خذوها من الأخير لا إستعادة لصنعاء أو تحرير مالم نعد إلى أرض الوطن ونعلن النفير
ياسر الصيوعي
من المفارقات العجيبة التي نعيشها اليوم أننا نتغنى بالنصر على المواقع ونحن بعيدون عن معايشة الواقع .
ومن الحماقة أن نترك جيشنا وشعبنا وجنودنا البواسل في مواجهة الصلف الرافضي الإنقلابي ونحن نتابع تلك المواجهة ونعلن ونشجب ونلتقي ونعزي ونقرر وووو عن بعد .
هل نتوقع أن يحصل نصرٌ ونحن نتمناه دون إرادة وفعل .
وهل كان الوهم يوماً مسافةً تقربنا من الهدف ؟
وكيف لنا أن نعيش ونصلح الواقع المرير الذي يعيشه أبناء شعبنا في أصقاع اليمن عامة ونحن نعيش حياة الترف والعافية .
كيف سنشعر بقطع الطرقات وعناء تنقل مواطنينا بين المدن ونحن نحجز عبر النت ونطير في السماء من بلدٍ إلى بلد دون عناء.
وإن كان هناك من عناء فهي مسافة الطريق في سيارة فارهه من لوبي الهوتيل إلى صالة المطار وصعود سلم الطائرة دون لفت ( اسنصير ) كما اعتدناه في فندق خمسة نجوم ننعم بالبوفيات والمطاعم المفتوحة التي نصلها من جناحنا عبر زرة لفت وبطاقة خاصة بنا لا يستطيع الوصول إلينا من لم يستقبله أحد مرافقينا .
كيف أن نشعر بعناء شبابنا وغياب متعتهم عن ممارسة نشاطهم وهوايتهم الرياضية وغيرها ونحن نعيش متعة ممارسة الرياضة والقولف والسباحة في فناء فنادقنا الفارهه وشاليهات فللنا في الخارج .
الكهرباء لم نفكر يوماً أن تنقطع فضلاً أنها قد قطعت عنا . والتعليم لم يصعب علينا أن يلتحق أبناؤنا بافضل الجامعات والكليات في العالم .
العلاج والصحة في متناول قدراتنا بقدرة الله وفضله علينا .
وما بين لحظة وأخرى قد نلتقي بمسؤول أو نتواصل بشخصٍ إذا ما تكفلت وسائل الإعلام والأنباء بالقيام بما يجب علينا بدلاً عنا .
فكيف سنشعر بالمسؤولية أمام جوع وسوء معيشة وغلا الاسعار وفارق الصرف الذي يعيشه مواطن موظف وعاطل في الداخل اليمني ونحن نعيش الرفاء في الخارج .
نصرف بالدولار وهم يتقاضون باليمني أجر المعلم الشهري لا يتجاوز ستين ريال سعودي والموظف من الدرجة الثالثة أقل من مئة وخمسين ريال هذا إن تفضلنا عليه وتسلمه نهاية كل شهر أو شهرين .
للعلم أن حفائض طفلٌ من أطفالنا في الخارج كل شهر قد تصل إلى مئتين دولار إن اقللنا له الحليب والمكملات الغذائية !
صراعنا في الخارج كقادة وصفوة سياسية هو حول تقاسم الحصص والتعيينات والمخصصات والصلاحيات الممنوحة لنا برضى الشعب الذي اجهدنا أنفسنا على رضاهم ودستور البلاد الذي طالما حضي بالسير على ضوابطه وقوانينه نقطة نقطة دون تفريط ..
اليوم نقود الشعب والمعركة والحوار من خارج البلاد والجند الذي يمتاز برواتب ومكافاؤات عظيمة والمعلم الذي وجد التكريم في عهدنا وحقبتنا التاريخية المثيرة والمتميزة وووو
كل هؤلاء في ميدان المعركة ونحن من يديرهم ويدر عليهم بوافر الحوافز التي أحرمنا أنفسنا وأولادنا عنها تقشفاً وزهدا.
وعند التحرير وإستعادة العاصمة والجمهورية إن كتب الله لنا ذلك كمعجزة كونية قضاها الله .
نفكر أن نعود إلى مناصبنا المعروفة اليوم كقيادة شرعية والظهور بمظهر أبطال المعركة وفرسان الزمن …
اقولها لي ولكم من الأخير:
الحقيقة المرة التي نتحاشا أن نسمعها أو أن تلج بها مسامعنا ومجالسنا هي السؤال المرير والمنغص لراحتنا : متى نعود كقيادة إلى أرض الوطن ؟
وما لم نعد يجب ألا نمني أنفسنا وشعبنا بنصرٍ زائف ووهمٍ مخزي .
نملك السيطرة على بقعة ومساحة تقدر بثلاثة أرباع مساحة اليمن كما نعلم ونعلن ومع ذلك لم نجد لنا موطن قدم راسخ ندير معركتنا ومصير وطننا من عليها !
ما المانع؟
أتخيل ولو أنه غير وارد في تفكيرنا وثقافتنا اليوم لكن دعوا الخيال يأخذ ما أخذ وكأن هناك نوايا صادقة نحو الخلاص لا التكسب الخاص…
لو أن هناك من الثمانية من يستقر في أرض الوطن ويستعد بالعدة والعتاد الممكن لا المستحيل ويأخذ من صحراء العبر أو سيؤون أو غيرها مقراً ويلبس البدلة العسكرية وينادي إلى الاصطفاف حوله والنفير نحو التحرير .
هل تتوقعون أن يبقى مواطنٌ لا ينضم إليه.
أقسم ولست حانثاً إن رأينا أحدنا بتلك الصرامة والصراحة والإنتفاضة من الوهن أن يلتف حوله أغلبُ أبناء الشعب بجميع مكوناتهم وصفاتهم ومناطقهم وحتى من يقبعون تحت سيطرة الحوثي لما عانوه من الشدة والمحن … لكن أين القائد ؟
اعتذر فخامة الرئيس وسيادة أعضاء المجلس أجمع.
لكن هي الحقيقة المرة التي يجب أن نسمعها اليوم ويعلمها الشعب من قبل اليوم