الإنتفاضة من أين ستبدأ.. من عدنٍ أم من صنعاء ؟
بقلم /ياسر الصيوعي
مستشار وزير الإعلام والثقافة
المواطن هو ذاك المواطن اليمني المغلوب على أمره اليوم لكنه البركان العارم والسيف الصارم إن ضاعت حقوقه ولم يُصان حياض المكارم .
ما بين البطش والترويع والفقر وإنعدام الخدمات ومصادرة الحقوق والحريات التي يعانيها المواطن اليمني في مناطق سيطرة الحوثيين. فهناك مشاكل وتردي خدمات وفساد مالي وإداري مستشري يعيشه المواطن اليمني في المناطق المحررة دون استثناء.
مما جعل جميع المواطنين يعيشون حالة الكبت الذي سرعان ما سينفجر ويقلب الطاولة على من يعتليها .
ليتنا أوجدنا الحكومة المثالية في مناطق الشرعية اليمنية ليشعر المواطن اليمني بوجود دولة مؤسسات ونظام وقانون فينعم من تحت مظلتها بالخير ويستند إليها من تحت سيطرة الحوثيين ليثأر لنفسه ووطنه من أولاد الحرام كونه يرى أن هناك فارق جلي بين الدولة وألا دولة .
بين الحكومة الشرعية وعصابة الإنقلابات.
لكن للأسف.. استطاع اللوبي الحوثمستشري في جسد الشرعية من تمرير إرادة موكله في صنعاء من تمزيق جسد الشرعية وإفشال مشاريعها وتفويت كل فرصة نجاح حتى تظهر بالمظهر الذي هي عليه اليوم . من الفساد الإداري والمالي وإنعدام الخدمات والخلاف الداخلي الخفي والذي حتماً سيظهر عما قريب إلى العلن إذا ما تداركنا وغلّبنا المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية.
عدن … ماذا عسانا أن نشير به إلى الجريحة عدن .
آوت الشرعية بعد أن انتصرت على العصابة الحوثية ولبست لباس العاصمة اليمنية الإفتراضية لتظل كذلك .
وكل يومٍ يصيبها معولٌ في مقتلٍ حتى أصبحت فُتَاتاً من الأنين وجسداً خاوياً من الخدمات بعد أن كاد يكون جسداً منعماً سمين .!!
ماهي الأسباب لإنعدام الخدمات اليوم في عاصمة الشرعية اليمنية ؟
ومن يعمل على خلق المشاكل وتعطيل الحلول ؟ ولصالح من ؟
أليس من المفترض أن تكون هي اليوم المثال وفي صريف أقلامنا بلسم الجرح مع ذلكم المقال؟
ثم ما ذنب المواطن المسكين الذي أصبح علكة لبان بين اضراس الطرفين من الساسة طيلة تلك السنين ؟
هل سينفجر الوضع في عدن وحينها يصعب علينا السيطرة عليه أو حتى إعادته إلى مربع ما نحن عليه اليوم على أقل الأحوال ؟
أم أن بركان الشعب المتوقد اليوم في صنعاء سيسبق الواقع هنا في عدن وحُق له ذلك فقد طفح الكيل وزاد القهر والتنكيل .
وعليه يسهل هزيمة الميليشيات وإستعادة الجمهورية وتحرير العاصمة اليمنية صنعاء وستعود الدولة ومؤسساتها وتسقط براثين العناء الذي مر على أبناء الشعب اليمني طيلة عشر سنواتٍ من عمر الإنقلاب.؟
المأمول اليوم من حكومة الدكتور بن مبارك أن تصمد وتعيد شريط الشكاوي الوطنية طيلة فترة الحكومات السابقة لتعي ماهو دورها المعول عليه اليوم .
فليس أكثر من إيجاد حلولاً واقعية اليوم لما عاناه المواطن بالأمس..
وكما قال يوماً من الأيام دولة الدكتور بن مبارك: ليس من الضروري إستكمال مئة حل من أجل أن تمشي المقطورة .
يكفي أن نبدأ بثلاثة حلول لتسير القافلة ثم نستكمل بقية الحلول بحسب الأولويات .
كم كان لتلك الجملة من وقعٍ جميل على قلبي وتأكدت أننا أمام هامة وطنية تعي ما يجب أن تقوم به .
لكن للأسف أصبحنا بحال من يقول : نسمع جعجعة ولا نرى طحين .. وهذا ما يجب أن نقولها بصراحة
مع أملنا أن نرى نجاحاً مُعتبراً لحكومة بن مبارك وسنظل إلى جانب ذلك النجاح مباركين ومساندين لفريقه ما صدقوا .
الكهرباء بوابة النجاح ومنها سيدخل الفريق الحكومي إلى ذلكم المربع المشكورين عليه متى ما تجاوزا محنتها.
سبق وأكدنا ذلك في شعبان المنصرم وقلنا :
رمضان هو الموعد المؤكد لمصداقية التصريحات الحكومية والكهرباء هي البرهان كونها أول المشاكل وأكثرها حاجة .
وعليه سنظل نناشد الأخ دولة رئيس الوزراء والإخوة الوزراء المعنيين بحل مشكلة الكهرباء .
تأكدوا أن معضلة الكهرباء هي (السهل الممتنع ) وضعوها بين قوسين .
ولا اهمع من الحل إلا التفكير السليم والجدية والمصداقية ومنها ستعيدون لأنفسكم وبقية زملائكم الإعتبارية.
أما المواطن اليمني سواءً في صنعاء أو في عدن فقد أصبح اليوم بركاناً يغلي وغداً سترونه أسداً يزأر وحينها من سيقف أمامه ؟
والحقيقة أن الملامة ليست على جماعة إرهابية تمارس القمع والتنكيل على إخواننا في مناطق سيطرتها من أبناء الشعب اليمني لعموم ما يعانيه أبناءكم أجمع.
ولكن العاقل يلوم المسؤول الشرعي عن مواطن ووطن الجميع .
الشرعية اليمنية هي المسؤولة عن الشعب اليمني والأرض اليمنية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب تحريراً واعادة بناء مؤسسات الدولة وإستعادة الإعتبار الوطني والأمن القومي المأمول في الداخل والخارج وعليه فلا عذر لنا من الصدق مع أنفسنا والسير بخطوات جادة نحو مشروع دولة مبني على أساسيات إستراتيجية وحلول وتنمية مستدامة .
مشروع يستند إلى المرجعيات والهيكل التنظيمي لمؤسسات الدولة لا التنظير العشوائي والترقيع المؤقت .
والله من وراء القصد…