بقلم: وجدي السعدي
في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمن منذ سنوات، يبدو أن الأمل الوحيد بعد الله في الانتقام من الحوثيين وهزيمتهم يكمن في قرارات البنك المركزي في عدن، وتحديداً بيد محافظ البنك أحمد المعبقي. مع تبقي أقل من شهر على صدور قرار إلغاء العملة القديمة التي يتعامل بها الحوثيون، تتزايد الآمال بأن تكون هذه الخطوة الاقتصادية الفاصلة في الصراع.
لقد عجزت الطائرات والمدافع والدبابات عن تحقيق النصر الحاسم على الحوثيين، لكن هناك تفاؤل كبير بأن البنك المركزي في عدن قادر على تغيير موازين القوى من خلال هذه الخطوة الحاسمة. القرار المتوقع بإلغاء العملة القديمة التي يتعامل بها الحوثيون ليس مجرد خطوة اقتصادية، بل هو ضربة مباشرة للبنية المالية التي يعتمدون عليها.
إن هذا القرار يأتي في وقت حرج، حيث يعاني الشعب اليمني شمالاً وجنوباً من تبعات الصراع المستمر ومن الأزمات الاقتصادية المتفاقمة. لذلك، فإن الأنظار كلها تتجه نحو البنك المركزي في عدن، بانتظار هذه الخطوة التي قد تكون الفاصلة في إنهاء معاناة الملايين.
المعبقي، بقراراته الجريئة، قد يدخل التاريخ من أوسع أبوابه إذا نجح في تحقيق ما عجز عنه الآخرون. هذا التحدي الكبير يتطلب شجاعة وإرادة قوية، ولكن الفرصة سانحة لتغيير مسار الأحداث في اليمن وإحداث تأثير إيجابي كبير.
ما يجعل هذا القرار أكثر أهمية هو أنه يمثل تحركاً استراتيجياً يتجاوز القوة العسكرية التقليدية. فالاقتصاد هو عصب الحياة، وضرب الحوثيين في هذا الجانب قد يؤدي إلى إضعافهم بشكل حاسم. إن إلغاء العملة القديمة سيسهم في تقليل قدرتهم على تمويل عملياتهم والسيطرة على المناطق التي يسيطرون عليها.
أنظار الملايين من اليمنيين، شمالاً وجنوباً، معلقة بقرارات البنك المركزي في عدن. هؤلاء المواطنون ينتظرون بفارغ الصبر نتائج هذه الخطوة الاقتصادية التي قد تضع حداً لمعاناتهم وتفتح باباً جديداً للأمل. إن القرارات الاقتصادية المرتقبة قد تكون الفاصلة في تحديد مستقبل اليمن ومسارها السياسي والاقتصادي.
في هذه الأوقات العصيبة، تظهر الحاجة الملحة لاتخاذ قرارات جريئة وحاسمة. وقد يكون المعبقي، بصفته محافظ البنك المركزي في عدن، الشخص الذي يستطيع إحداث هذا التغيير. إذا نجح في ذلك، فإن اسمه سيسجل في تاريخ اليمن كأحد الشخصيات التي ساهمت في تغيير مجرى الأحداث وتحقيق الانتصار على الحوثيين بوسائل اقتصادية.
الأيام القادمة ستكون حاسمة ومصيرية، فهل سيتمكن المعبقي من تحقيق النصر الاقتصادي الذي عجزت عن تحقيقه الأسلحة؟ الإجابة على هذا السؤال ستكتب فصلاً جديداً في تاريخ اليمن، وسيكون لها تأثير كبير على مستقبل البلاد وشعبها.