وطنٌ بين الطلقات !
![](https://i0.wp.com/albiladn.net/wp-content/uploads/2024/11/images-2024-11-01T140324.031.jpeg?resize=400%2C400&ssl=1)
سام الغُباري
يقف اليمن في مواجهة قدره، مُعلقًا بين ضفتين: إما أن يكون وطنًا حرًا، أو أن يبقى رهنًا ليد عابثة، تمزّق أوصاله، تسرق صوته، وتقتات على جثث أبنائه. على امتداد أراضيه، تتغلغل عصابة عنصرية سوداء، كأنها شقوق زلزال ابتلع الحياة، تفكك الدولة حجراً بعد حجر، تسوق البشر إلى حتفهم، وتحفر بأظافرها طريقًا لنارٍ تلتهم كل شيء.
في المدن المحتلة تحت قبضتها، يسير الفقر عاريًا، تسكن الدموع عيون الأطفال، وتتسلل الكوابيس إلى أسرّة الأمهات. لا شيء هناك سوى أنقاض تحلم بيدٍ تعيد ترتيبها، وأرواح تنتظر لحظة تنشق فيها هواءً غير معجون بالخوف. لا فرق بين قذيفة تمزق الجدران، ورصاصة تسكن الرؤوس، ويدٍ تمتد إلى لقمة العيش فتنتزعها، لتترك الأفواه خاوية، والبطون تُقرع كطبول الجوع.
ما يجري في الوطن اليماني المكلوم صراع بين سلاح وسلاح، وأبلغ من ذلك أنه وطن يختنق تحت ركام الخراب، بسبب مشروع غريب يحاول شطب ملامحه، محو ذاكرته، وكسر قامته.
هي معركةٌ بين يمن يعرف تاريخه، وكيانٍ دخيل يحاول إعادة كتابته بحبر الطائفية والدم.
إنها ليست لحظةٍ عابرة، ولا لحظةٌ يختبر فيها التاريخُ صلابته، وإنما اختبار صعب لصدق الرجالُ في انتمائهم، ويختبر فيها العالم إن كان سيترك هذا البلد يسقط، أم سيمد إليه يدًا تنتشله.
ما عاد هناك متسعٌ للتردد، ولا وقتٌ للمساومات. على الجميع الإصطفاف كالبنيان، وأن يتجاوزوا كل الحسابات العابرة، ويتجهوا نحو هدف أوحد شعاره، اقتلاع اليد الخوثية العنصرية التي امتدت إلى هذا الوطن، ودفن هذا الكابوس السرطاني في الأرض التي حاول ابتلاعها. كل دقيقةٍ تمر، تفقد اليمن نبضة من نبضه، فإن لم ينهض أبناؤه الآن، فقد لا يجدونه غدًا.
.. فهل من مُدّكِر
صف_واحد_لطرد_الحوثي