قراءة في كتاب «بوتين سيد اللعبة» .. الإشكاليات المعقدة حول علاقات الروس مع الغرب
البلاد الآن – متابعات خاصة:
الكاتب هوالعقيد جاك بود Jacques Baud، خريج المعهد العالي للدراسات الدولية في جنيف، الخبير في الأسلحة الكيميائية والنووية، العميل السابق لأجهزة المخابرات السويسرية. المسؤول السابق بتوجيه المعلومات الاستخبارية للموظفين الخاصين لأخذ الرهائن التابعين للحكومة السويسرية. المصمم للمشاريع الإنسانية لمقرالأمم المتحدة في نيويورك ومركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية (GICHD) ونظام إدارة المعلومات بشأن الأعمال المتعلقة بالألغام (IMSMA). المنتشرة الآن في أكثر من 60 دولة.
والمساهم الرئيسي في تأسيس مفهوم الاستخبارات لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، والذي قاد أول مركز تحليل مشترك لبعثة الأمم المتحدة (JMAC) في السودان. كما شغل منصب رئيس قسم عقيدة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة في نيويورك ورئيس مكافحة انتشار الأسلحة الصغيرة في منظمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل.
مؤلف لحوالي عشرة كتب عن الترشيد العقلاني الستراتيجي في الحروب الغيرالمتكافئة، ومكافحة الإرهاب بالطرق العقلانية ضمنها كتابا له بعنوان: “دائرة المعارف المعلوماتية والإستخباراتية والخدمات العسكرية، ” الترشيد السياسي بالمعلومات والأخبار الكاذبة Govern by Fake News، .
كما ، أنه متخصص في دول أوروبا الشرقية ، ورئيس لما يسمى ب “عقيدة عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة. “: حيث انخرط في مفاوضات مع كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الروس بعد سقوط الاتحاد السوفياتي مباشرة وخبيرا و مخبرا داخل الناتو .
– شارك كمستشارفي برامج في أوكرانيا وعلى وجه الخصوص أثناء ثورة الميدان في عام 2014.
فماذا عن الكتاب؟
الكتاب يتمحورحول 50 تساؤل عن الإشكاليات المعقدة المتعلقة بعلاقات الروس مع الغرب منذ نهاية الحرب الباردة . يعالجها الكاتب بمصداقية وحرفية وشفافية، نورد بعضا منها على سبيل المثال:
هل أصبح بوتين سيد اللعبة ؟ (عنوان الكتاب)
-وهل أصبح بوتين سيد العالم؟:
يستهل الكاتب محادثة مع الصحفي الفرنسي المخضرم المشهور مدير قناة ” SUD RADIO، بالإجابة عن تساؤل الصحفي عن الأسباب الغير المعلنة حول هذه الحرب، فيجيبه الكاتب -بطريقة سقراطية”سائلا أياه بدوره: “أولا: ما هي خصوصيات هذا الصراع الروسي الأكراني الذي يجعله مميزا، بحيث يستدعي إستنفار الغرب بأكمله منذ إطلاق الروس للرصاصة الأولي على أكرانيا؟ جارا معه العالم كله إلى إحتمال إشعال حرب نووييه لا تبقي ولاتدر؟ثم يحترق العالم من أجل أوكرانيا؟حيث أضاف موضحا للصحفي ، مبتسما ولكن بلهجة ساخرة، حيث نعيش اليوم حربا جهنمية قذرة على اليمن-كأقدم حضارة عربية في الشرق الأوسط ولأعرق شعب في تاريخ المنطقة؟حيث يطحن فيها الغرب مع ” أصدقائه العرب الديموقراطيين جدا” شعبا مسالمافقيرا؟وما زلنا نعاين من نتائج حملات الناتو في العراق وليبيا وسوريا !فما هو الفرق ياتر؟-يتساءل الكاتب !
-ثم هل فعليا بوتين هو الذي بدأ الهجوم العسكري المفاجئ !علما بأن الأمريكيين كانواعلى علم بأنه لم يكن كذلك ، ولا يوجد أي دليل على ذلك سوى ما يبثه الإعلام العالمي (ثم يدلي الكاتب بالوثائق الموثقة –أوروبيا وأمريكيا- كيف تم التدليس في القضية، حيث تلقي زيلنسكي الأوامرمن بايدن بالهجوم على دونباس في شهر فيفريي من عام 2021 وتلى ذلك إستفزازات للإقليم المنفصل عن حكومة كييف بقتل المواطنين الروسيين فيها، ومع ذلك يرد بوتين الرد على تلك الإستفزازات التي صمت عنها الإعلام الغربي- التي لم تكن سوى استكمالا لخطة وضعها فريق أوباما في عام 2014. وما تلى ذلك من نقض غربي لإتفاقيتي: مينسك1 و2
وهل سعى بوتين إلى منع أوكرانيا من الارتباط بالمجموعة الأوروبية؟-( التي هي تاريخيا “مؤسسة أمريكية” بل مجرد ولاية لها منذ 1945)؟
– هل يسعى بوتين لإعادة تشكيل الاتحاد السوفياتي السابق على شكل صيغة ليبرالية جديدة مرنة معدلة لصالح بديلة للروس ولأوروبا، في مواجهة النيولبراية الإحتكارية الإستغلالية التي تقودها النخبة العولمية الأمريكية ؟
لماذا وعد الناتو غورباتشوف بعدم التوسع شرقًا بعد عام 1990؟ولماذا خالف الغرب إلتزامته مع الروس بطريقة هي أشبه بطرق مافيات شيكاغو ؟وماذا حدث بعد ذلك؟
– لماذا يستخدم الإعلام الغربي عبارات الاحتلال الروسي والغزوالروسي ولا يستعمل الإعلام الغربي عبارة ” العملية العسكرية الروسية”؟ ولا يتحدث عن ممهدات الحرب التي جرت ما بين 1990 حتى عام 2014 وفي عامي 2017 و 2021؟
ما هي المؤامرة التي قامت بها إدارة بايدن بتحريك الرئيس الأوكراني؟ والرمي بالأكرانيين والأوربيين في حروب ليست حربهم من أجل إنقاذ “الأوليغارشية العولمية؟
ولماذا قررزيلينسكي في اليوم الثاني للهجوم على التفاوض مع بوتين، ومنعته المجموعة الأوروبية مقررة -محل زيلينسكي- التعهد والإلتزام بإرسال الأسلحة. لكي يحارب بدلا عن “مجموعة بروكسيل” ولماذا؟.
لماذا كلما اشتدت وثيرة الحرب كلما تصلب زيلينسكي في مواقفه في حين يتصل سريا مع دول من أجل التفاوض؟
ولماذا تجرأ زيلينسكي على مطالبة مجلس الأمن الدولي بطرد روسيا من عضويته؟-وقد حدث الطرد فعليا-في حادثة غيرمسبوقة في تاريخ المنظمات الدولية، – ؟
الكتاب حافل بإجابات حول تعقيدات (الجيو-سياسية) الغربية والدولية الحالية، إستنادا إلى ملفات أجهزة المخابرات والتقاريرالرسمية الأوروبية والأمريكية، يستعرض فيها الكاتب هكذا توالي أحداث التاريخ الحديث لروسيا منذ الحرب الباردة التي أدت إلى الحرب الحالية مع أوكرانيا . كما يبين الكاتب الأخطاء الغربية القاتلة في شأن التعامل مع الملفات الدولية، فيحلل عبرها الخلافات المختلفة بين الغرب وروسيا كما يحلل” أنثروبولوجيا” المقاربات السياسية الغربية “اللاعقلانية” للأزمات الدولية: (حيث”ينتقي”الغرب مسبقا دائما الدول المارقة -أوالفاشلة- حسب تعبيرأوباما-التي يستلزم ضربها، ثم يبحث عن مسوغات ملفقة لتبرير الضربة)
– يلقي الكتاب الضوء على الدورالذي يلعبه بوتين اليوم على الساحة الدولية. مما يسهل على القراء المهتمين والباحثين المتخصصين في الجيو-سياسة، فهم الأوراق الخفية وراء إتخاذ قرارت السلم والحرب، من أجل الوصول إلى الفهم المتوازن لأهم الأحداث السياسية التي سكت عنها الإعلام الغربي، والتي زيفها وضلل في معظمها وفبرك الكثير منها . (وبالمناسبة لم يسردالكاتب أية وثيقة روسية، أو إعتمد على مرجع وثائقي روسي لكي لا يتهم بالعمالة لبوتين)
– يشرح “جاك بود”، كيف نجح الرئيس الروسي في طرد الأوروبيين من حيز حواراته مع الغرب، وقزمهم إلى حجمهم الطبيعي كمجرد وكلاء ووسطاء لدي واشنطن ، فيقررإجراء حوارات مباشرة مع الولايات المتحدة. بدل الوسطاء الأوروبيين.
-شرح الكاتب -بأدلة موثقة -مدى عقم وغباء العقوبات الإقتصادية الغربية على موسكو التي ستُرَكًعُ الغربَ نفسه في النهاية. وفسر كيف سيزداد شبح الاعتماد الأوربي على روسيا للغاز الطبيعي، وهي مكرهة على ذلك ، وخاصة فيما إذا لم يتمكن الأوروبيون من إيجاد بدائل سريعة قبل قدوم شتاء العام المقبل.
وبالنسبة للصين شرح الكاتب كيف دفعت العقوبات المفروضة على روسيا إلى المسارعة في تفعيل مشروع “العالم الجديد” الذي أصل له أليكساندر دوغان Alexandre Douguine المربي الروحي لبوتين والمستلهم له في سياساته الخارجية. كرؤية (فلسفية ، وسوسيو-ثقافية) جديدة للعالم الجديد الذي ستقتل “الدولارالإله” (وفصل في هذا الجانب بالوثائق الموثقة)
– شرح الكاتب، لا جدوى الهسترة الأمريكية القائمة حاليا سواء من خلال التهريج بالمزيد للعقوبات الإقتصادية أو أوالتلويح بتدميرموسكوبالنووي، وهي فكرة مثيرة لضحك الكاتب لخبرته الميدانية داخل الناتو لحوالي 30سنة لمعرفته بدهاليزوكواليس المنظمة.
شرح الكاتب، عبثية مهاجمة الغرببين لسياسات بوتين الداخلية وتشجيع المعارضين السياسيين، والتركيزعلى ” ضمان”حقوق المثليين والمتحولين جنسيا”– الجانب الأهم والأعز لدي النيولبراليين-الذين هم الطابور الغربي الفاعل وحضان طروادة الغربي داخل” الدول المارقة “(وهي غالبا الدول الشرقية التي لا تتقاسم بالضرورة بعض القيم الغربية الصادمة للأعراف الروحية ، والأخلاقيات التي تتنافي مع بعض القيم التي يريد الغرب دائما فرضها بقوة السلاح والتدمير. حيث ساهم الغرب-من هذه الناحية-بغباء في إحياء القومية والروحية الروسية لصالح بوتين إلى حد كبير.
– وضح الكاتب عقم وسائل الإعلام التي تتلاعب بالحقائق للترويج للأخبارالمزيفة، حيث يستمد بوتين قوته من أكاذيب الغرب التاريخية المتكررة منذ القرن التاسع عشر. مما يعقد الحياة الآمنة على هذا الكوكب منذ عبثية الحرب الكبرى الأولى. حيث يرفض الغرب دوما التمسك بالحقائق الميدانية على الأرض، المبنية على ملفات أجهزة المخابرات والتقارير الرسمية الموثقة مما يضطر غالبية ساسة الغرب على ممارسة سياساتهم العنيفة الفانتازمية “المشخصنة”
التعليق على الكتاب:
يمكننا أن نستخلص من هذا الكتاب وضوح الحدث الأوكراني، من وجهة نظرخبيرميداني كعميل مخابراتي دولي ومستشارجيوسياسي سابق للناتو: إذ يبدو أن الغرب خلق وضعًا دوليا (جيو-سياسيا) غيرمتكافئ لكنه يعمل لصالح روسيا ، ويعززقوتها الجيوسياسية والاقتصادية أيضًا في العالم. لأن روسيا من دول مجموعة العشرين الوحيدة التي لديها أدنى نسبة دين إلى الناتج المحلي الإجمالي.
– ومن حيث الرؤية الغربية لروسيا اليوم، فقد ظل تصورالغرب للروس محبوسا ورهينة للبروباغاندا الغربية لعقود، تلك البروباغاندا -كون الروس شريرين- التي تجذرت أساسا في الحرب الباردة . -حيث أن الكثير من المحللين الأوروبين-وخاصة الأمريكيين-ما يزالون يعالجون الإشكالية الروسية بعقلية التصورالأمريكي الذي كان يدود عن” العالم الحر”للقضاء على الشيوعيين أعداء الله والبشرية. ومنه يسلط المؤلف الضوء على وجهة النظرالتدليسية والمخادعة لدي الغربيين فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان من خلال التسامح مع “أصدقائنا ولوكانوا ديكتاتوريين”، واستخدامهم كسلاح ضد “أعدائنا”. و يعني بذلك: التآلف الغربي الحميمي الذي تتقاطع فيه مصالح الدول الغربية “المتعلمنة -الحداثية-الديموقراطية”مع مصالح دول عربية، تنَظًرللسلفيات المتطرفة- المفرخة” للتطرف الإسلامي في مدارسها وجامعاتها
ومن ناحيتنا نحن كعرب ومسلمين: لماذا عمد زيلينسكي في غير مناسبة إلى التأكيد على معاني الدلالات “السيمانتيكية” ليهودية الدولة الأكرانية، بل أنه شبهها ب” إسرائيل الكبري”، وشبه ما يجري في الساحة الأكرانية ب” الهولوكوست ” الروسي. !!!أمن أجل إستدرارعطف العالم الغربي الذي يعاني م ” العقدة اليهودية”؟ أم من أجل إبتزاز يهود العالم -ماديا ومعنويا- ؟ أم من أجل إستجلاب رؤوس الأموال المصرفية الخزرية وخاصة بنك روتشيلد الذي طرده بوتين من روسيا؟ أم أنه يستدير على الكيان العبري لينتقم من بينيت الذي لم ” يسوق له” كثيرا ؟ أم أنه يذكرنا -تاريخيا- بأن في ثلاثينات القرن الماضي أثرت الولايات المتحدة بسبب الحرب العالمية الأولي عندما قام أثرياء اليهود الأوربيين بتهريب الأموال الطائلة إلى أمريكا مما خلق لنا ما يسمى ب”Paxe Americana حيث أضحت الولايات المتحدة تمتلك حوالي 60% من رصيد العالم كله ؟أما أن وراء الأكمة ما وراءها وما خفي أعظم؟
المهم ، فعلى ضوء معلومات هذا الكتاب الكثيرة الغنية الموثقة بشأن هذه ” الأزمة الأوكرانية”التي يبدوأنها مُختلقة أمريكيا من ألفها إلى يائها ، لنصل عن طريق إيجاد توليفة نهائية ما بين الطروحات ونقيضها أن: “الغرب يستغل أوكرانيا في مواجهة بوتين”-مهما كلف ذلك من الأثمان: تدميرموسكو بالقنابل، أوتدميرروسيا من الداخل عبر”ثوارت ملونة داخلية” أوأغتيال بوتين. (لأن الغرب لم يعرف منهج الحوارطيلة وجوده).
كما نستخلص أيضا من الكتاب ، أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي ، أوتي به من قعر” الثلاجة المغلقة” -التي شرحتها جيدا في كتابي “ربيع المغفلين” والذي يتم الإشادة به–”كمفيد غبي” بدون سبب حقيقي، سوى أنه “بطل قومي أكراني”و”يهودي مضطهد” مقاوم للهولوكست الروسي”الذي سيجتاح كل أوروبا ، بل ويبدو في المشهد السياسي العالمي ك”سيد الكون”، يعطي الأوامر-عبر”السكايب”-لمجالس البرلمانات الأوروربية والكونغرس الأمريكي وحتى مجلس الأمن الدولي. وكأنه يقول لنظرائه في الأراضي المحتلة: ” تعلموا من يامغفلين فأنتم ضعفاء وحمائم مع الفلسطيننن”
وللتذكير فإن الكاتب يعرف زيلينسكي جيدا يوم أن كان مجرد ممثل فاشل يسعى نحو النجومية فأعطته إياها وشنطن، فقدت تم إرسال مؤلف هذا الكتاب: جاك بود إلى أوكرانيا في عام 2014 ، في مشروعها للانضمام إلى الناتو. وعاش كل حيثيات النزاع” الروسي/ الاكراني” منذ البداية، بحيث إنه ينظر- في كتابه – إلى الوراء بأمانة وبصيرة مدققا في الخطوات التي أدت تدريجياً إلى صراع عانى منه الشعب الأوكراني عندما كان من الممكن تجنبه في مناسبات عديدة.
لقد قدم لنا “جاك بود” في كتابه تحليلًا دقيقًا وعميقا للاستراتيجية العسكرية التي اتبعها فلاديمير بوتين منذ دخوله معترك السياسة. ومنذ أن دخل الجيش الروسي في أوكرانيا ليهزم العناصر التي تكررها جوقة وسائل الإعلام التي أعمتها الدعاية الغربية، التي تبذرفسلات الحروب الهمجية وتقتل الضحايا بإسم ” نشر الحريات وجلب الديموقراطيات. ” حيث يشرح لنا جاك بود بطريقة موضوعية باردة ونزيهة، مصالح كل طرف أوروبي في اللعبة المزدوجة التي اقترضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ، التي تتلاعب بأوكرانيا وشعبها من خلال وعود كاذبة وأماني لن تحصل عليها أبدا من الغرب الذي ما تبث تاريخيا أنه أنجز وعدا قطعه على نفسه..
كل ما نعلمه اليوم في الغرب، أن الرغبة الأكيدة للبيت الأبيض في مقاتلة الروس حتى آخرفرد أوكراني، وأوروبي. لذلك لم يتبق أمام الشعوب الغربية من خيارات سوى:
1- سياسة التخلص من السكان عبرالجائحات المفبركة ولقاحات “بيل غيت”
2- مسارعة الحكومات الغربية لإقامة أنظمة شمولية سياسية تحول المجتمع الأوروبي إلى معسكر إعتقال رقمي.
3- .. الانهيار الاقتصادي والنقدي المستقبلي الغربي ونهاية الدولار، بسبب سياسة طباعة النقود التي تم تطبيقها على مدى السنوات العشر الماضية
4- أزمة طاقة ناجمة عن سياسة العقوبات الانتحارية ضد روسيا والصين وإيران وكوبا وفانزويلا والتي ستؤدي إلى تسريع وتعميق النهاية الأكيدة لهيمنة الحضارة الغربية.
5- الهجرات المستقبلية غيرالمنضبطة من الدول المتضررة في الدول الفقيرة التي تعاني من الجوع والبطالة. (هذه الظاهرة الغالية التي تفرح كلا من ” جورج سوروس”ورفيقيه “بيل غيت، و” كلاوس شواب ” Klaus Schwab,، مؤسس منتدى دافوس: صاحب مشروع “إعادة الهيكلة العظيمة الكونية؟” بعد نهاية الكوفيد19 ، الذي قال للشعوب في عام 2020: “. لن تمتلكوا شيئًا، ولا حتى حقوقكم الأبوية لأطفالكم ، وستكونون سعداء بذلك”- فتأملوا وفكروا !! (وبالمناسبة فقد طرد”مالك العالم “كلاوس هذا، بوتين من منتداه الدولي الاقتصادي)
6- الإحتمال القوي لحدوث اضطرابات مدنية خطيرة في الغرب: أعمال شغب، ولصوصية واسعة النطاق
7- نشوب حروب إقليمية أوروبية وخارج أوروبا كانت مهيئة مسبقا ولكنها كانت ثاوية تحت الرماد
وفي النهاية:
فإن الإعلام الغربي الذي يفبرك الأخباركل دقيقة، ويشيع بين البشربأن بوتين قد إنتهي، وأ، عهده ولى، لنلاحظ أن زيلينسكي يائس إذ يخطط لمستقبله بعد خروجه من المشهد السياسي الفاشل الذي أقحم فيه ، ليجني ثمرات تمثيلياته ” الهوليودية” على هيئة كسب الملايين من الدولارات حيث يتفاوض في الأيام الأخيرة مع Netflix (الشركة الأمريكية العولمية المتعددة الجنسيات المتخصصة في توزيع واستغلال الأعمال السينمائية والتلفزيوني زيلنسكي محبط ، وبايدن يائس، والمجموعة الأووربية تتخبط !(حتى أنه تم أخيرا المناداة على” المنقد أوباما” في مشهد مخزي لبايدن الذي أذله أوباما وظهرالفريق الديموقراطي وكأنه في جنازة ينعى بايدن الذي مرغ سمعة الحزب في التراب والباقي سيأتي)
نعم. لقد وصل العالم بقيادة هذا الغرب لقرون إلى المرحلة التي يستطيع فيها الكذابون الاعتراف بأنهم يكذبون دون التشكيك في أكاذيبهم. إنه تتويج لعقود من “تأهيل”السياسيين الذين يفضلون الإيمان بكذبة مَرَضِية على الإيمان بحقيقة غير سارة.
وإنه لمن دواعي الأسى، أن تظل شعوب مدجنة لا تعترف بأنها مستنعجة ، ولا ترى أنه يحكمها المنحرفون والفاسدون وغيرالأكفاء، وأنها لا تفعل شيئًا للتخلص منهم. وبالتالي فإن الشعوب المغلوبة على أمرها تعوض عدم قدرتها على التفكيرالنقدي الصارم وعدم إستطاعتها منافحة الظالمين، بأن تستمرفي وضع مصائرها كقرابين بين أيدي هؤلاء القادة غيرالمستحقين المستبدين.
د. الطيب بيتي