تحرير دمشق والضربات الأمريكية هل تُبدد أم تُعبّد الطريق إلى صنعاء

مالم يوحي الينا بأن هناك مصداقية تجاه تحرير صنعاء هو تلك الموانع السياسية والدولية التي تمنع الجيش اليمني عن التحرك والزحف تجاه عاصمة الجمهورية اليمنية وأمل الجادين وغيابنا عن الأرض.
هل كان للضربات الأمريكية ضرورة لو سُمح أو تحركت المؤسسة العسكرية والجيش نحو هدفها المنشود منذ عقدٍ من الزمن ؟
لا نشك بأن هذه الضربات قد تحقق أهداف إن صدقت تجاه نفسها .
لكنها أهداف مختزلة في مصالح أمريكية وشرعنة جديدة للحوثيين سندركها قريباً إن تم إتفاق أمريكي إيراني وتوقفت تلك الضربات ..
لا نستعجل أو نركن كثيراً ولا نبتئيس فريما إرادة الله أن يأكل الراعي لحم كلابه إن جاع .
ولا نرفع سقف توقعاتنا بعدوٍ يغزو أرض إخواننا أن يأتي ليحررنا أو ينصرنا.
فما كنا نأمله هو أن نرى جموع الجيش اليمني مسانداً للقبائل والشعب متجهاً نحو إستعادة الجمهورية ومؤسسات الدولة.
الشعب اليوم من الداخل يغلي وحتماً كان سيثور على تلك العصابة البغيضة لو كان هناك جيشٌ يسانده وحكومة حاضرة وحامية .
فلا يحتاج إلى كثير من المواجهة إذا تحركنا اشعلنا جذوة الإنتفاضة وطردت العصابة الحوثية قبل وصولنا وأعدكم بذلك لكن من يؤجج روح التحرير.
فكلما تأججت روح النضال والإنتفاضة ضد الكهنوت ظهرت أسبابٌ بقصدٍ أو دون قصد تخدم تلك العصابة في صنعاء وتخمد الروح الحماسية.
على سبيل المثال وقبل آخرها.
سقط النظام البائد السوري ونصر الله المقاومة والجيش وحكومة الإنقاذ السورية المتواجدة على الأرض وولى بشار هارباً وبعض زبانيته في قفص الإعتقال ينتظرون محاكمة منصفة وعادلة .
فأصبح ذلك النصر جذوة تتأجج في قلب كل يمني غيور على وطنه وأرضه عانى كغيره من اليمنيين قهر وظلم وظلام الإنقلابيين الحوثيين .
ويوم أن تأججت تلك الروح في الداخل قبل الخارج ووسط العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين .
وأخاف الكهنوت داخل أجرف مران
ولم يبقى سوى تحركنا وحضورنا على أرض المعركة بكل سهولة وترحيب شعبٍ مغلوب ينتظر النصر .
عمد الحوثي وعبر حساباته وأذرعه المهندسين والمندسين معنا إلى فتح ملفات فساد كانت متراكمة منذ سنوات في سجل بعض جيوب الحكومة اليمنية والمؤسسات الدوبلوماسية والنفطية وغيرها له اليد الطولى فيها شغلتنا عن الهدف الأسمى و صرف النظر وأثلج الحماس الشعبي المتاجج وتحول الغيض والنقد الشعبي حينها صوب شرعيتنا المبجلة .
فلم يعد الشعب أغلبه يركن إلينا ولا يطمع كثيراً في الإنتفاضة في وجه عصابة وقد غابت النزاهة والمثالية بل والمصداقية فينا كدولة.
فماتت حماسة الشعب ووقوف الأشقاء وثقتهم بنا وماتت معها معركة التحرير والخلاص في المهد ولا عزاء فنحن السبب .
وهذا يؤكد أن لوبي الفساد مغروس ومتروك له الحبل على الغارب في نطاق شرعيتنا ولا يتم الإستفادة منه إلا في مثل تلك المواطن ويتم تحريكه عندما يكون دليلاً للمواطن أن هذه حكومة الشرعية التي أمامك فلا تأمل في قدومها
ودليلاً للأشقاء والحلفاء أن تلكم الرجال الذين تعولون عليهم في تحالفكم .
وسبيلاً لكل ناقد وناقم ومنتقص لطرق باب النقد ومن يستطيع أن يقول لك لا فالدليل أمامك ومدد يا ناقد وتبحبح ..
عموما .. غاب الحماس وطفأت نار الإنتفاضة وعلى غرارها اختفى ملف الفساد رغم التزام أجهزة الدولة ومؤسساتها بالتحقيق والمحاسبة . ولكنه أصبح كما لم يكن
حتماً سيظهر يوما ما . لا لخدمة اليمن بل لخدمة عصابات النهب والتسلط الغير قانوني .
اليوم الأخير أتى ليؤكد أن اليمن وشعبها أصبح وسيلة لخدمة كل عدو وما يقوم به العدو يخدم مصالحة ومشاريعة واطماعه لا من أجل تحريره.
الضربات الأمريكية اليوم تقف في تحليلي ما بين الإنفاذ والإنقاذ.
فإما إنفاذ مطالب الشعب والحكومة اليمنية والمجتمع الدولي المنصف في القضاء على عصابة التهديد الامني للعالم أجمع أو إنقاذه من تلك النهاية ورفع مستوى الإعتراف الدولي به أكثر وإذابة مكانتنا وشرعيتنا شيئاً فشيئا.
فبعد إعلان البنتاغون والبيت الأبيض ومتحدث الخارجية الأمريكية أنها ضربات من أجل الحد (الحد) من قدرات الحوثي ومنعه من الوصول إلى البحر الأحمر والسفن الأمريكية والحليفة لها إلا أننا لم نعر لتلك التصريحات بالاً كحكومة وقيادة يمنية ولم نجرأ على استدعاء السفير الامريكي مثلاً ووضع خطة إستراتيجية تخدم اليمن وتضمن حماية الممرات حسب الاتفاقيات الدولية لا الإباحة السيادية والتجاوزات العسكرية وتحويلها من الحد من قدراته إلى القضاء عليه وعلى كل قدراته العدائية للشعب اليمني والعالم وتكون شركاء استراتيجياً ننفذ أهدافنا ذات المصلحة الوطنية العليا…
ماعلينا ونحن تحت البند السابع حسب أعذار بعض الشطار.
لماذا لا يسمح لنا المشاركة العسكرية وعبر التقدم العسكري على الأرض وبمساندة جوية ولوجستية أمريكية ونكون نحن من صنع النصر بإذن الله ومن منطق المسؤولية أمام الله ثم الشعب المغلوب ؟
أم أننا سنظل كالأطرش في الزفة ولا شعبٌ لنا فيها ولا وطن
للمرة الأخيرة ومن منطلق المسؤولية والأمانة التي نراها تلزمنا أمام ربنا ومسؤولياتنا ووطننا وشعب اليمن الصابر والبطل .وأعدنا الثقة بنا من قبل الشعب اليمني أولا ثم العالم والحلفاء؟
فهل نستطيع فعل ذلك ونثبت أننا أوادم يا سادة؟
مالم تكن هناك مشاركة وتحرك عسكري موازي للجيش اليمني ومن جميع الجهات المفترضة فإن نهاية الضربات الأمريكية ستفضي إلى التالي :
القضاء على بعض الأهداف الإستراتيجية الأمريكية فقط
إبرام اتفاق أمريكي إيراني يلزم اذنابهم في صنعاء إلى الجلوس للتفاوض ومحادثات يمنية يمنية تحت مظلة الصرطنة واشراف المحثوث الأممي وإطالة فترة القضية اليمنية التي يعمل الحوثي منذ انقلابه على اطالتها كونها تخدمه فهو على الأرض ونحن مافي داعي نحكي للعالم وين نحن وبقائه يخدمهم أكثر من زواله .
كما أنها ستميت التشنج والإحتقان الشعبي ضد الكهنوت الحوثي وتعيد الشعب إلى مربع القبول بالواقع فلا حياة لحكومة آماتها دثار السبات وتخللها الفساد .
معشر القادة …
جمعنا الله وإياكم على كلمة واحدة و في صفٍ واحد على الحق وألهمنا الحكمة والصواب والرشد…
وحفظ اليمن وشعبها حرةّ أبية
ولا بارك الله لمن يسعى إلى مصالحه الشخصية على حساب مصلحة الوطن والمواطن ويستغل بذلك مكانته والمسؤولية ويخون وطنه وشعبه وحلفاء مدوا إليه يد العون وشاركوه معركته المصيرية بالدم والمال والمواقف الدولية .
ياسر الصيوعي
مستشار وزارة السياحة