حركة التاريخ تدفع الحوثي الى الموت. بمقدار ماتدفع المكونات الجمهوريه إلى استعادة الدولة
. مصطفى محمود
انقلب انقلاب الحوثي على الهاشميين. من حلم الحق الالهي والسيطره على كافة اليمن إلى كابوس، تحوّلوا فيه من نسيج اجتماعي يمني يحوي كثيراً من قيم التعاييش والتحرر والتضامن والتعاضد والتسامح والانفتاح على الآخر الذي يسير ضمن الاتجاه الإيجابي لحركة التاريخ, إلى سلاله هاشميه دمويه تشكل بمعناها الكمي والكيفي عامل (تضاد) لليمن ولليمنيين تسودها قيم العصبيه السلاليه وعصبية المصلحه الخاصة والاستفادة من الامتيازات السلطوية التي منحت إليهم, لتظهر فيها عادات العنف والارهاب والزعرنة وكل ما هو فاسد، وقد أصبح هّم أبناء هذه السلاله المحافظة على مكاسبهم السلطوية بأي ثمن، هكذا كان حالهم عندما انطلقت المجاميع المسلحه الحوثيه من صعده لأإجتياح العاصمه صنعاء واسقاط الدوله وكان همهم وما يزال المحافظة على حقهم الالهي في السلطه ومكاسبهم الجديدة.
إنه مكر التاريخ الذي مشى في تلك المرحلة ـ على رأسه بدلاً من أن يمشي على قدميه، وأسوأ ما بقي منه حس انتهازي تشّكل مع انحدار “الهاشميين ” في مرحلة نهبهم للدولة وللشعب وجمع ثروتهم على قاعدة من السلطة إلى الثروة بعكس طريق خصومهم من الثروة إلى السلطة الذي لم يشهد ذلك القدر من الانحطاط لأنه تطّلب بعض الجد والاجتهاد في جمع الثروة.
محنة الهاشمييظ الحالية تنبع من مكر التاريخ هذا الذي حّولهم إلى عصا بيد الحوثي وايران والآن وقد اكتمل توحيد الكوكب ضمن سوق واحدة يطلق عليها قرية كونية، وأصبحت القاعدة هي الانطلاق من مكونات المجتمع من الأسفل إلى الأعلى، فإن محنة الهاشميين صارت وجوديه، فهم غير قادرون على ان بعودوا ليشاركوا في بناء المجتمع بما يؤهلهم حجمهم في هذا النسيج الذي لا يتجاوز 1 في المئة كما انهم غير مستعدين يفقدون امتيازاتهم السلطوية التي من اجلها قتلوا ودمروا وضحوا وهم لا يستطيعون تصور ذلك.
ناهيك على انهم راكموا و لأجيال قادمه ثأرات وانتقامات واحقاد وضغائن تفوق نسبة تعدادهم عشرات المرات.
محنة الهاشميين كبيرة جداً ويجب النظر إليهم بعين الشفقة والرحمة فهم لايشعرون انهم يعيشون حاليا مرحلة تسمين الأضحيه..يعني مثل كبش العيد الذي يسمن ليموت ولايمنعه.من الموت يوم العيد إلا ان يموت قبل العيد..
أن حركة التاريخ ومنطق العصر بمقدار مايدفعان السلاليه الى الموت يدفعان بقية المكونات اليمنيه إلى استعادة بناء دولة عادلة تقف على مسافة واحدة من الجميع، لان العقد الزمني الذي أفرز سلطات اعتمدت على ألامر الواقع قد ولّى، وقد آن الأوان لتتخلى هذه السلطات عن مشروعاتها العائليه والمناطقيه والحزبيه السلطوية وأن تعزز شراكتها في إكمال طريق استعادة الدوله اليمنيه الديمقراطيه التي يقودها فخامة الرئيس رشاد العليمي واحوانه في مجلس القياده الرئاسي
وان لجوء الهاشميين إلى استحضار عفن الماضي السلالي الطائفي وتوظيفه سياسياً والعزف على مشاعر وتقاليد ومظلوميات تاريخية ليس لليمنيين يدا فيها قد يعرقل
حركة التاريخ ولكنه لا يستطيع أن يوقفها إلى الأبد،
. مصطفة محمود اليمن