تغيير توازن القوى هل سيمنح بيروت استعادة دولتها وصنعاء استعادة جمهوريتها
وداد الدوح
يبدو أن تغيير توازن القوى في المنطقة قادم لا محالة فالتصعيد الحالي بين إسرائيل وايران لم يصل إلى هذه المرحلة بل لم يراد له الوصول إلى هذه المرحلة. و دائماً ما كانت إيران تعتمد في كل صراعاتها على إستخدام وكلاؤها في المنطقة وهم مايعرفون ب (محور المقاومة) مثل حركة الجهاد وحماس في غزة وحزب الله في لبنان وهو اخطرها و مليشيات مسلحة عدة في كل من العراق وسوريا وافغانستان وباكستان ولا ننسى الحوثيين في اليمن.
إلا أن إسرائيل هذه المرة يبدوا انها عازمة على إخراج الأفعى من مخبأها بعد أن حققت نجاحات تكتيكية في إدارة الصراع فالمتابع للمشهد يعلم أن إيران خلال الفترة الماضية لم ترغب في المواجهة المباشرة في أي صراع لها في المنطقة إلا في حدود ضيقة و دائماً ما كانت تعتمد على أن تكون هذه المواجهة عبر وكلاؤها وذلك من أجل خلق نوع من توازن القوة في المنطقة وهو التوازن الذي تستطيع من خلاله إيران من أن تفرض مطالبها الإقليمية.
اما اليوم فقد تبعثرت أوراق إيران بعد اغتيال حسن نصر الله والعجز الذي أصاب حزب الله ولم يعد هناك خيار أمام إيران لتحفظ به ماء وجهها الا بالمواجهة المباشرة مع اسرائيل و هذا الدور ماكانت لتلعبه إيران لولا انها قد أدركت أن حزب الله قد أوشك على الانتهاء أن لم يكن قد انتهى فعلياً وانه لم يعد يستطيع أن يقوم بهذا الدور نيابة عنها.
مواجهة إيران المباشرة مع إسرائيل تأكد لنا ايضا أن نهاية الحوثي قد باتت قريبة وان إيران لاتعول على الحوثي في تغيير معادلة الصراع مثلما كانت تعول على حزب الله الذي فقد نصف قادته بالإضافة إلى تدمير ثمانين في المائة من مخزون الأسلحة الأساسي لديه وهو ما سيمنح للبنان فرصة لن تتكرر في استعادة دولته المخطوفة من حزب الله.
فماذا عن الحوثي والذي بات سقوطه ليس ببعيد هل ستتمكن صنعاء أيضاً من استعادة جمهوريتها المخطوفة منه ؟