صنعاء.. قوة جذب جبارة لكل من يعشقها
عادل الأحمدي
تغزو منامي كل يوم.. وفي كل مرة أسأل نفسي في المنام: هل فعلا أنا في صنعاء أم أنه حلم؟
صنعاء ليست مدينة.. بل قوة جذب جبارة لكل من يعشقها.. مدينة ليس من السهل أن تحبها من أول نظرة.. ولكنك إن وقعت في شباكها فقد حكمت على نفسك بالهيام المؤبد الذي لا تستطيع منه فكاكا، ولا تملك له وصفا.
أرأيت إن وقعت في غرام أنثى فاتنة كنت تظن أنها لا تحبك واكتشفت العكس تماما بعد فراقك لها.. إنها صنعاء.
صنعاء بالنسبة لي اليوم محبوبة اختطفتها عصابة شريرة تحاول العصابة إقناعها أنك تحب سواها لكنها واثقة منك، وموقنة أنهم يكذبون.
كل دقيقة تمر ومحبوبتك في الأسر معناه قطعة من العذاب، والفارس المحب يحسب وقته بالثواني لحين تحرير محبوبته.
سيعود الطائر إلى عشه المقضض بالياجور، والفارس لمحبوبته المحلاة بالغنج.. هذا قدر.. لكن اللوعة تذبح القلب كل دقيقة.
….
كنت أنوي الاسترسال حتى تذكرت قصيدة “صنعاء: مقامات الدهشة” للشاعر أحمد ضيف الله العواضي، فرأيت أن أتوقف وأنسخ لكم القصيدة هنا..
***
رسالة كريمة وصلتني من صنعاء:
كما كنتَ يا عادلَ القلبِ
مازلتَ حُراً
وتبقى
وللأرض فيك الشرفْ
وتمضي
طريقُك محفوفةٌ بالمخاطر لم ترتجف لحظةً
لم تبالِ بشيءٍ
تُخيفُ المخيفين جداً وتمضي إلى المبتغى
لم تخفْ
وأنت تُعلمنا كيف نسلكُ دربَ النضال بعزمٍ
وتُرشدنا كيف نمشي على النارِ حتى بلوغِ الهدفْ
وتزرعُ فينا مزيداً من الرفضِ للظلمِ
توقضُ فينا مزيداً من الأنفسِ الغافياتِ لكي لا نكفَّ النضالَ المقدسَ يوماً وننهار في المنتصفْ
***
يُغيُّرُ غيرُكَ ألوانَهم كلَّ حينٍ ولونُك عبر المدى لامعاً مثلَ تاجٍ لتُبّعْ
تُفرقنا فتنُ المغرضين لنفنى
وأنت -لنبقى كراماً على هذه الأرض- تَجمَعْ
يريدون أن يقتلوا كلَّ حلمٍ عظيمٍ لدينا وتبقى لأحلامنا أنت تسقي وتزرعْ
يشنّون حرباً وحرباً وحرباً علينا لكي يُركعونا
وتصرخُ كلّا وكلّا وكلّا فمن كان من حِميَرٍ ليس يركعْ
فتصغي لك الأرضُ
يصغي لك الشعبُ
نصغي إليكَ جميعاً ونسمعْ
لأنكَ يا عادلَ الكبرياءِ اليمانيِّ للحقِّ تحيا وبالحقِّ تصدعْ
كما كنتَ لازلتَ حراً شجاعاً وتبقى إلى أن نرى للصباحِ اليمانيِّ مطلعْ
جمعة مباركة
* الرسالة نشرها الكاتب همدان العليي على حسابه بعد أن وصلته للأستاذ عادل الأحمدي من شاعر في صنعاء.