفسها هنا وهناك وفي كل مكان، في أزمنة وأمكنة متعددة، أي ان البطل الذي صنع تاريخ تأسيسه كان إله أو أشبه بإله (وفي محيط البطل كل شيئ يصبح تراجيديٱ، وفي محيط نصف الإله كل شيئ يصبح رقصات للآلهة كما يقول: (نيتشه).

وهو لذلك تاريخ مقدس، مما جعل من الرواية التاريخية رواية سمجة غبية و خيالية وخالية من الروح التاريخية لأن ما هو قابل للتمجيد يجب أن يعمل على إظهار الحق باعتباره خالداً.

فبقي الحزب ثابت عند الزمن الذي تأسس فيه
وهذا الثبات حتى بسمة صورة حنين معلن لا بل أصولية لم يتم شرحه على أساس بقايا فعل من الماضي ولكن تم شرحه على أساس أنها كنتيجة أو ردود فعل تجاه حقائق سياسية واجتماعية جديدة خلقت من خلال المتغيرات السياسية والوضع الإقليمي والدولي.

في الوقت الذي كان يفترض انه حزب ينتمي إلى التاريخ بطريقة غير قابلة للانعكاس مما يعني جهل الإمكانية  التي  تحتفظ بها قدرية التاريخ للحدث والفعل البشري في رقعة جغرافية معينة، مسجون في جلباب مؤسسه  الذي حاول أن يتمكن من الفوز على طريقة القائد الاغريقي «بيڕوس».

تسكنه فوبيا الحركة ، متناسي أن مصائر الحركة تمضي متدفقة إلى الأمام كما تتدفق الأنهار من الجبال إلى البحر  ، وكما تنبت الحشائش والأعشاب من الأرض وكما تتحول اليرقات إلى شرانق، ومن ثم إلى فراشات، ولا يمكن تثبيت التاريخ عند حدود معينة بل هناك صلة مستمرة بين مسألتي مضمون التاريخ وصورته.

ولكنه مع ذلك يجد الحزب نفسه ليس ملزمآ بمعرفة اللحظة التي وجد فيها فحسب ولكن باستعادتها من وقت لأخر في لحظة تجربة غير قابلة للانقسام وعند ذات واحدة فقط يغمرها ويحيطها بالعبودية، ومن ثم تخلييدها ، كما خلد العبرانيون سفر نشيد الانشاد لسليمان ، رغم أن طبيعة هذا السفر لا تنسجم وطبيعة الكتاب المقدس ،وبهذا يكون الحزب حكم بفناء التاريخ في نسق مثل هكذا منطق  ، وهذا يعبر عن اضطراب غارق جدآ في فورية حالة من الهزيمة، و مثقل بلا شك بحمل خاص في مظهر تشتت حقيقي.

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى