- أخبار هامة

صحف عربية: هدنة اليمن قد تفتح الباب لإنهاء الحرب

“بوادر حلول” بدأت تظهر على الساحة اليمنية بعد إعلان الأمم المتحدة مساء أمس الجمعة موافقة الأطراف اليمنية على هدنة تستمر شهرين، ووقف شامل للعمليات العسكرية في اليمن، إلى جانب فتح مطار صنعاء إلى وجهات إقليمية محددة سلفاً، فضلاً عن الموافقة على دخول سفن تحمل وقوداً إلى ميناء الحديدة.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم السبت، سيتفق اليمنيون على كل أطر السلام والمحددات التي أعلن عنها مجلس التعاون الخليجي أثناء إطلاق المشاورات، ويتوقع مراقبون للأوضاع اليمنية أن الجميع سيجلسون على طاولات الحوار من أجل مصلحة اليمن والعبور به لبر الأمان ما عدا ميليشيا الحوثي.

اتصالات غربية مع الحوثيين

وقال وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” إن الهدنة الأممية تختلف تماماً عما سماه الحوثيون مبادرة وقف النار، واصفا إياها بـ”الفارغة”، وقال: “ليس لها معنى، ولم ينفذوا منها سطراً”.

من ناحيته، قال وزير الإعلام والسياحة والثقافة اليمني معمر الإرياني إن إعلان وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك عن توجيهات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتعاطي الإيجابي مع المسارات المقترحة يعكس حرص الحكومة اليمنية على تقديم مصلحة الشعب اليمني قبل كل شيء.

وشدد الوزير على ضرورة الترتيب في تنفيذ الالتزامات المترتبة على الطرفين، مع أهمية وضع إطار زمني لتنفيذ النقاط المتفق عليها، “خصوصاً وأن لدينا تجارب كثيرة سابقة مع ميليشيا الحوثي في عدم الالتزام وخلق الأعذار”.

كما كشفت مصادر غربية للصحيفة، عن اتصالات تجريها دول غربية مع الحوثيين لإقناعهم بإرسال وفد حتى وإن لم يكن عالي التمثيل، كما طلبوا من الجماعة عدم منع أي سياسي تمت دعوته إلى المشاورات من الحضور.

وقالت المصادر التي فضلت عدم تحديد الدول (وهي أكثر من دولة، وجميعها فاعل في الملف اليمني) إن نتائج الاتصالات مع الحوثيين لم تنته بموافقة الجماعة، لكنها في المقابل قالت إن الطلب لم يتم رفضه بعد، ويجري الاتصال بشكل لحظي، دعماً للدعوة الخليجية وحرصاً على إضفاء مزيد من الزخم اليمني للمشاورات. رغم أن مصادر مطلعة أخرى استبعدت الحضور الحوثي.

هدنة غزة

ومن جانبها قالت أوساط يمنية مقربة من أجواء المشاورات في العاصمة السعودية، لصحيفة “العرب”، إن الهدنة التي تم الاتفاق عليها شبيهة بهدنات غزة، وإنها لا تلزم أيّ جهة بتقديم تنازلات، وعلى العكس فإنها تجعل كل طرف متمترساً خلف موقفه ويتحين الفرصة لخرق هذه الهدنة.

وأضافت الأوساط اليمنية أن “الأمم المتحدة حرصت على الخروج باتفاق بأيّ شكل، المهم أن يتم إعلان الهدنة لمدة شهرين، وأنها راهنت على البعد الديني وضرورة وقف الحرب خلال شهر رمضان. كما أنها لم تطلب التزاماً من أيّ جهة ولم توجه تحذيراً خاصة إلى الحوثيين الذين يعملون على فصل الهدنة في اليمن عن الهجمات على الأراضي السعودية، وهو المدخل الذي سيجعل من خرق الهدنة أمراً وارداً خلال الأيام الأولى”.

وأشارت الأوساط ذاتها إلى أن التحالف والحوثي والشرعية والانتقالي الجنوبي سيكونون متمترسين بما يرونه صحيحاً، وأن العالم سيسكت طالما لا يوجد قصف وقتل، وهو الوضع الذي تريده إيران، حيث تهز الهدنة متى شاءت وتلزم بها الحوثيين وقتما أرادت.

ونقلت الصحيفة عن هانس غروندبرغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن قوله، إن الطرفين المتحاربين في اليمن اتفقا على وقف إطلاق النار لمدة شهرين ابتداء من السبت (اليوم)، والسماح لسفن الوقود بدخول ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون وتشغيل رحلات جوية محددة من مطار صنعاء.

وأضاف غروندبرغ في بيان أن وقف إطلاق النار على مستوى البلاد يمكن تجديده بموافقة الطرفين.

ترحيب عربي

فيما تناولت صحيفة “عكاظ” الترحيب العربي بالمبادرة الأممية في اليمن، ورحب البرلمان العربي بالبيان الصادر عن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، والمتضمن الإعلان عن هُدنة إنسانية لمدة شهرين ابتداء من اليوم (السبت)، مؤكداً أنها فرصة حقيقية لاستئناف العملية السياسية والتخفيف من معاناة الشعب اليمني.

وعد البرلمان في بيان له أمس (الجمعة) الأجواء الإيجابية للمشاورات اليمنية اليمنية التي تستضيفها العاصمة الرياض وبرعاية مجلس التعاون الخليجي فرصة كبيرة أمام اليمنيين لاستعادة الدولة، واستقرار الأمن وصون مقدرات الشعب اليمني، وتتسق مع الجهود العربية المخلصة الداعية للسلام، مشيداً في الوقت ذاته بجهود المملكة العربية السعودية لإعادة الاستقرار في اليمن ورفع المعاناة عن الشعب اليمني.

كما دعا البرلمان العربي الميليشيات الحوثية إلى الامتثال للهدنة واحترامها، والتعاطي مع المباحثات القائمة بشأن المقترحات حول الخطوات القادمة، عاداً الهدنة خطوة مشجعة يمكن أن تسهم في إنهاء الحرب التي طال أمدها في اليمن.

ورحبت مصر بالبيان الصادر عن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، والمتضمن الإعلان عن هُدنة لمدة شهرين ابتداء من اليوم السبت.

وأوضحت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها أن مصر تتطلع إلى أن تُسهم الهدنة في دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة اليمنية، ودعم مبادرات الحل السياسي، بما في ذلك المشاورات الحالية التي تستضيفها الرياض، استناداً إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وبما يحفظ وحدة اليمن واستقلاله ويصون مقدرات الشعب اليمنى الشقيق وتطلعه نحو الأمن والاستقرار والرخاء.

وفي الأردن رحّبت الحكومة الأردنية بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، التوصل إلى هدنةٍ لمدة شهرين، ووقف جميع العمليات العسكرية في اليمن.

وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير هيثم أبو الفول أن الأردن تدعم جهود ومساعي الأمم المتحدة لحلّ الأزمة اليمنية، مؤكداً ضرورة التوصل إلى حلٍ سياسيٍ يستند إلى المرجعيات المعتمدة المتمثلة؛ بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.

 

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى