مقالات رأي

أنتِ .. عيد مستمرّ في الحياة

 

بقلم / د. ضياء خالد محيرز

بحلول الثامن من مارس من كل سنة، يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي ويتم الوقوف أمام ماتحقق وما لم يتحقق للمرأة، ولكن ذلك ليس كافيا و لايمثل انصافا ينتصر لها أمام حواجز الثقافات في ظل التمييز، في ظل العنف الزوجي، في ظل التحرش، في ظل الاغتصاب، في ظل التضييق، في ظل الحصار، في ظل التزويج القسري.
أينما وجهت ناظريك على طول البلاد وعرضها يسبقك النظر إلى منازل في داخل كلا منها قصة كفاح أمرأة لا زالت تسعى للحصول على أبسط حقوقها المعيشية في بلد تعصف به النزاعات وتفتقد فيه كثير من الحقوق. ولذلك فأن الاحتفال بيوم 8 مارس هو دعوة متجددة ومستمرة من أجل الفوز بالكثير من المميزات والمكاسب التي تحتاجها النساء ليصبحن متساويات وشريكات للرجال في عالم تأكل الحروب مقدراته وتعصف بكل الإمكانيات التي قد تجعله أكثر أمناً وسلماً وعطاءً وازدهارا. هو يوماً للتقييم والمراجعة، والتأكيد على مطالب جديدة تستحقها النساء وبات الوقت حاسماً نحو إعلاء الصوت حيالها، فنساء العالم تنتظر قوانين أكثر عدالة، ووقف نهائي لكافة أشكال العنف الموجه ضد النساء بسبب كونهن نساء وبسبب أدوارهن الاجتماعية المغيبة بإرادة ذكورية وسلطة إقصائية ترمي إلى تعطيل نصف المجتمع وإلصاق الأدوار غير الفاعلة حصريا بها.
وفي الواقع أن الوجه الأممي لتثمين الاحتفال بيوم المرأة العالمي، والإصرار على إعلاء الصوت وتبيان الحاجة الماسة للنهوض بالنساء، عبر معاهدات جديدة أو عبر قوانين أممية ملزمة لوقف العنف ضد المرأة و الاتجار بهن والعبث بمصائرهن وتغييب قواهن الحية وإمكاناتهن الفاعلة، ليس كافيا في ظل أن بعض الاتفاقيات والقوانين ليست إلا مجرد أسمال رثة نوظفها لنواري عورة واقع المرأة المر؛ لوجود حكومات تتنصل عن التزاماتها. لذلك فأننا نعتبر هذا اليوم مناسبة عالمية للتذكير بالمظالم الاجتماعية والقانونية والاقتصادية حيال النساء وحيال الفئات الأكثر ضعفا، للتذكير بأن النساء شركاء لا رعايا، شركاء لا ظالم ولا مظلوم، لا متحكم ولا متحكم بها.
المرأة اليمنية تعيش ظروفاً قاسية في ظل حرب تدور رحاها منذ مايقارب السبع سنوات، تعرضت فيها لشتى أنواع الانتهاكات من قتل واعتقال واختطاف وتعذيب واغتصاب وإعاقات جسدية ونفسية وتهجير قسري، حيث تشكل النساء النسبة الأعلى بين أعداد النازحين هربا من جحيم الحرب في بعض المناطق اليمنية. وفي عيد المرأة نطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والدفاع عن المرأة، بتحمل مسؤولياتها أمام الشعب اليمني في الضغط على أطراف النزاع لوقف الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان بصفة عامة، والنساء بصفة خاصة.

تحية إلى كل حرائر اليمن، إلى كل يد أعطت عَلماً، ، أو زرعت حقلا ، أو عالجت جريحاً، أو رسمت لوحةً ، تحية إلى الأم والأخت والإبنة والزوجة، تحية إلى كل معتقلة وشهيدة .
وكل عام وأنتن بحقوقكن متمتعات.

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى