خطاب الرئيس العليمي بحلول رمضان.. المسؤولية والمكاشفة
عادل الأحمدي
ليس خطابا برتوكوليا عاديا في مناسبة معتادة بل مؤشرا على كيفية تعاطي السلطة الشرعية مع التحديات العاصفة والتطورات الواسعة على المستويين المحلي والدولي.
تذهب رياح الأحداث يمينا ويسارا ويبقى خطاب الدولة ثابتاً على لسان الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي وهو ما تجسَّد بوضوح في الخطاب الشفاف والمسؤول الذي القاه قبل ساعة بالنيابة وزير الأوقاف والإرشاد الأستاذ محمد عيضة شبيبة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
توجه الرئيس بالتهنئة للشعب والجيش والأمن وكرس الجزء الأكبر من خطابه على مكاشفة الشعب وخصوصا في المناطق الخاضعة بالقوة للمليشيا التي تعبث بالبر والبحر وتستثمر في جراح إخوتنا في فلسطين وتمارس ذات الفعل العدواني باليمن، بوصفها “أداة احتلال إيراني لليمن”.
خطاب يعكس حرص الدولة على استئناف صرف الرواتب في مناطق سيطرة المليشيا والتي تقف حجر عثرة أمام كل مجهود صادق لتخفيف معاناة المواطنين التي بلغت اوجها في كل المجالات والأصعدة وبلغت حدة الإفقار طبقة رجال الأعمال والقطاع الخاص فضلا عن الشرائح المعدمة التي تمثل غالبية السكان.
وفي ظل هذا التعنت المتصاعد من قبل آفة الدمار والإفقار والتضليل يغدو الحديث عن أية خطوات للتسوية السياسية رماداً تذروه الرياح.. ذلك أن هذه الآفة ليست من نسيج هذا الشعب ولا تأخذها الغيرة عليه ولا تقدم التنازلات من أجله، بل هي عدوه المقيم الذي يقتات حقده من ميراث كهنوتي استعلائي يستبيح دماء اليمنيين وأموالهم، ويرى أنه “ليس محاسَباً على ما يسرقونه من شعبنا بل على ما يتركونه له”.
إن هذا التصميم والإصرار من القيادة العليا للدولة على تسمية الأشياء بمسمياتها وعدم التفريط قيد انملة بمكتسبات اليمن وتضحياته وسيادته واستقلال أراضيه، وبذل الجهود من أجل منافع الناس، والعزم على تصحيح الأخطاء ومواجهة الأخطار، هو ما نعشمه من القيادة ونشد أزرها من أجل المضي حتى لحظة الاحتفال الكبير، يوم عودة مخلفات الإمامة إلى قبور التاريخ وعودة اليمن إلى ساحة الحياة.
وفي مقابل هذا النهج المسؤول سيلحظ شعبنا بسهولة حجم الفارق مع خطاب المليشيا في ذات المناسبة، حيث المراوغة والمزايدة والعنتريات الجوفاء، ذلك أنهم محرومون من التوفيق بعد كل ما أجرموه في حق شعبنا الصابر ولايزالون في غيهم يعمهون ظناً منهم أنهم سيفلتون هذه المرة، وهيهات، لقد فقدت اباطيلهم مفعولها التخديري وصار الشعب يخيط اكفانها على أضواء سكينها المشهرة، وفقا لتعبير الشاعر الكبير هشام باشا:
غبيٌّ هو المجرمُ المطمئنُّ
إلى أن صنعاءَ مستسلمة
يظل يغلّفُنا بالظلامِ
ليقتلنا قتلةً مبهمة
ونحن على ضوءِ سِكّينهِ
نخطُّ نهايتهُ المؤلمة