للقوى الجمهورية.. حتى لا نفقد البوصلة!

محمد العسل وكيل محافظة ريمة

سيظل المشروع الوطني الجامع لكل اليمنيين تتلاشى أمامه كل العصبيات الطائفية والمناطقية والسلالية، وتتحطم على صخرته الصلبة كل محاولات النيل من النسيج الاجتماعي.
مارب شكلت نواة المشروع الوطني يوم داهمت مليشيا الحوثي المحافظات في محاولة منها لإعادة الإمامة التي أسقطها الشعب اليمني في ثورته الخالدة في السادس والعشرين من سبتمبر 1962، وها هو اليوم يواجه بكل بسالة مخلفاتها الحوثية.
كل قبائل محافظة مارب وأحزابها وقياداتها السياسية والمجتمعية وأسرها ورجالها والنازحين إليها من كل محافظات الجمهورية، كانوا وما زالوا على قلب رجل واحد، وهذا هو سر صمود هذه المحافظة التي تتكئ على إرث تاريخي وحضاري عريق اتسم بالشورى والشراكة في النضال وبناء الدولة.
لاحظنا مؤخرا البعض أساء لمحافظة مارب ولأحد رجالها الشيخ مبخوت بن عبود الشريف، صاحب المواقف والتضحيات المشهودة دفاعا عن الجمهورية في مواجهة المشروع الإمامي الكهنوتي، ويعد هذا الاستهداف للقيادات الجمهورية انحرافا عن مسار المعركة الوطنية التي يجب أن يتجه الجميع من خلالها لمواجهة مليشيا الحوثي الخطر الوجودي على كل اليمنيين.
مارب ستبقى الشوكة في حلق مشروع الإمامة والسد المنيع لمحاولات تمزيق المجتمع اليمني، وستظل بوصلتها الوطنية متجهة إلى صنعاء وبقية محافظات البلاد لتحريرها من كهنة الإمامة.
لا فرق في مارب الحضارة والتاريخ بين يمني وآخر أيا كانت أسرته وقبيلته إلا بقدر نضاله من أجل الجمهورية وكفاحه من أجل وطن يتسع للجميع بلا عنصرية ولا طائفية ولا سلالية.
تماسك القوى الجمهورية في مارب والساحل الغربي وتعز والضالع وكافة جبهات الوطن، عصي على محاولات الاصطياد في الماء العكر.
ستبقى مارب والساحل الغربي والمحافظات المحررة والقيادات العسكرية والسياسية والمجتمعية فيها، جبهة جمهورية واحدة في مواجهة مليشيات الحوثي الإمامية.
نتذكر أهداف ثورة الأحرار 26 سبتمبر، والأناشيد الوطنية التي أعقبت الثورة وتغنت بمبادئها التي أكدت على وحدة اليمنيين العابرة للمذاهب والمناطق، وشارك في هذه الثورة المجيدة كل فئات الشعب ومكوناته الاجتماعية، فالزيدي والشافعي، والشمالي والجنوبي، والمؤتمري والإصلاحي والاشتراكي والناصري، الكل مستهدفون ومتضررون جميعا من المشروع السلالي القائم على استعباد الناس، وتقسيم المجتمع وتفتيت قواه لإذلاله وإخضاعه لهذا المشروع التدميري القائم على فكرة عنصرية شيطانية دائرة إجرامها تتسع وعنصريتها تضيق من ما يسمى “البطنين” إلى “بطن واحد” إلى شخص الطاغية، وما اقترفه الأئمة بحق الشعب اليمني، وقتل الإمام أحمد حميد الدين، لإخوته خير دليل على ذلك.
إن الانتماء للجمهورية يعني التمسك بالمشروع الوطني ورفض المشروع السلالي والنضال لإسقاطه، إنها الجمهورية التي تجمع كل اليمنيين في ظلالها وفي إطار المواطنة المتساوية وسيادة القانون.
العدو الحوثي العميل لملالي طهران يتربص بالجميع، بالوطن لتحويله إلى حكر لسلالة وتابع للعمائم السوداء في إيران، ويتربص بكافة القوى الجمهورية المناهضة لمشروعه السلالي، وبالشعب اليمني لإعادة استعباده، ما يحتم على كل المكونات الوطنية التلاحم لاستعادة الدولة ودحر مليشيا الكهنوت.

تعليقات الفيس بوك
Exit mobile version