قيفة .. الشرارة نحو إستعادة الجمهورية
بقلم ياسر الصيوعي
مستشار وزارة السياحة
مالم يتكلم عنه الكثير هو ما أغفلته كبرياء وجحود المعنيين بمواقف وتاريخ البيضاء الناصع وتضحياتها في جميع المواقع نحو إسقاط الإمامة وصناعة الجمهورية ودفاعها عنها حتى استقام لها الأمر وظلت و لا زالت في صدارة المحافظات اليمنية ضد التآمر والإنقلاب على الجمهورية اليمنية والمحاولة البائسة نحو إستعادة حكم الإمامة والملكية .
رجال البيضاء أول من أسقط الملكية وفي مقدمة من دافع عن الجمهورية وقاد فك حصار السبعين والتاريخ ورجاله الصادقين على ذلك من الشاهدين .
وها هي اليوم تدفع ضريبة ذلك الأمر كما دفعتها برجالها منذ الستينيات على أيدي الدخلاء من الملكيين الزيدية بثوب الجمهورية المزيف.
وأحرموا رجال البيضاء ثمن تضحياتهم واغفلوا مواقفهم وحاولوا عنوةً طمس معالم أثرهم الكريم .
واليوم قيفة العز ورجالها الأفذاذ يدفعون بدمائهم وأرواحهم ذلك الثمن ويستميتون دفاعاً عن كرامتهم ووطنهم بكل شرفٍ وأنفة رغم خذلان الجميع لهم وغياب الواجب الوطني للمسؤول اليمني عما يجب وصمت المجتمع الدولي الراعي للسلام المزعوم في اليمن عن تلك القضية .
قيفة البوابة الغربية لمحافظة البيضاء وحصنها المنيع لا زالت وستظل تذود عن حمى الجمهورية والوطن ذوداً يوازي الخذلان من الصاحب والطغيان من العدو الغاشم ويزيد على ذلك كرامة وصلابة رجالها مع قلة الامكانيات والعتاد.
ما يجب علينا اليوم تجاه تلك التضحية القيفية الجسيمة كحكومة شرعية وقيادة سياسية
وإحتراماً لدماء سفكت ومنازل هدمت وعوائل هجرت أمام أعيننا بحنكة آل مسعود ولم يأن أو يستجدي السلام أبناء قيفة الكرام .
هو أن نزجي تلك الشرارة ونستلهم طريق التحرير والخلاص ونهب هبة واحدة نحو تطهير الوطن من براثن تلك الشرذمة الإنقلابية.
لن يكلف ذلك ثمناً أكثر مما قد كان ولن تكون هناك خسارة أكثر مما خسرناه .
فقط نحتاج إلى إرادة وعزيمة وتوكل على الله .
نحتاج إلى قرار تتخذه القيادة ومجلس الأمن الأعلى نحو تحرير كافة محافظات الجمهورية.
نحتاج إلى دعوة يوجهها القائد الأعلى للقوات المسلحة يستنفر من خلالها الجيش والمواطن وبقية أبناء المؤسسات المدينة .
نحتاج إلى حضور القيادة والحكومة بكافة طاقمها على أرض الواقع.
لنقول للعالم أجمع نحن هنا نحو تحرير أرضنا إذ لا حكم لنا ما لم تكن لنا أرضية ووطن تلامسه أيدينا وتختلط بترابه مآثرنا ونبني عليه صرحنا ومؤسساتنا .
لا وجه مشابهه بين من يحكم من على أرضه ومن يحكم عن بعدٍ ولم يعايش واقع شعبه.
قيفة اليوم .. أثبتت للجميع أن تغني الحوثي بالدفاع عن القضايا الوطنية والإسلامية أشبه بعاهرة تغنت بالشرف والحميّة.
فمن يهدم المساجد ومنازل أهله لن يحمل مشروع قضية عربية .
ومن يمنع المساجد عن اقامة حلقات تحفيظ القرآن لن تستقيم له ما تسمى بالمسيرة القرآنية.
الحوثي اليوم يحتضر في أضيق مساحة .
وهي ما تبقى له عنوة من مساحة الحاضنة الشعبية
إذ أصبح اليوم بلا قبول ولا مرحب به إلا حيثما يضع عصاه .
ومن يستطيع أن يكسرها اليوم فإن الشعب اليمني جميعاً سيسارع إلى الالتفاف حوله والتعاون معه نحو بناء الدولة وإستعادة المؤسسات الحكومية والمكتسبات الوطنية تحت ظل يمن اتحادي ووحدة فيدارلية .
الهبة الهبة معشر القادة فالفرصة اليوم مواتية والشعب يتجرع الألم من ظلم وبطش وطغيان الحوثيين وإجرامهم.
فمتى وإلى متى ينتظرون قدومنا ؟
٫قلمٌ جريح