مقالات رأي

مع الرئيس في حديثه لصحيفة عكاظ

كلام الملوك ملوك الكلام كما يُقال: وحديث فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي واضح فيما يتعلق بمسار المرحلة القادمة، وفيما يتعلق بالدور الإقليمي والدولي أيضا، إلى جانب الدور اليمني تجاه مليشيات الحوثي الإرهابية وحروبها العبثية التي “أودت بحياة أكثر من نصف مليون يمني، وقذفت بأكثر من 20 مليون آخرين إلى دائرة الجوع، كما شرّدت مئات الآلاف أيضاً عبر الأقطار والقارات، وأكثر من أربعة ملايين نازح إلى مخيمات داخلية في ظروف بالغة القسوة، وسحقت كافة سبل العيش الكريم”. وأنه لولا تعاون المملكة العربية السعودية وجهودها الإنسانية الكبيرة لما استطاعت الحكومة صرف رواتب موظفي الدولة، كما أوضح فخامته.

يشير رئيس مجلس القيادة الرئاسي ضمنًا إلى أن الخطر لم يعد يمنيا فقط من قبل هذه الجماعة؛ بل تعداه حتى أصبح دوليا، وبالتالي فالدور أيضا دولي إقليمي.

ثمة جزئية مهمة أيضا أشار إليها الرئيس في سياق حديثه عن إشراك جميع اليمنيين في الحكم، ولكن الشراكة العاقلة في إطار الدستور والقانون، الشراكة التي يتساوى فيها الجميع، دون التفريط بسيادة الدولة، هذه الجزئية هي “عدم القبول بأي جماعة مسلحة، تنازع الدولة سلطاتها الحصرية، ولا تعترف بالقوانين الوطنية والمواثيق الدولية”. ولنضع خطا عريضا تحت الجملة الأخيرة.

وهذه رسالة طمأنة للمجتمع اليمني أنّ أيَّ اتفاقٍ مع الحوثيين لن يكون شيكا على بياض كما يُقال، ولن يُعطى الحوثيون هذه المرة فوق ما يستحقون، كما كان في السابق، مع أن التنازلات التي قُدمت من قبل الحكومة والشرعية بشكل عام هي تنازلات من أجل الشعب اليمني، لا من أجل جماعة ما بعينها، من أجل جميع اليمنيين، بمن فيهم اليمنيون الواقعون تحت سيطرة مليشيات الحوثي، باعتبارهم مسؤولية القيادة، ومسؤولية الدولة.

فيما يتعلق بقضية التباينات الداخلية في إطار مجلس القيادة الرئاسي الذي تشكل في السابع من أبريل 2022م، بموجب إعلان نقل السلطة، وبمساعٍ حميدة من الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، بعث الرئيس العليمي رسالة طمأنة للشعب، مفادها تجاوز كثير من العقبات التي كانت ماثلة في السابق، والانتقال إلى منصات موحدة على أكثر من صعيد، منها “إقرار مجلس القيادة الرئاسي إستراتيجيته للمرحلة القادمة على المسارات السياسية، والاقتصادية والعسكرية، في خطوة لم تكن لتتحقق لولا التزام أعضاء المجلس ومكوناته، بنهج الشراكة والمسؤولية الجماعية تجاه التحديات المتشابكة”.
هذا إلى جانب: “تشكيل هيئة للعمليات المشتركة التي عكست التزام كافة المكونات بوحدة الصف، وإقرار مبدأ وحدة الجبهات في التعامل مع أي تصعيد محتمل من جانب المليشيات”.

ولم يكتفِ بالعمل على تكامل مسرح عمليات القوات المسلحة والأمن وكافة التشكيلات العسكرية؛ الذي شمل مشروع دمج الأجهزة الاستخبارية في جهاز مركزي لأمن الدولة وإنشاء جهاز لمكافحة الإرهاب، بل والعمل على تحسين كفاءة المؤسسات، وحوكمتها وإخضاعها للأجهزة الرقابية.

والحقيقة ما كان لهذه الإنجازات أن تتحقق لولا جهوده، وحكمته، وعمله الدؤوب ليل نهار على ذلك.
جزئية مهمة أخرى في إطار الاهتمامات الشخصية لفخامته، لطالما تحدث عنها من سابق، ولطالما خصص لها نسبة كبيرة من اهتماماته، فيما يتعلق بحضرموت وتحقيق كل المطالب الحقوقية لأبناء حضرموت، مؤكدا أن كل المساعي التي تحول دون إنجازها من قبل البعض ستفشل، وأن الرهان الأول على أبناء حضرموت أنفسهم، بما تحمله قيادات حضرموت من حكمة ورزانة في التعاطي مع القضايا الكبرى.

على أية حال.. ننتظر أن تتجاوز الحكومة تعثراتها التي وقعت فيها من اللحظات الأولى، وأن تستفيد من دعم مجلس القيادة الرئاسي لها، وكذا من دعم الأشقاء والمجتمع الدولي الذين يثقون كثيرا في رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ولعل العام الجديد 2025م هو المختبر الحقيقي للحكومة بما تقدمه من جديد للمواطن اليمني المنهك.
د. ثابت الأحمدي

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى