إنعقاد قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية
عقدت اليوم في العاصمة السعودية الرياض، “قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية”، بمشاركة فخامة الرئيس الدكتور، رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ورؤساء وقادة الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية.
وفي إفتتاح القمة، أكد ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على أهمية هذه القمة لرفع مستوى التعاون المشترك، بين الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، بما يخدم المصالح المشتركة لدولنا .. مشيراً إلى العلاقة التاريخية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، قائمة على الاحترام المتبادل والصداقة والتعاون في العديد من المجالات، وتولي دولنا أهمية قصوى لدعم مسيرة التطور والتنمية، من أجل تطوير اقتصادياتها ورفاه شعوبها.
واشاد ولي العهد السعودي بالنمو المطرد والتقدم التقني المتسارع الذي حققته جمهورية الصين الشعبية، وجعلها ضمن الاقتصاديات الرائدة عالمياً .. لافتاً إلى أن ذلك يؤسس انعقاد هذه القمة لمرحلة جديدة للارتقاء بالعلاقة بين دولنا، وتعزيز الشراكة في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أن المملكة تعمل على تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي تواجه عالمنا، ودعم العمل الدولي متعدد الأطراف في إطار مبادئ الأمم المتحدة، بما يسهم في تحقيق مستقبل واعد للشعوب والأجيال القادمة .. لافتاً إلى إدراك المملكة لحجم التحدي الذي يمثله التغير المناخي، وإيمانها بضرورة إيجاد حلول أكثر استدامة وشمولية، في إطار نهج متوازن يسعى إلى تخفيف الآثار السلبية، مع المحافظة على مستويات نمو الاقتصاد العالمي، حيث نستهدف الوصول إلى الحياد الصفري لانبعاثات الكربون دون التأثير على النمو وسلاسل الإمداد.
وثمن تعاون شراكاتها الدولية مع الدول العربية والصين، في إطار مبادرة الشرق الأوسط الأخضر .. مؤكداً إستعداد المملكة للتفاعل الإيجابي مع المبادرات التي تعزز من عملنا البيئي المشترك، مع مراعاة المصالح التنموية للدول، وتفاوت الإمكانيات بينها.
من جانبه، أكد فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، على أهمية هذه القمة بإعتبارها حدث مفصلي في تاريخ العلاقات الصينية العربية وستقود العلاقات والتعاون بين الصين والدول العربية نحو مستقبل أجمل .. لافتاً إلى أن التعاون الصيني العربي القائم على المنفعة المتبادل والكسب المشترك يعد نموذجا يحتذى به.
وقال “تم إنشاء 17 آلية تعاون بين الجانبين في إطار منتدى التعاون الصيني العربي وخلال السنوات العشرة الماضية تجاوز حجم التبادل التجاري نحو 300 مليار دولار أمريكي وبلغ رصيد الاستثمار المباشر المتبادل 27 مليار دولار أمريكي وتم تنفيذ أكثر من 200 مشروع في إطار التعاون في بناء الحزام وطريق التي عادت بالاخير على قرابة ملياري نسمة من السكان” .. مؤكداً بهذا الصدد على حرص بلاده تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة مع الجانب العربي .
وشدد الرئيس الصيني على ضرورة تعزيز المواءمة بين استراتيجيات التنموية وبناء الحزام والطريق بجودة عالية, وتوطيد تعاون تقليدي في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والبنية التحتية وغيرها، وتقوية أقطاب النمو المتصاعدة مثل التنمية الخضراء، وخفض الكربون والصحة والاستثمار والمالية , وبحث وفتح آفاق جديدة في مجالات الطيران والفضاء والاقتصاد الرقمي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية والتعامل الفعال مع التحديات الكبرى القائمة مثل أمن الغذاء والطاقة .. لافتاً إلى أن الجانب الصيني يدعم الجانب العربي في إيجاد الحلول السياسية للقضايا الساخنة والشائكة وبناء منظومة أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة في الشرق الأوسط, حاثاً المجتمع الدولي على احترام شعوب الشرق الأوسط وإضفاء طاقة إيجابية تخدم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الجانب الصيني يرحب بالمشاركة مع الجانب العربي في مبادرة الأمن العالمي، وهو على استعداد لمواصلة الإسهام بالحكمة الصينية في تعزيز السلام والأمان في الشرق الأوسط.. منوهاً بضرورة توسيع نطاق تبادل الأفراد وتعميق التعاون الإنساني والثقافي وتبادل الخبرات في الحكمة والإدارة ورفض الإسلام فوبيا بشكل مشترك وإجراء تعاون في نزع التطرف ورفع ربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه.
ومن جانبه أكد فخامة رئيس جمهورية القمر المتحدة عثمان غزالي أن العلاقات العربية الصينية تسعى إلى آفاق أكثر ازدهارًا وتقدمًا في مختلف مجالات التعاون المشترك.
وأوضح فخامته في كلمته أن هذه القمة ستسهم في توضيح السياسات بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتعزيز الحوار السياسي الذي يهدف إلى حماية المصالح العربية الصينية ودعم السلام الدولي وتحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات.
وبين فخامة رئيس جمهورية القمر المتحدة أن “قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية” ستسهم في إيجاد أفكار جديدة للشراكة العربية الصينية على أسس متينة وتعاون اقتصادي متكامل، مشيراً إلى أن العلاقة مع الصين يسودها الاحترام المتبادل.
فيما أكد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية أن انعقاد القمة العربية الصينية الحالية سيعطي دفعة ملموسة للتعاون العربي -الصيني بكافة صوره، مشددًا على أننا حين نجتمع مجدداً في المستقبل القريب سنكون قد أنجزنا الكثير، وقطعنا أشواطاً إضافية في مسارات التعاون بيننا استنادا إلى التاريخ الفريد الذي تميز به التواصل العربي- الصيني الإنساني والحضاري الدافق.
وأوضح فخامة الرئيس السيسي فى كلمته أن التعاون العربي الصيني، تأسس على تعظيم المنفعة والمصالح المشتركة ومواجهة التحديات التنموية، وتعزيز التعاون “جنوب/ جنوب” وتقديم أولويات حفظ الأمن والسلم الدوليين، وصيانة النظام الدولي المرتكز على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وإيجاد حلول سياسية سلمية للأزمات الدولية والإقليمية، واحترام خصوصية الشعوب وحقها في الاختيار دون وصاية أو تدخلات خارجية، ورفض التسييس لقضايا حقوق الإنسان، وتعزيز حوار الحضارات وتقارب الثقافات، والتعاون في مواجهة تحديات التغير المناخي وتفشي الأوبئة، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، ومكافحة خطر الإرهاب والأفكار المتطرفة كلما وجدت وأينما كانت.
ودعا فخامة الرئيس المصري، الجميع إلى اعتبار انعقاد هذه القمة اليوم بمثابة علامة انطلاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين العالم العربي والصين، حيث أن الصين، ورغم كونها بالفعل الشريك التجاري الرئيسي لعدد كبير من دولنا العربية، فضلاً عن ما يجمعنا من تعاون استثماري جوهري، إلا أن آفاق التعاون بين بلداننا لازالت رحبة، وبإمكاننا تحقيق المزيد والمزيد في مجالات اقتصادية وتنموية وتكنولوجية عدة.
فيما أوضح رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ أحمد الغزواني أن “قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية” تُعد تكريسًا للإرادة السياسية المشتركة في إرساء نموذج تعاوني داعم لشراكة استراتيجية وتحول نوعي في المسار العام.
وأشار في كلمته الى ان القمة تمكن من بناء جسر للتعاون بين الصين والدول العربية، مشيرًا إلى رسوخ تضامن الصين والدول العربية في القضايا المشتركة، مثمناً الدعم الذي تقدمه الصين لبلاده.
وأكد الرئيس الموريتاني ضرورة ترسيخ الأمن والسلام في الوطن العربي عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مشيرًا إلى ضرورة تسريع مسارات التسوية السليمة للأزمات القائمة في ليبيا وسوريا واليمن ومنع التنظيمات الإرهابية من استغلال حالة الاضطراب الأمني لمواصلة تهديد الأمن القومي العربي.
من جانبه أكد الوزير الأول في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية أيمن بن عبدالرحمن أن القمة العربية الصينية تهدف إلى مواصلة تعميق التعاون بين الدول العربية والصين في مختلف المجالات.
وأشار الوزير الأول في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية خلال كلمته في “قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية”، إلى أهمية تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين العالم العربي والصين التي تسهم في بروز عالم متعدد الأقطاب بعيدًا عن السياسات الأحادية ومساعي الهيمنة.
وأضاف أن القضية الفلسطينية تمثل القضية المركزية في العالم العربي بما يستوجب تكثيف جهود الجانبين لإيجاد حل عادل وشامل، لافتًا الانتباه إلى أن الصين قدمت دعمًا كبيرًا للدول العربية في مواجهة أزمة وباء “كورونا”.